الصفحة الاولىصحيفة البعث

النظام السعودي يحاول استعراض قواه في حرب “أسعار النفط”!

هبطت أسعار النفط أكثر من 30%، بعد فشل منظمة الدول المصدّرة للنفط “أوبك” وروسيا في التوصل إلى اتفاق على خفض الإنتاج من أجل استقرار الأسعار، التي تضررت إثر التبعات الاقتصادية لفيروس كورونا، فيما اعتبره محللون بداية “حرب أسعار” بين المنتجين الرئيسيين، لكن السؤال المطروح حول قدرة الاقتصاد السعودي على الصمود؟.

الكرملين نفى، أمس، تواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئاسة الروسية بما يتعلّق بحالة أسواق النفط. وفي حين قال الكرملين: “إنه لا يوجد خطط لدى الرئيس فلاديمير بوتين حالياً للتواصل مع السعودية بما يخص حالة أسواق النفط”، فإنه أشار إلى أن هذا الأمر ممكن في حال لزم الأمر.

وبشأن الوضع الراهن في أسواق النفط العالمية، وموقف روسيا من حرب أسعار النفط ضدها من قبل النظام السعودي و”أوبك”، قال المتحدّث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: “نحن نتعامل مع عدد من العوامل التي أدّت إلى انخفاض الأسعار”، معتبراً أن جميع الدول في القارب نفسه، وجميع الدول كانت مستعدة لهبوط الأسعار بدرجات متفاوتة. بيسكوف أشار إلى أن بوتين سيجري اتصالات مع الشركاء في “أوبك” عند الضرورة، مؤكداً عدم وجود خطط بهذا الشأن حالياً.

يُذكر أن موسكو والرياض فشلا يوم الجمعة الماضي في التوصل إلى اتفاق بشأن تخفيضات الإنتاج إلى ما بعد شهر آذار الجاري، حيث رفضت روسيا مقترحاً بزيادة إضافية في خفض الإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل يومياً حتى نهاية 2020، في المقابل، رفضت الرياض تمديد الاتفاق الحالي بالشروط الراهنة.

والاثنين، عانت أسعار النفط أكبر انخفاض لها منذ عام 1991، وأثار انهيار أسعار النفط ذعر الأسواق، التي كانت قلقة بالفعل من تأثير انتشار فيروس كورونا الجديد على الاقتصاد العالمي والطلب على النفط، وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت، المؤشر العالمي للنفط، بنسبة 22%، إذ أغلق عند 35.45 دولار للبرميل.

وكانت “وزارة الطاقة السعودية” طلبت من شركة أرامكو، الأربعاء، زيادة إنتاجها النفطي من 12 إلى 13 مليون برميل يومياً، لتكون بذلك الزيادة الثانية خلال أقل من أسبوع، فيما حذّر خبراء من تأثير الخطوات السعودية على اقتصادها، مشيرين إلى أن تهوُّر ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان وحرب أسعار النفط التي شنّها، ستؤدي إلى حدوث هزة قوية في اقتصاد السعودية.

صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية نشرت تقريراً بعنوان “السعودية ستعاني بعد قرارها التدميري”، مؤكدةً أن ممثلي منظمة أوبك الذين توسّطوا بين الرياض وموسكو يرون أن القرار “لعبة استعراض قوى”.

وفي مقال آخر طرح تساؤل “هل ستنجو السعودية من حرب أسعار النفط التي بدأتها؟”، كانت الإجابة بأن السعودية تواجه تهديدات وجودية عدّة في الوقت الذي لا يهدد فيه هبوط أسعار النفط موارد البلاد وبرنامج تنويع الاقتصاد فقط، بل والوضع الهش لابن سلمان.