وقفة في دوما دعماً للجيش ورفضاً للعدوان التركي المقاومة الشعبية تتصاعد.. أهالي الكوزلية يتصدوّن لقوات الاحتلال الأمريكي
نظم أهالي مدينة دوما بريف دمشق وأسر الشهداء والجرحى، أمس، وقفة شعبية في ساحة المدينة دعماً للجيش العربي السوري وللتنديد بسياسات النظام التركي، ورفضاً لعدوانه على الأراضي السورية، فيما يتصاعد الغضب الشعبي ضد الاحتلال الأمريكي، إذ تصدّى عناصر من الجيش العربي السوري وأهالي قرية الكوزلية، غرب بلدة تل تمر شمال الحسكة، لرتل من قوات الاحتلال الأمريكي حاول الدخول إلى القرية، وأجبروه على المغادرة والعودة، ولم يسمحوا له بتدنيس تراب قريتهم، الأمر الذي يمثّل شرارة لانطلاق المقاومة ضد القوات الأمريكية المحتلة لأرضنا، ورسالة واضحة لرفض وجودهم الاحتلالي على الأراضي السورية.
وفي التفاصيل، نظم أهالي مدينة دوما بريف دمشق وأسر الشهداء والجرحى وقفة شعبية في ساحة المدينة دعماً للجيش العربي السوري وللتنديد بسياسات النظام التركي ورفضا لعدوانه على الأراضي السورية.
وتضمنت الفعالية، التي أقيمت بالتعاون مع محافظة ريف دمشق ومكتب شؤون الشهداء، تكريم 170 أسرة شهيد من أبطال الجيش العربي السوري إضافة إلى فقرات فنية متنوعة عبرت عن المعاني السامية للشهادة والشهداء وحب الوطن.
وأشار أهالي الشهداء في كلمتهم خلال الوقفة إلى عظمة الشهادة في سبيل الوطن والتضحيات الكبيرة التي قدمها أبناؤهم الملتحقون بصفوف الجيش العربي السوري للدفاع عن كرامة وعزة سورية.
محافظ ريف دمشق المهندس علاء منير ابراهيم أكد في كلمته أهمية الوقفة للتعبير عن رفض الأهالي لعدوان وسياسات أردوغان وعملائه الذين يصدرون الإرهاب إلى سورية، لافتاً إلى أن دوما عانت الكثير من الإرهاب قبل أن تتحرر منذ عامين على يد بواسل الجيش العربي السوري وأبناء دوما اليوم يقاتلون في صفوف الجيش العربي السوري لتحرير حلب وإدلب من الإرهاب وتحقيق الانتصارات.
بدورها مديرة مكتب شؤون الشهداء اللواء نبال بدر بينت أن الفعالية تأتي للوقوف إلى جانب رجال الجيش العربي السوري الذين يسطرون أروع قصص الصمود والتصدي، وكرسالة للنظام التركي بأن دوما التي حاربت المستعمر الفرنسي وكانت خلال السنوات الماضية معقلاً للتنظيمات الإرهابية خرج منها جنود يدافعون عن الوطن ويدحرون الإرهاب في إدلب وحلب، لافتة إلى أن الكثير من أبناء مدينة دوما ارتقوا شهداء في معارك التحرير الأخيرة في المنطقة الشمالية.
عضو مجلس الشعب محمد خير سريول أوضح أنه تم خلال الوقفة تكريم 170 أسرة شهيد مئة منهم من أبناء مدينة دوما التي عانت الكثير من الإرهاب مؤكدا أن وقفة اليوم رسالة وفاء للجيش العربي السوري الذي سطر أروع ملاحم البطولة والفداء.
وأشار مختار دوما عبد اللطيف طالب إلى أن تكريم أسر الشهداء اليوم واجب وطني وأن تزامنه مع ذكرى ثورة الثامن من آذار والانتصارات التي يسطرها أبطال الجيش العربي السوري يقدم رسالة للعالم بأن الشعب السوري يرفض أي تدخل أجنبي بأرضه ويدعم جيشه وقيادته حتى تحقيق النصر الكامل.
من جانبه أشار بديع جمعة عضو مجلس مدينة دوما إلى أهمية الوقفة التضامنية للتعبير عن حقيقة موقف الشعب السوري بكل مدنه وقراه الرافض لجرائم أردوغان ووجوده غير الشرعي على الأراضي السورية، مضيفا: “نحن موجودون اليوم في هذه الساحة التي أراد لها الإرهاب أن تكون ساحة قتل ودمار وعادت اليوم بفضل تضحيات بواسل الجيش العربي السوري لتكون ساحة عمل ونضال لبناء سورية وأن أسر الشهداء الذين كرموا اليوم حضروا من معظم مناطق الغوطة الشرقية ليشاركوا أبناء دوما وقفتهم التضامنية”.
وأعرب عدد من أهالي الشهداء المكرمين عن فخرهم واعتزازهم ببطولات أبنائهم الذين استشهدوا دفاعا عن الوطن مؤكدين استمرارهم بالوقوف إلى جانب جيشهم وقيادتهم لتحرير كامل التراب السوري حيث أشار عدنان الدعاس والد الشهيد علاء الدين الذي استشهد في حلب إلى أن التكريم شرف كبير له وهو مستعد لتقديم جميع أبنائه فداء للوطن.
بينما لفتت زوجة الشهيد العقيد مازن مالك محمد الذي استشهد بالقريتين إلى أنها تسعى جاهدة لتربية أبنائها على حب الوطن وإكمال مسيرة والدهم.
حضر الفعالية الرفيق أمين فرع ريف دمشق للحزب رضوان مصطفى وحشد من أهالي المدينة وفعاليات اقتصادية واجتماعية وثقافية وتجارية وصناعية.
في الأثناء، ذكر عدد من أهالي قرية الكوزلية أن الرتل، الذي يضم 7 مدرعات عسكرية من قوات الاحتلال الأمريكي، حاول الدخول إلى القرية، فقام الأهالي بالتصدّي له ورشقه بالحجارة، بمؤازرة عناصر الجيش، وتمّ منعه من التقدّم وإجباره على العودة من حيث أتى.
وفي السياق ذاته أشارت مصادر أهلية إلى أن أهالي قرية رميلان الباشا، التابعة لريف منطقة رميلان، قاموا بقذف مدرعات الاحتلال الأمريكي بالحجارة عند مرورها من القرية تعبيراً عن رفضهم الوجود الأمريكي، الذي نهب وسرق ثروات بلادنا، ويستمر بتنفيذ مخططات خبيثة لتفتيت المنطقة خدمة للصهيونية.
واشتبك أهالي قريتي خربة عمو وحامو في الثاني عشر من الشهر الماضي، شرق مدينة القامشلي، مع جنود الاحتلال الأمريكي على طريق السويس “علايا” خربة عمو إلى الشرق من مدينة القامشلي ومنعوهم، بمؤازرة من الجيش، من المرور وأعطبوا 4 مدرعات، في حين سارعت قوات الاحتلال لاستقدام تعزيزات عسكرية للمكان تضم 5 مدرعات أخرى لسحب آلياتها المعطوبة وإجلاء عناصرها.
هذا وفرضت قوات الاحتلال الأمريكي حصاراً على مدينة البصيرة بريف دير الزور الشمالي، ومنعت الأهالي من الدخول والخروج، وذلك بالتزامن مع خروج أهالي بلدة محيميدة بمظاهرة نددوا خلالها بممارسات مجموعات “قسد” ضدهم، واحتجاجاً على غياب الخدمات الأساسية في المناطق التي تسيطر عليها هذه المجموعات.
وأفادت مصادر أهلية بأن قوات الاحتلال الأمريكي ومجموعات “قسد” قامت بحصار مدينة البصيرة، وأغلقت مداخلها كافة بشكل كامل، ومنعت الأهالي من الدخول والخروج خوفاً من امتداد المظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها قرى وبلدات عديدة من ريف دير الزور إلى المدينة، التي تعد الأكبر والأهم في ريف المحافظة الشمالي.
وأشارت المصادر إلى أن “أهالي بلدة محيميدة في ريف دير الزور الشمالي الغربي خرجوا بمظاهرة للتنديد بممارسات مجموعات “قسد” وغياب الخدمات الأساسية في المناطق التي تسيطر عليها وفقدان حالة الأمان وانتشار الفوضى ونهب المحاصيل والممتلكات”، ولفتت المصادر إلى أن مجموعات “قسد” قامت بإطلاق النار على المتظاهرين في محاولة لتفريقهم، ما تسبب باستشهاد أحد المواطنين وإصابة اثنين آخرين، الأمر الذي أدى إلى حالة من التوتر لدى أهالي القرى والبلدات المجاورة، وعلى خلفية ذلك قام أهالي بلدة سفيرة بريف دير الزور الشمالي بقطع الطريق الرئيس الواصل بين دير الزور والرقة من جهة الجزيرة بالإطارات المشتعلة.
وتشهد قرى وبلدات عديدة من ريف دير الزور مظاهرات من قبل الأهالي تطالب بخروج قوات الاحتلال الأمريكي ومجموعات “قسد” من مناطقهم، كما تطالب بتحسين الواقع الخدمي والمعيشي، وتندد بممارسات مجموعات “قسد” ضد الأهالي.
يأتي ذلك فيما عثرت وحدات من الجيش العربي السوري خلال تمشيطها قرى وبلدات في ريف إدلب الجنوبي المحرّرة من الارهاب على كمية من الأسلحة والقذائف وطائرة مسيرة كانت بحوزة الإرهابيين قبل اندحارهم من المنطقة.
وأشار مراسل سانا إلى أن وحدات من الجيش عثرت في قرى وبلدات بريف إدلب الجنوبي المحررة من الإرهاب على كميات من الأسلحة والقذائف ومدافع هاون من مخلفات المجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم جبهة النصرة، والمدعومة من النظام التركي، من بينها 5 مدافع هاون عيار 120مم مع 50 قذيفة ومدفع عيار 160 مم مع 5 قذائف، وأشار إلى أن من بين المضبوطات طائرة مسيرة كانت التنظيمات الإرهابية تستخدمها في أعمال الرصد والاستطلاع إضافة إلى 50 كليوغراماً من مادة الـ سي فور شديدة الانفجار وقوالب لصناعة قذائف الهاون.
وخلال متابعتها عمليات التمشيط في مدينة سراقب بريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد دحر الإرهابيين المدعومين من النظام التركي عنها عثرت وحدات الجيش، الجمعة، على صواريخ تاو أمريكية الصنع وعربات مدمرة من مخلفات الإرهابيين في المدينة.
كما عثرت وحدات من الجيش على مقرات محصنة تحت الجبال للتنظيمات الإرهابية في منطقة عنجارة بريف حلب الغربي، فيها ذخائر وأسلحة.
كاميرا سانا جالت بمقر التنظيمات الإرهابية في بلدة عنجارة بريف حلب الغربي، حيث ذكر المراسل أن المقر محصّن، واحتوى على مساحات كبيرة خصصت لدخول الآليات وأماكن للإقامة والتدريب، كما تم العثور بداخله على صناديق ذخيرة وقذائف صاروخية مختلفة الأنواع وصواريخ مضادة للدروع والطيران وقنابل هجومية وقواعد لإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون.
وفي منطقة الليرمون غرب مدينة حلب، عثرت وحدات من الجيش على نفق في أحد الأبنية قيد الإنشاء قرب صالات الليرمون الحرفية تم حفره بالصخر، ويمتد على مسافة 400 متر باتجاه حي الخالدية شرقاً.
وأوضح ضابط في قيادة شرطة محافظة حلب أن التنظيمات الإرهابية عمدت إلى حفر النفق الذي لم تستطع إكماله للوصول إلى مشارف حي الخالدية لاستهداف الأحياء السكنية الآمنة والمواطنين، مشيراً إلى دور رجال الجيش العربي السوري بدحر هذه التنظيمات الإرهابية، وإجبارها على الانسحاب والفرار، والحؤول دون إتمامها إكمال حفر هذا النفق، وأضاف: عثر في البناء قيد الإنشاء على بعض الذخائر ومخلّفات الإرهابيين الذين كانوا يستخدمونها خلال وجودهم في المنطقة.
بالتوازي، ذكرت مصادر أهلية لمراسل سانا بالحسكة أن مرتزقة الاحتلال التركي التابعين لما يسمى “فرقة الحمزات” الإرهابية قاموا بعمليات سلب ممتلكات الأهالي في مدينة رأس العين، ونقلها إلى أسرهم التي وصلت حديثاً إلى المدينة، مشيرة إلى أن مرتزقة الاحتلال التركي قاموا بخلع أبواب عدد من المنازل واحتلالها، كما دخلوا بعض المنازل بوجود أصحابها، وسرقوا ممتلكاتها بالكامل.
المصادر ذاتها أكدت المعلومات التي تحدثت عن مقتل عدد من مرتزقة الاحتلال التركي وإصابة آخرين في المدينة جراء الخلاف على المسروقات، ولا تزال الأوضاع متوترة بين مجموعات الإرهابيين.
الإرهابيون يخرقون اتفاق وقف الأعمال القتالية 8 مرات
في الأثناء، انتهكت مجموعات إرهابية مدعومة من قبل النظام التركي 8 مرات اتفاق وقف الأعمال القتالية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في نشرتها اليومية أن “الجانب الروسي في لجنة الهدنة الروسية التركية في سورية رصد خلال الـ 24 ساعة الأخيرة 8 حالات إطلاق نار أربع منها في اللاذقية وثلاث في حلب وانتهاك واحد في إدلب”.
ولفتت الوزارة إلى أن الجانب التركي تغافل عن هذه الخروقات التي ارتكبها الإرهابيون “ولم يسجل أي خرق للاتفاق”. وخرق الإرهابيون خلال اليومين الماضيين اتفاق وقف الأعمال القتالية 25 مرة واستهدفوا بالقذائف قريتي حزارين والدار الكبيرة بريف إدلب الجنوبي.