موسكو: الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية تقوّض الأمن الإقليمي إرهابيو أردوغان يخرقون اتفاق وقف الأعمال القتالية.. والجيش يرد
حذّرت وزارة الخارجية الروسية من أن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية تزيد حدة التوتر في المنطقة، وتقوّض الأمن الإقليمي، في وقت واصلت التنظيمات الإرهابية، المدعومة من النظام التركي، خرق اتفاق وقف الأعمال القتالية، من خلال رمايات بقذائف المدفعية والهاون على محور حنتوتين وحزارين بريف إدلب الجنوبي، فيما قُتل وأصيب 12 من قوات الاحتلال التركي ومرتزقته بانفجار سيارة مفخخة في قرية تل حلف المحتلة بريف رأس العين شمال غرب الحسكة.
وفي التفاصيل، واصل إرهابيو “جبهة النصرة” والمجموعات الإرهابية المرتبطة بها خرق اتفاق وقف الأعمال القتالية، واعتدوا بقذائف الهاون والمدفعية على نقاط الجيش في محور حنتوتين وحزارين، ورصدت وحدات الجيش مصادر الاعتداءات، وردّت على مصادر النيران بالوسائط النارية المناسبة.
وخرقت المجموعات الإرهابية المدعومة من نظام أردوغان اتفاق وقف الأعمال القتالية 33 مرة منذ بدء تطبيقه قبل أسبوع عبر استهدافها بالقذائف عدداً من القرى والبلدات ونقاط الجيش بأرياف إدلب الجنوبي وحلب واللاذقية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الخامس من الجاري التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال القتالية في إدلب عند الوضع الراهن، وأكد الالتزام بوحدة سورية وسيادتها والاستمرار بمكافحة الإرهاب فيها.
يأتي ذلك فيما انفجرت سيارة مفخخة بحاجز لمرتزقة الاحتلال التركي من التنظيمات الإرهابية في قرية تل حلف بريف رأس العين، ما أدى إلى مقتل عدد منهم وإصابة آخرين، وأشار مراسل سانا إلى أن عدداً من عربات قوات الاحتلال التركي هرعت إلى مكان الانفجار، وباشرت نقل القتلى والمصابين إلى داخل الأراضي التركية.
وأقدم النظام التركي على شن عدوان على الأراضي السورية في تشرين الأول الماضي بمشاركة الآلاف من التنظيمات الإرهابية التي تتبع له، وتعمل بإمرته، والذين أقدموا على تنفيذ العشرات من جرائم القتل والسطو والنهب بحق الأهالي وممتلكاتهم، ما أدى إلى حركة نزوح كبيرة باتجاه مدينتي الحسكة والقامشلي.
سياسياً، حذّرت وزارة الخارجية الروسية من أن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية تزيد حدة التوتر في المنطقة، وأشارت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي إلى أن مواصلة كيان الاحتلال الإسرائيلي الاعتداءات الجوية على الأراضي السورية وانتهاك سيادة الدول العربية المجاورة تثير القلق، وأضافت: “إن موسكو تعتقد أن مثل هذه الأعمال التعسفية تقوّض الأمن الإقليمي، وتسهم في زيادة التوتر”.
ولفتت زاخاروفا إلى وجود مشاورات بين وزارتي الدفاع الروسية والتركية من أجل ضمان تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشأن وقف الأعمال القتالية في إدلب بشكل كامل، وأضافت: “نأمل بأن يعطي هذا الفرصة لتحقيق الاستقرار المستدام في إدلب وتحسين الوضع الإنساني”.
إلى ذلك، أكد عضو مجلس النواب التشيكي رادوفان فيخ أن قوات النظام التركي المنخرطة في دعم الإرهابيين في سورية تلقت ضربات موجعة على يد الجيش العربي السوري وعليها مغادرة الأراضي السورية، وأشار إلى أن الجيش العربي السوري أدى مهامه بشكل مشرّف خلال عملياته ضد التنظيمات الإرهابية في إدلب، وأفشل محاولات هذه التنظيمات المدعومة مباشرة من قوات الاحتلال التركي في السيطرة على مناطق مهمة في إدلب.
وفي سياق متصل اعتبر فيخ أن ضعف الاتحاد الأوروبي هو ما سمح لأردوغان بابتزاز دوله بشكل متكرر في ملف المهاجرين.
وفي نور سلطان، أعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية أنها لم تتلق حتى الآن معلومات من الدول الضامنة عن موعد الجولة المقبلة من محادثات أستانا حول الأزمة في سورية، والمقرر عقدها في العاصمة نور سلطان، وقال الممثل الرسمي للوزارة أيبيك سمادياروف: “الوضع يتوقف على الدول الضامنة لعملية أستانا، وحتى الآن لم تردنا أي معلومات منهم”.
وكان وزير خارجية كازاخستان مختار تليوبردي أعلن قبل أيام أنه من المحتمل تأجيل عقد الجولة الجديدة من محادثات أستانا حول سورية في العاصمة نور سلطان.
وعقدت الجولة الرابعة عشرة من محادثات أستانا في نور سلطان في العاشر والحادي عشر من كانون الأول الماضي، وجددت الدول الضامنة لعملية أستانا في ختامها تأكيد التزامها القوي بسيادة ووحدة وسلامة أراضي سورية، واستمرار التعاون حتى القضاء على التنظيمات الإرهابية فيها، ورفض الأجندات الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة وسلامة الأراضي السورية.