أردوغان يتملّص من تعهداته.. ويدفع لإفشال وقف النار المسماري: النظام التركي نقل 7500 إرهابي إلى ليبيا
في دليل جديد على حجم التدخل التركي في الشؤون الليبية، أكد اللواء أحمد المسماري، المتحدّث باسم الجيش الليبي، أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان نقل ما يقارب من 7500 إرهابي إلى الأراضي الليبية، ما يعكس عدم التزام النظام التركي، كعادته دوماً، بالهدنة المعلنة، ويهدد بنسف جهود السلام في البلد، الذي يعاني تداعيات الحرب المستمرة منذ عدوان الناتو 2011.
وأوضح المسماري، في مؤتمر صحفي له، أن متزعمي الإرهابيين القادمين من سورية يتلقون ملايين الدولارات من النظام التركي وداعميه، لافتاً إلى أنه يتم نقل ما يقرب من 400 إرهابي، بينهم عناصر من “داعش” و”جبهة النصرة”، من سورية إلى طرابلس بشكل أسبوعي، وتدريب الإرهابيين في مدينة غازي عنتاب، معلناً تمسّك الجيش الليبي بطرد قوات الاحتلال التركي والميليشيات التي أحضرتها إلى الأراضي الليبية.
وفي السياق نفسه أشار المسماري إلى استهداف الجيش الليبي سفينة تركية تحمل الذخيرة في مدينة مصراتة مؤخراً، وتدمير أسلحة وذخائر ومعدات لغرفة عمليات تركية في قاعدة معيتيقة الجوية فى طرابلس، وأكد أن أردوغان وجماعته الإخوانية لا يحترمون القرارات الدولية، كاشفاً عن تمكّن الجيش الوطني الليبي من قتل عدد من الإرهابيين الذين نقلهم النظام التركي من سورية إلى ليبيا.
وكشف المسماري أن عدد الضباط والمستشارين الأتراك الذين أُرسلوا إلى ليبيا في مهمات دعم ما يسمى “حكومة الوفاق” في طرابلس بلغ نحو 1000، مشيراً إلى أن “الوفاق”، برئاسة فايز السراج، دفعت لمتزعمي الإرهابيين السوريين مبلغ مليون دولار أمريكي مقابل مهمات القتال في ليبيا ضد الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر.
ولفت المسماري إلى أن المجموعات الإرهابية المسلحة تقوم بدعم تركي بانتهاك هدنة وقف إطلاق النار في طرابلس، كما وردت معلومات بشأن قيام الإرهابيين في مصراتة بالتهيؤ لشن هجوم تجاه الجفرة وسرت، بالاستعانة بطائرات تركية مسيّرة وأسلحة تركية وحديثة تمدّهم بها.
وأطلق الجيش الليبي، منذ نيسان الماضي، عملية عسكرية تهدف لتطهير العاصمة طرابلس من الميليشيات الإرهابية التكفيرية ونزع سلاحها.
وقال المسماري: “نخوض اشتباكات عنيفة منذ 48 ساعة لمنع الميليشيات المسلّحة من استغلال الهدنة المُعلنة، وكثّفنا غاراتنا الجوية من منطقة بوقرين حتى مصراتة، ودمّرنا العديد من الأهداف العسكري، واستهدفنا مواقع بقاعدة معيتيقة تابعة للجيش التركي، ودمّرناها بالكامل”، مشيراً إلى سقوط قتلى من العناصر التركية خلال الضربات الجوية على معيتيقة، وأكد أن هذه العمليات تهدف إلى منع الميليشيات الإرهابية من استغلال وقف إطلاق النار والسيطرة على مناطق استعادها الجيش الوطني الليبي، مضيفاً: إن “العمليات الإرهابية في ليبيا تسير تحت قيادة شخص تركي يكنى بأبي الفرقان”.
وكشف المسماري أنه خلال الـ72 الماضية تم رصد قيام قوات تركية بإنشاء محطات رادار ووحدات صواريخ في مصراتة مستغلة الهدنة في ليبيا، وأعلن أن “عمليات الجيش لن تتوقّف حتى إخراج كافة القوات التركية والمقاتلين الأجانب الذين تم جلبهم إلى ليبيا”، وتابع: الجيش الوطني الليبي سيطر على كل آبار النفط والغاز بكامل الأراضي الليبية.
وكان الجيش الوطني الليبي قد حذّر الخميس من قيام قوات أردوغان بخرق الهدنة ووقف إطلاق النار، وذلك بالتحشيد شرق مصراتة.
وأكد المسماري أن تحرّكات الجيش الليبي جاءت بعد استطلاعات رصدت تعزيزات عسكرية تركية تدعم الميليشيات شرق مصراتة وقيام القوات التركية بتركيب تقنيات عسكرية تشمل محطات صواريخ ورادارات، حيث تم تدميرها على الفور من قبل.
ويثير التدخل التركي العسكري في ليبيا توجساً دولياً من الدور الخطير التي يلعبه أردوغان عبر الملف الليبي بمساندته لميليشيات التي تقاتل إلى جانب “الوفاق”.
ومثّل إرسال المرتزقة إلى ليبيا خرقاً لتعهدات مؤتمر برلين، وتأكيداً على استمرار التدخلات الأجنبية في ليبيا رغم إدانة القوى الإقليمية والدولية لهذه الممارسات وخطورتها على أمن واستقرار البلد.
وفي منتصف شباط الماضي بدأ الاتحاد الأوروبي مراقبة تطبيق حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا، والذي يتم انتهاكه بشكل متكرر من قبل النظام التركي، كما يتوجّس الأوروبيون من خطر تسلل الإرهابيين والمقاتلين، الذين ترسلهم أنقرة إلى طرابلس، نحو أراضيهم القريبة من السواحل الليبية، التي تشهد موجات كبيرة من الهجرة غير الشرعية.
وأقر أردوغان، شباط الماضي، بإرساله إرهابيين مرتزقة من إدلب وشمال سورية إلى ليبيا برفقة جنود أتراك، وزعم بأن إرسال هؤلاء الإرهابيين والجنود هو من أجل إجراء “تدريبات”، دون أن يوضّح ماهيتها.
وسبق وأن حذّر الجيش الوطني الليبي تركيا من “تدخلها في الشأن الليبي ودعمها للجماعات الإرهابية وتسليحهم لقتل الشعب الليبي”، كما انتقد ماكرون، أواخر كانون الثاني الماضي، أردوغان بسبب تدخله في ليبيا، قائلاً: إن “تركيا أخلّت بتعهدات اتفاق برلين”، مشيراً إلى أن باريس رصدت سفناً تركية تنقل مرتزقة إلى ليبيا.
يشار إلى أن أردوغان، المتورّط في تأجيج الأزمات في المنطقة، ومنها الأزمة في سورية، يستمر بتجاهل الجهود الدولية لحل الأزمة في ليبيا، ومن بينها نتائج مؤتمر برلين، الذي أكد المشاركون فيه ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد، وأن حل الأزمة فيه يكون عبر عملية سياسية شاملة.