الصين لا تستبعد وقوف الجيش الأمريكي وراء انتشار كورونا
أعلنت الحكومة الصينية أن الجيش الأمريكي قد يكون جلب فيروس كورونا إلى مدينة ووهان الصينية، التي كانت الأكثر تضرراً بسبب تفشي هذا الفيروس الخطير.
وكتب تشاو لي جيان المتحدّث باسم الحكومة في تغريدة على تويتر متسائلاً: “متى ظهر المرض في الولايات المتحدة.. كم عدد الناس الذين أصيبوا به، وما هي أسماء المستشفيات.. ربما جلب الجيش الأمريكي الوباء إلى ووهان”، وطالب واشنطن بالتحلي “بالشفافية وإعلان بياناتها”، وأضاف: “أمريكا مدينة لنا بتفسير”.
بدورها أكدت وزارة الخارجية الصينية أن محاولات بعض الساسة الأمريكيين إلقاء اللوم على الصين في انتشار فيروس كورونا المستجد أمر غير أخلاقي وغير مسؤول، ولن يساعد في تطويق الوباء والسيطرة عليه في الولايات المتحدة.
هذا وأصاب فيروس كورونا الجديد أكثر من 119 ألف فرد في 100 دولة على الأقل، وتوفي نحو 4200 مريض، معظمهم في الصين، فيما أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أنه يمكن تصنيف الفيروس بأنه وباء عالمي، فعدد الحالات خارج الصين زاد بواقع 13 ضعفاً خلال الأسبوعين الأخيرين، معرباً عن قلق المنظمة العميق لمستويات انتشار الفيروس وحدّته، وقلقها العميق تجاه عدم اتخاذ الإجراءات الكافية، وأضاف: “هذه جائحة يمكن السيطرة عليها.. وهذا يعني أنك بحاجة إلى مراقبة قوية للعثور على كل حالة وعزلها واختبارها ومعالجتها”.
ودعا إلى “إيجاد توازن عادل بين حماية الصحة وتجنّب إحداث بلبلة اقتصادية واجتماعية واحترام حقوق الإنسان”.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بالمنظمة، مايك رايان: إن استخدام عبارة وباء عالمي لوصف كورونا لن يغيّر من طريقة تعامل المنظمة مع الفيروس، لافتاً إلى أن أنه على الرغم من تصنيف كورونا وباء عالمياً إلا أنه يمكن السيطرة عليه، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس كل الدول إلى تعزيز جهود مكافحة الفيروس إذا ما أرادت الحصول على فرصة لوضع حد لتفشي المرض، مضيفاً: “لا نزال قادرين على تغيير مسار هذه الجائحة، لكن ذلك يتطلّب التصدي لعدم التحرّك”، داعياً كل الحكومات إلى التحرّك وتعزيز جهودها فوراً، مشدداً على أن “الإعلان عن جائحة هو أيضاً دعوة للاضطلاع بالمسؤولية والتضامن ولاتحاد الأمم والشعوب.. في الوقت الذي نكافح فيه الفيروس لا يمكن أن نسمح بتفشي الخوف”.
وفي الصين، قالت اللجنة الصحية الصينية: إن كورونا تجاوز ذروته في البلاد مع تسجيل 8 حالات إصابة جديدة فقط في إقليم هوبي، بؤرة تفشي الفيروس، فيما أعلن الإقليم تخفيف المزيد من قيود السفر، كما سيسمح أيضاً باستئناف الإنتاج في بعض القطاعات في مدينتين ومقاطعتين.
وعلى الرغم من انتشار الفيروس على نحو سريع في أنحاء العالم، إلا أن تفشيه تباطأ بشكل ملحوظ في الصين في الأيام السبعة الماضية نتيجة الإجراءات المشددة المفروضة للسيطرة على حركة الناس والمرور، بما في ذلك فرض إغلاق على مدينة ووهان، التي يقطنها 11 مليون نسمة.
وبلغت حصيلة الوفيات في بر الصين الرئيسي 3169، فيما توقّع زونغ نانشان، أحد كبار مستشاري الصحة للحكومة الصينية، أن ينتهي وباء كورونا بحلول حزيران المقبل في حال قامت الدول باتخاذ إجراءات مماثلة لما قامت به بكين.
من جهته أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق السفر من أوروبا إلى الولايات المتحدة، باستثناء بريطانيا، لمدة 30 يوماً، بعد الانتقادات اللاذعة لسياساته التي حدّت من قدرة الولايات المتحدة على مواجهة انتشار الفيروس.
وجاء إعلان ترامب خلال كلمة بالمكتب البيضاوي في محاولة منه للرد على الانتقادات الموجّهة إليه، والتي تؤكد أنه لا يأخذ خطر “كورونا” على محمل الجد.
وكان نائب رئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة فى الكونغرس، دون باير، انتقد سياسات ترامب الاقتصادية والمالية، مؤكداً أنها أضعفت قدرة الولايات على مواجهة أزمات الصحة العامة، بما فيها انتشار كورونا.
من جهتها أعلنت شركة بوينغ الأمريكية أنها ستجمّد التوظيف والسفر غير الضروري، وستضع قيوداً جديدة على العمل لساعات، بعد التأثيرات السلبية لوباء كورونا، فضلاً عن المشاكل المتعلقة بموديل (ماكس 737) الذي تحطمت من طرازه طائرتان العام الماضي.
وفي ردود الفعل، جاء في بيان مشترك لرئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد يؤكد أن قرار الولايات المتحدة بفرض حظر على السفر تم اتخاذه من جانب واحد، ومن دون استشارة، وأضاف البيان: إن “كورونا أزمة عالمية، ليست محصورة في قارة محددة، وتتطلّب التنسيق لمواجهتها لا إجراءات أحادية الجانب”، ورفضا تصريحات ترامب التي قال فيها: إن أوروبا لا تبذل جهوداً كافية لمحاربة الفيروس، حيث أكدا أن التكتل الأوروبي يتخذ تدابير صارمة للحد من انتشار الفيروس.
وقال دبلوماسي أوروبي: إن الولايات المتحدة لم تنسق مع المسؤولين الأوروبيين بشأن حظر واسع النطاق على السفر من أوروبا للحد من انتشار الفيروس، مشيراً إلى أن ترامب زعم أن حكومته كانت على اتصال مستمر مع حلفاء الولايات المتحدة، لكن مسؤولي التكتل الأوروبي لم يتلقوا إخطاراً بشأن القرار قبل إعلانه، وقد يؤدي إلى تعقيد العلاقات التجارية المتوتّرة بالفعل بين بروكسل وواشنطن.
وفي السياق ذاته، طالب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، المجتمع الدولي بالضغط لإلغاء الحظر الأمريكي الأحادي المفروض على إيران بغية مكافحة كورونا.
وفي رسالة وجهها إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وتم إرسال نسخ منها إلى رؤساء المنظمات الدولية، ووزراء خارجية جميع الدول، أكد ظريف ضرورة إلغاء جميع إجراءات الحظر أحادية الجانب وغير القانونية الأمريكية ضد إيران لمساعدتها في مكافحة الفيروس.
ودعت إيران، على لسان عدد من مسؤوليها، خلال الأيام السابقة المجتمع الدولي إلى توحيد صوته ومواقفه لإلغاء الحظر المفروض على إيران فوراً، ومن بينها الحظر الطبي الأمريكي لمواجهة تداعيات انتشار الفيروس.
روسيا، بدورها، أرسلت أنظمة متطوّرة إلى عدد من الدول للكشف المبكر عن الفيروس على خلفية الانتشار الواسع لهذا الوباء، وقالت هيئة حماية المستهلك الروسية في بيان: بسبب تفاقم الوضع الوبائي تم إرسال أجهزة متطوّرة إلى أوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان ومنغوليا وكوريا الديمقراطية وإيران.
وأعلنت إسبانيا أيضاً عن ارتفاع حصيلة كورونا إلى نحو 3 آلاف إصابة، بينها 84 وفاة، في حين أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم في بيان تأجيل كل مباريات الدرجتين الأولى والثانية في الجولتين المقبلتين على الأقل بسبب مخاوف انتشار وباء الفيروس.
وبسبب كورونا ألزمت شركة تويتر جميع موظفيها بالعمل من المنزل، والبالغ عددهم نحو 4900.