“حرب بيولوجية”
يفرض الواقع الراهن وما يعيشه العالم بأسره من مخاوف وقلق بسبب تفشي فيروس كورونا الذي أودى بحياة حوالي سبعة آلاف شخص وإصابة أكثر من 150 ألفاً آخرين على مستوى العالم حتى الآن رفع حالة التأهب والاستنفار والجهوزية وعلى مختلف المستويات إلى أقصى درجة، لمواجهة مخاطر هذا الوباء المستجد الذي يمكن تصنيفه على أنه الأخطر منذ عقود ويدخل ضمن سياسة -قديمة جديدة- دأبت أمريكا على اتباعها خلال سنوات منفصلة سابقة في إطار الحرب البيولوجية التي تشنها ضد دول وشعوب العالم.
النداء الوحيد الممكن إطلاقه لاحتواء هذه الجائحة ومنعها من الانتشار والتفشي – بالإضافة إلى التقيّد بما صدر عن الحكومة من إجراءات استباقية واحترازية- يتمثل بضرورة تحلّي المواطن بالوعي والتقيّد بالقواعد الصحية والاهتمام والعناية الفائقة بالنظافة الشخصية للمساهمة فعلياً في إنجاح الخطة الحكومية، التي تحتاج هي الأخرى إلى إجراءات إضافية ضامنة لإبقاء سورية خالية من هذا الوباء الخطير والداهم.
ونعتقد أن للأسرة دوراً كبيراً في إحداث التوازن المطلوب من خلال التخلي عن العادات والتقاليد المجتمعية اليومية السائدة واتباع /كورس وقاية/ يستند إلى ضوابط صحية صارمة لتخطي هذه الفترة العصيبة والمصيرية، وذلك بالتزامن مع تكثيف الجهود ومضاعفتها من الجهات المعنية لتوفير الاحتياجات والمستلزمات المطلوبة لمواجهة هذا الوباء، والأهم ألا يكون التجنيد الصحي بهدف الابتزاز والاستغلال واحتكار مواد المعقمات على وجه التحديد بكل أنواعها ورفع أسعارها عشرة أضعاف سعرها الحقيقي، وهنا يبرز دور الجهات الرقابية التي يطلب منها أن تراقب حركة الأسواق والعرض والطلب على هذه المواد، واتخاذ كل الإجراءات المطلوبة للتخفيف من معاناة المواطنين ومن أعبائه على الأقل خلال هذه الفترة الدقيقة.
وينبغي على التجارة الداخلية وحماية المستهلك والسورية للتجارة عبر جميع منافذها وصالاتها، اتخاذ تدابير عاجلة وفورية لإنهاء حالة التزاحم على المواد التموينية عن طريق البطاقة الذكية عبر زيادة طواقم العاملين والموظفين وتسهيل إيصال المواد للمواطنين بيسر وسهولة وإنهاء مظاهر التجمهر والتجمع على أبواب الصالات للوقاية من خطر الإصابة بالفيروس.
مختزل القول: مع التأكيد مجدّداً على ضرورة الوعي والتعاطي الإيجابي والشفاف مع مستجدات وتداعيات هذا الوباء، نرى ضرورة التحلي بالمسؤولية الوطنية لدرء أي خطر قد يصيب مجتمعنا، ولعل خلوّ سورية حتى الآن من أي إصابة حسب تأكيدات وزارة الصحة مؤشر مهم على نجاح الحكومة والمواطن على السواء في مواجهة هذا الخطر واحتواء تداعياته، ولعل الأكثر إلحاحاً تدعيم الخطوات المتخذة بإجراءات إضافية تدخل الطمأنينة إلى نفوس المواطنين.
معن الغادري