مواد كيميائية سامة من مخلّفات الإرهابيين في ريف حلب الغربي
عثرت وحدات من الجيش العربي السوري خلال مواصلتها أعمال تأمين المناطق التي تم تحريرها من الإرهاب على مقرات وورش لتصنيع السلاح وقذائف صاروخية من مخلّفات الإرهابيين في بلدات كفرناها وعويجل وعنجارة بريف حلب الغربي.
وذكر ضابط ميداني أنه من خلال متابعة تمشيط القرى المحررة من قبل وحدات الجيش لتأمينها وضمان سلامة الأهالي العائدين إلى منازلهم تم العثور على مقرات للتنظيمات الإرهابية التي عمدت إلى احتلال المنازل السكنية بعد تهجير أهلها منها في بلدات كفرناها وعويجل وعنجارة بالريف الغربي.
وأشار المصدر إلى أنه تم أيضاً ضبط ورشتين لتصنيع الذخائر والقذائف الصاروخية بمختلف أنواعها وقذائف الهاون في أحد المصانع المخصصة لصناعة المدافئ في بلدة كفرناها، إضافة لصواريخ كبيرة الحجم ومدافع جهنم وكميات من المتفجرات التي تدخل في صناعة هذه القذائف، إضافة إلى قذائف صاروخية زنة الواحدة 40 كغ في ورشة لصناعة النسيج في بلدة عويجل وقذائف هاون صغيرة.
وفي منطقة عنجارة بيّن المصدر أنه تم العثور على مقر للتنظيمات الإرهابية حفر داخل جبل صخري وبداخله قذائف صاروخية مختلفة الأنواع وقنابل يدوية الصنع وكميات من المواد الكيميائية والسامة كانت موضوعة في براميل بلاستيكية ومحضّرة للاستخدام من قبل مجموعات “الخوذ البيضاء” الإرهابية، إضافة لعدد من البطاقات الشخصية للإرهابيين ووثائق تحتوي على أوامر بتنفيذ أحكام القتل والإعدام من قبل الإرهابي عبد الله المحيسني والتي تدل على تبعية تلك التنظيمات الإرهابية له وتنفيذها أوامره وأحكامه الإجرامية بحق المدنيين.
وعثرت وحدات من الجيش على أحد المقرات الرئيسة لمتزعم تنظيم “جبهة النصرة” المدعو أبو محمد الجولاني في منطقة عنجارة نحو 15 كم غرب مدينة حلب.
سياسياً، أعلن وزير خارجية كازاخستان مختار تليوبردي أنه من المحتمل تأجيل عقد الجولة الجديدة من محادثات أستانا حول سورية في العاصمة نور سلطان، وقال: عند اختتام الاجتماع السابق في كانون الأول الماضي ورد اقتراح عقد الاجتماع التالي في آذار الحالي، ولكن الوضع تغيّر الآن ومن الممكن تماماً ألا يعقد الاجتماع في شهر آذار، فيما أكد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير أن الحصار الاقتصادي على سورية له تأثير كبير في المجتمع والاقتصاد، ما ينعكس على الاحتياجات الإنسانية الأساسية، ولفت، في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري خالد حبوباتي، إلى أن الاحتياجات الإنسانية للشعب في سورية تزداد جراء الحرب عليها ورغبة المواطنين بالعودة إلى منازلهم في المناطق المحررة، ما يوجب الحاجة إلى إقامة بنى تحتية مناسبة.
وأوضح رئيس اللجنة أن التحديات الحالية لا تتمثّل فقط بتقديم احتياجات إنسانية مناسبة، وإنما في تسييس الأزمة في سورية، وخاصة في إدلب، الأمر الذي يخلق تحدياً كبيراً للعمل الإنساني، لافتاً إلى أن سورية ستلقى اهتماماً كبيراً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال الأشهر والسنوات القادمة لتلبية الاحتياجات الإنسانية.
بدوره بيّن حبوباتي أن متطوعي الهلال الأحمر العربي السوري في شمال سورية يتعرضون لضغوط لإعاقة عملهم عبر تهديد أمنهم، وإجبارهم على الانسحاب من بعض المناطق، كما حدث أثناء العمل على إعادة تأهيل محطة علوك للمياه في الحسكة، كما أجبرت المنظمة على إيقاف العمل في المطبخ المشترك الذي تموله اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إدلب، وهذا يشكّل خرقاً للقانون الدولي الإنساني الذي ينص على تحييد العاملين في المجال الإنساني عن النزاعات والأعمال القتالية.
وبيّن حبوباتي أن المنظمة تعمل على ثلاثة محاور، فيما يخص تلبية الاحتياجات الإنسانية، أولها الأشخاص الوافدون من المناطق المتأثرة بالأزمة والمجتمع المضيف في المناطق الآمنة والعائدون إلى المناطق المدمرة كلياً أو جزئياً.
ولفت حبوباتي إلى أن المنظمة تسعى إلى مساعدة الأشخاص المتضررين الذين خسروا مصادر رزقهم ومن فقدوا أطرافهم والعائدين إلى مناطقهم والنساء المعيلات، وذلك بتمويل مشاريع تلائم خبراتهم، حيث بلغ عدد المستفيدين من هذه المشاريع أكثر من 82 ألف شخص.
وفي جنيف، أكد رئيس المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الإنسان عبد الحميد دشتي ضرورة احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها ورفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تسببت بمعاناة الشعب السوري.
وخلال مداخلة ضمن جدول أعمال الدورة الـ 43 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة انتقد دشتي تقرير لجنة التحقيق الدولية حول سورية، مشيراً إلى أنه لم يتطرق إلى الاعتداءات التركية والإسرائيلية على الأراضي السورية ودعم بعض الأطراف غير المحدود للإرهاب في سورية، وأضاف: “كان يجب تضمين تقرير اللجنة السابع والعشرين ما استجد من انتهاكات صارخة لسيادة سورية وأراضيها من خلال العدوان الهمجي التركي والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وبدعم أمريكي بريطاني فرنسي أحادي غير مشروع”، وأردف: “كان يجب أيضاً أن يتضمن تقرير لجنة التحقيق ما من شأنه لجم السلوك الإجرامي العدواني للنظامين التركي والقطري لدعمهما غير المحدود للإرهاب والإرهابيين في سورية ولا سيما في إدلب”، لافتاً إلى أن هذا الدعم أصبح استراتيجية ثابتة لهذين النظامين.
وجدد دشتي مطالبة المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الإنسان بالعمل على وقف العدوان على سورية ودعمها في محاربة الإرهاب، مؤكداً ضرورة احترام خيار الشعب السوري في الصمود والدفاع عن وطنه والتفافه حول قيادته.
وفي براغ، أكد نائب رئيس مجلس النواب التشيكي رئيس حزب الحرية والديمقراطية المباشرة توميو أوكامورا أن النظام التركي يمارس القتل في سورية، ويواصل دعم الإرهابيين فيها، وأشار إلى الاتفاق الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس الماضي بوقف الأعمال القتالية في إدلب عند الوضع الراهن، مبيناً أنه يمثّل اعترافاً من أردوغان بهزيمته، وسيتوجب عليه الآن سحب قواته التي توجد بشكل غير شرعي على الأراضي السورية.
ووصف أكامورا حديث بعض المسؤولين الأتراك عن ضرورة الالتزام بحقوق الإنسان بشأن ما يجري على الحدود التركية اليونانية بأنه “وقاحة لا يمكن تصديقها وتهكمية فظيعة”، مضيفاً: إن النظام التركي هو الذي يحتل أراضي في سورية، ويدعم الإرهابيين، ويمارس القتل في عدة أماكن فيها.
وفي أنقرة، جدّد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كيليتشدار أوغلو التأكيد على أن أردوغان يتحمّل مسؤولية الأزمة في سورية من خلال دعمه التنظيمات الإرهابية فيها بما يخدم المخططات الأمريكية في إطار ما يسمى “مشروع الشرق الأوسط الكبير”، وقال خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه: “إن أردوغان كماشة أمريكية.. وكل ما فعله في سورية والمنطقة هو خدمة لمخططات واشنطن”، مشيراً إلى أن أردوغان تعاون مع أمريكا لتمويل وتسليح وتدريب الإرهابيين، ولفت إلى أن أردوغان يمارس سياسة الكذب، إذ إنه اعترف في موسكو بوحدة وسيادة سورية، وتعهّد بمحاربة كل أنواع الإرهاب، ولكنه في الوقت نفسه يدعم الإرهابيين في إدلب.