“في مهب الريح”
أشرنا غير مرة إلى الواقع الإداري غير المنتظم والفوضوي في كثير من الأحيان في نادي الحرية، وانعكاساته السلبية على الأداء الفني، ونتائج الفرق الرياضية عموماً، بما في ذلك فرق الواجهة في النادي.
وفيما يعزو بعض المهتمين والمتابعين لحركة النادي صعوداً وهبوطاً أسباب هذا التخبط إلى ضعف الإدارة، وغياب الانسجام، وتداخل الصلاحيات بين الأعضاء والموظفين على السواء، يرى البعض الآخر أن المشكلة الأساس تكمن في سيطرة أشخاص بعينهم على مداخل ومخارج النادي، وعلى قرار مجلس الإدارة، الأمر الذي تسبب في اتساع الهوة الموجودة أصلاً بين الإدارة من جهة، والكوادر الفنية والإدارية واللاعبين من جهة ثانية.
ما نود تأكيده في هذا السياق، وفي ضوء ما يستجد يومياً من مشكلات وخلافات شخصية وجوهرية، أن سياسة تدوير الزوايا وتأجيل الحلول الجذرية للمشاكل، وإطلاق يد البعض عمداً للتحكم في راهن ومستقبل النادي، ستضعه في مهب الريح، وما يخشاه محبو النادي وجماهيره أن يتكرر مشهد العام الماضي والأعوام السابقة ويخرج النادي من مولد مشاركاته بلا حمص، ويبقى فريق كرته في دوامة الدرجة الأولى، وفي دائرة الاستنزاف بالجهد والمال، ومحاطاً بالقلق والخوف.
مما تقدم نجد أن هناك حاجة ملحة لتنقية الأجواء، وتسوية وتطويق كافة الخلافات والمشكلات، وهو الدور المنوط برئيس النادي وأعضاء إدارته، والمطلوب منهم إبداء روح التعاون، والعمل بروح الفريق الواحد، واتخاذ القرارات الشجاعة لتجنيب النادي المزيد من الأزمات، والتخفيف من حدة الخلافات، ولعل الأهم هو إبعاد المتطفلين والمنتفعين عن دائرة العمل، ووقف تدخلهم غير المبرر في شؤون الفرق واللاعبين، والعمل على خلق بيئة ناضجة وصالحة للعمل تعيد للنادي إشراقته ووهجه كواحد من أندية الكبار في سورية.
معن الغادري