حمدان ردّاً على تصريحات “جعجع” العنصرية: طهّر فمك
في كلمة له تحت عنوان “محاربة فيروس كورونا”، زعم سمير جعجع رئيس ما يسمّى حزب القوات اللبنانية، صاحب السجل الإجرامي والتاريخ الطويل من العمالة مع الكيان الصهيوني، أن مسؤولين إيرانيين يتلقون العلاج من فيروس “كورونا” في لبنان، مؤكداً أن ما قاله ورد في صحيفة “لوموند” الفرنسية، باعتبارها صحيفة عالمية مرموقة.
لكن بعد التدقيق، تبيّن أن موقع “لوموند” الإسرائيلي، وليس الفرنسي، هو الذي أورد الخبر، نقلاً عن تقرير لموقع “ديبكا” المخابراتي الإسرائيلي يوم 7 آذار.
الموقع الإسرائيلي تحدّث نقلاً عن “مصادر لبنانية مختلفة”، أن “مستشفى جامعة الرسول الأعظم في ضاحية بيروت الجنوبية، تحوّل إلى منشأة سرية لعلاج كبار المسؤولين الإيرانيين المصابين بفيروس كورونا”، وادعى أن “نقل الإيرانيين المصابين إلى مكان سري خارج البلاد، هو جزء من تغطية إيران للأرقام الحقيقية وحصيلة وفيات فيروس كورونا”.
لكن موقع “لوموند” الإسرائيلي قام بحذف التقرير بعدها.
من جهته، نفى مستشفى “الرسول الأعظم” اللبناني، استقباله أي مرضى مصابين بفيروس كورونا في قسم خاص وسري.
يذكر أن جعجع دعا أيضاً في كلمته، إلى “إغلاق المخيمات الفلسطينية، ومنع اللاجئين الفلسطينيين من الدخول والخروج منها”.
كلام جعجع، لاقى رفضاً وشجباً واسعين، حيث أكد أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، فتحي أبو العردات، رفضه “استخدام الفلسطينيين في لبنان كمكسر عصا”.
واعتبرت قوى لبنانية وفلسطينية كلام جعجع عنصري، ويدعو لتطبيق أفكار عنصرية غير إنسانية، خاصة أن “كورونا” ينتشر في مناطق عدة في لبنان، وليس في المخيمات.
وأصدرت فصائل فلسطينية بيانات استنكار، معتبرة أن اقتراحات مجرم الحرب جعجع لمحاصرة وباء كورونا العالمي في لبنان “عنصرية ومرفوضة”، وتتنافى مع القيم الإنسانية وحقوق الإنسان.
وفيما قال بيان للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة: إن دعوات جعجع للحجر على مخيمات الفلسطينيين والنازحين السوريين تستوجب الحجر السياسي على العقول العنصرية، داعياً القوى الوطنية اللبنانية إلى الوقوف بوجه السياسات العنصرية التي لا تخدم إلا العدو الصهيوني، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تيسير خالد، جعجع إلى التراجع عن المتاجرة بفيروس كورونا على حساب كرامة وسلامة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات بلبنان.
بدورها دعت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) في بيان لها السلطات اللبنانية والجهات الأمنية عند مداخل المخيمات إلى اعتماد آلية جديدة تقي السكان الداخلين والخارجين، كما تقي الجنود على حد سواء من مخاطر انتقال العدوى.
وجاء تعليق أمين الهيئة القيادية في “حركة الناصريين المستقلين – المرابطون” مصطفى حمدان حاداً ضد كلام جعجع، وخاطب حمدان جعجع عبر حساب فيسبوك بالقول: “مظهرك بالتحديد يدل أن في معراب بؤرة وبائية أخطر من “كورونا”، وعندما تريد أن تتكلّم عن أهلنا الفلسطينيين في مخيمات الشتات “طهّر تمك”، وأضاف: “في ذاكرتنا الجماعية، ندرك تماماً حقدك وإجرامك وعنصريتك في حق أبناء مخيمات الشتات الفلسطينية في لبنان، وسكاكين إجرامك لا تزال في البال”.
أما مسؤول العلاقات العامة والإعلام في المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان، محمد الشولي، فاعتبر كلام جعجع “مناقضاً للمعايير الدولية المتعلقة بحرية التنقّل”.
يذكر أن جعجع ارتكب العديد من المجازر في لبنان، وهو مسؤول عن قتل العديد من الشخصيات الوطنية، بينها رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رشيد كرامي في عام 1987، فيما اختطف أربعة دبلوماسيين إيرانيين، عندما كانوا عائدين بسيارتهم الدبلوماسية إلى مقر السفارة الإيرانية في بيروت عام 1982، ومن ثم تسليمهم إلى الكيان الصهيوني.
وقد اعترف جعجع لأول مرة عام 2008 بأن الدبلوماسيين الإيرانيين تم اختطافهم على حاجز بربارة، ولكنه زعم بأنه تم قتلهم في مكان مجهول.