الازدحام والاستياء عنوان تجربتها الأولى.. السورية للتجارة تحاول استدراك الأخطاء بتطبيق بعض المقترحات كالتوزيع الربعي
أثارت مبادرة توزيع بعض السلع الأساسية على البطاقة الذكية التي قامت بها المؤسسة السورية للتجارة جدلاً واسعاً بين مرحب بهذه الخطوة ومستاءٍ منها، فعلى الرغم من سعيها إلى توفير هذه المواد بفارق سعري لا بأس به ينافس أسعار السوق حسب تأكيدات مدير المؤسسة التي ترجمت بكثافة الإقبال عليها، إلا أنه ومن جهة أخرى رفعت آلية التوزيع وسوء المعاملة في بعض الصالات الاستياء لدى شريحة من المواطنين وأدّت إلى عزوف بعضهم الآخر عن التوجه إليها، ويعود السبب حسب من التقيناهم إلى خلو بعض الصالات من المواد المدعومة ما اضطرهم إلى رحلة بحث عن توفرها في صالات أخرى بعيدة عن أماكن سكنهم والتوجه إلى صالات العاصمة التي شهدت مظهراً غير حضاري تجلّى بازدحام شديد أمامها يمتد إلى ساعات طويلة ليعودوا بعد طول انتظار دون مخصصاتهم، فهل تم تفضيل ممارسة دورها الغائب كذراع تدخلية إيجابية على حساب احترام كرامة المواطنين ووقتهم لتقديم خدمة أساسية وتوفير القليل من المال يصرف في رحلة البحث والانتظار، أم أنها أخطاء التجربة الأولى وقد يتم تلافيها خلال المرحلة القادمة؟!.
الواقع كما هو..
خلال جولتنا على معظم الصالات كان الحاضر الأبرز الازدحام الشديد وتخصيص نافذة للبيع يصطفّ أمامها المئات من المواطنين، منهم من كان قادراً على الانتظار لتأمين حاجته رغم طول الوقت لضعف قدرته الشرائية على مجاراة الأسعار في الأسواق، وبعضهم الآخر ولاسيما الموظفين وكبار السن حاولوا الحصول على فرصة تفضيل من القائمين على التوزيع وغلب عليهم الغضب والضجر من بطء العملية لأن بعض المخصصات تصل بعد قدوم المواطنين إلى الصالات ما يتطلب وقتاً أكبر لتوزيعها إلى جانب ظهور أخطاء في بطاقاتهم الإلكترونية تتطلب منهم العودة إلى شركة تكامل لتصحيح البيانات، معظمهم أكدوا أن صالاتهم القريبة من مناطق سكنهم فارغة من المواد المدعومة وتكبّدوا عناء البحث والمواظبة لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام للحصول على مستحقاتهم، مبيّنين أن الانتظار إلى انقضاء الأسبوع الأول من الشهر يزيد الأمور تعقيداً لجهة الفوز بصالة لديها كل المستحقات، وغالباً ما يحصلون على مادتي السكر والرز بينما تنفد كميات الزيت والشاي المخصصة سريعاً فيضطرون إلى العودة عدة مرات للسؤال عن توفرها.
غياب الالتزام
بدورهم عزا مديرو الصالات أسباب الازدحام إلى توافد سكان الأرياف إلى الصالات الموجودة في محافظة دمشق رغم توفر الصالات في معظم محافظة ريف دمشق، إذ بيّنت مديرة صالة شارع 29 أيار ميناس الخليل أن معظم الوافدين إلى الصالة من أرياف دمشق، الأمر الذي عطّل حركة البيع لبقية السلع في الصالة، وأدّى إلى نفاد الكميات بسرعة كبيرة خلال فترات الصباح الأولى، لافتةً إلى ضرورة التزام المواطنين بالصالات القريبة منهم ليتنسى للجميع الحصول على مخصصاتهم وتلافياً للازدحام، ولاسيما أن بعض الصالات صغيرة على خلاف المجمعات ولا تلبّي هذه الأعداد الكبيرة.
من الممكن..
واقترح بعضهم أن تصبح مدة استلام المواد المدعومة ربعية أي كل ثلاثة أشهر ما يساهم في توفير كميات أكبر للأسر السورية وتخفيف الضغط عن الصالات، فأغلبية الصالات لا تنتهي من تسليم المخصصات ليبدأ الشهر الذي يليه، وبالتالي يبدو أن الصالات ستشهد هذا الازدحام شهرياً ولاسيما في ظل إضافة مواد أخرى حين توفرها بكميات كبيرة على البطاقة، واقترحوا حلاً يوفر المواد لعمال وموظفي مؤسسات القطاع العام بتوزيع أجهزة قارئة للبطاقة للجان النقابية أو الخدمية ليتم تخديم عماله وتوفير جميع المواد حسب أعدادهم، فيتم حل إشكالية الموظف الذي تلزمه إجازات ساعية ضمن أوقات عمله لاستلام مخصصاته، يقابلها توزيع الأجهزة للجان الأحياء مع تشديد الرقابة عليهم ليتمكنوا من تخديم المواطنين بأماكن سكنهم.
أخطاء مبدئية
ولكن يبدو أن المقترحات لم تلقَ صدىً لدى مدير المؤسسة أحمد نجم، معتبراً أن آلية توزيع أجهزة على اللجان والنقابات صعبة التنفيذ وتخلق إشكالية جديدة تتعلق بالذمم المالية وصعوبة ضبطها في حال ظهور النقص فيها، وبيّن نجم أن المؤسسة تخدم المؤسسات العامة بالسيارات الجوالة التي يتم إرسالها بناءً على طلبها، واعترف أن التجربة لا تزال في طور التحديث ولابد أن يتخللها بعض الأخطاء التي تعمل المؤسسة على استدراكها بتطبيق بعض المقترحات كالتوزيع الربعي، وكشف عن تخديم مائة صالة للمؤسسة الاجتماعية العسكرية سيتم توزيع المواد ذاتها فيها، بالإضافة إلى خمسين صالة للجمعيات التعاونية السكنية سيتم تخديمها بدءاً من يوم الأحد المقبل لكل مناطق القطر، بالتوازي مع سعي المؤسسة الدائم إلى التوسع في الصالات التابعة لها، ودحض استياء بعضهم من الازدحام، مشيراً إلى أن العدد الضخم الذي يرتاد الصالات دليل واضح على نجاح الخطوة، إذ بلغ عدد المستفيدين من البطاقة نحو 844 ألف عائلة خلال الخمسة أيام الأولى من شهر آذار، كما نوه إلى إمكانية إدخال بعض المواد إلى البطاقة في حال توفرها مع تأكيده نفي تصريحاته بإدخال مواد كالمتة والمعلبات حالياً.
فاتن شنان