الاتحاد الأوروبي يدعو أردوغان للكف عن الضغط على المهجّرين
لم يكف أردوغان عن اللهث وراء استجرار الدعم المالي والسياسي والعسكري لتبرير عدوانه على الأراضي السورية، وابتزاز الاتحاد الأوروبي في بازاره الاقتصادي والسياسي، لكن الاتحاد قابله بلهجة حاسمة، إذ تم إبلاغه بأن عليه أولاً أن يتوقّف عن تشجيع المهاجرين على العبور إلى اليونان.
وتوجّه أردوغان إلى بروكسل لإجراء محادثات مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، بعد أن تفاقم التوتر بشأن مصير عشرات الآلاف من المهجّرين الذين يحاولون دخول اليونان، عضو الاتحاد الأوروبي، منذ أن أعلن النظام التركي الشهر الماضي أنه لن يبقيهم على الأراضي التركية.
يشار إلى أن النظام التركي تعهّد في اتفاق مع الاتحاد الأوروبي عام 2016 على التصدي للهجرة غير الشرعية، مقابل الحصول على دعم بمليارات اليورو من الاتحاد الأوروبي، لكن أردوغان، ورغم الاتفاق، فتح الباب على مصراعيه أمام المهاجرين، وأجبرهم على عبور الحدود باتجاه اليونان تحت تهديد السلاح.
وندد وزيرا الداخلية والدفاع النمساويان بمحاولات النظام التركي المستمرة ابتزاز الاتحاد الأوروبي في قضية المهاجرين، وقال وزير الداخلية كارل نيهامر: “إن الوضع على الحدود التركية اليونانية لم يكن من باب الصدفة”، في إشارة إلى اعتداء سلطات النظام التركي على المهاجرين وإجبارهم على عبور الحدود باتجاه اليونان تحت تهديد السلاح، معتبراً أنه محاولة من أردوغان لوضع اليونان والاتحاد الأوروبي تحت الضغط.
بدورها، قالت وزيرة الدفاع كلوديا تانر: “إن الحكومة النمساوية ترفض الابتزاز”، كاشفةً عن قرارها إرسال 2200 جندي لحماية الحدود النمساوية تحسباً لتوافد أعداد كبيرة من المهاجرين من اليونان عبر البلقان.
وكان المستشار النمساوي سيباستيان كورتس أكد، قبل يومين، في حوار مع صحيفة “كرونه” النمساوية أن أردوغان يواصل استخدام ملف المهاجرين لابتزاز الأوروبيين لجني المزيد من الأموال وتحقيق غاياته الخاصة.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قبل المحادثات مع أردوغان: “تشير الأحداث على الحدود اليونانية التركية بوضوح إلى ضغط بدوافع سياسية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي”.
في الوقت ذاته، يحاول الاتحاد الأوروبي دعم اليونان، حيث يقول: “إن 42 ألف مهاجر تقطّعت بهم السبل على الجزر بينهم نحو 5500 طفل دون مرافقين”.
وعرضت فرنسا والبرتغال وفنلندا وألمانيا ولوكسمبورغ استقبال بعضهم، وقالت برلين: “إن بوسعها استقبال ما يصل إلى 1500 قاصر في المجمل”، ومن المقرر أن يبحث وزراء الهجرة في الاتحاد الأوروبي المسألة في بروكسل يوم الجمعة.
ولتجنّب تكرار أزمة المهاجرين التي وقعت في عامي 2015 و2016 وشهدت دخول أكثر من مليون مهجّر، يحاول الاتحاد الأوروبي التوصل إلى اتفاق جديد، ملوّحاً باحتمال تقديم مزيد من المساعدات.
وبدأ توتر العلاقات بين الاتحاد والنظام التركي بعد محاولة الانقلاب في تركيا في تموز 2016، حيث انتقدت أوروبا نطاق الحملة الأمنية التي نفّذها أردوغان ضد الشعب التركي، وجمّدت فعلياً محاولة الانضمام لعضويته.
وأبلغ الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ في اجتماع مع أردوغان بأن الحلف استثمر بالفعل أكثر من خمسة مليارات دولار في تركيا، بما في ذلك على قواعد عسكرية ومواقع رادارات.