مصادفة.. أم مؤامرة؟
ساذج من يعتقد أن فيروس كورونا ظهر فجأة بالمصادفة البحتة..!.
ترى هل انتشار الفيروس في مقاطعة “ووهان” الصينية مصادفة أم من فعل أمريكي..؟.
يعرف الأمريكيون جيداً أن ووهان هي معقل الصناعات العسكرية الصينية، وأنها الأقل استعداداً لمواجهة الفيروس بسرعة على عكس المدن الصينية الأخرى..!.
وما يؤكد أن الأمر لم يكن مصادفة.. أن الفيروس انتشر في وقت قاتل بالنسبة للصينيين، وهو الوقت الذي يخرجون فيه من مدنهم للاحتفال بعيد رأس السنة القمرية الجديدة لمدة أسبوعين، فقد شهد العام الماضي في التوقيت نفسه أكبر حركة على كوكب الأرض بخروج 800 مليون شخص في وقت واحد داخل وخارج الصين..!.
وقد يردّ بعض المحللين والمنظرين بأن أمريكا بريئة من نظرية المؤامرة بدليل أن الفيروس انتقل إليها وبأن رئيسها سيعلن حالة الطوارئ لاحتواء الفيروس..!.
وهذا صحيح “نظريا”، ولكن التاريخ القذر للمخابرات الأمريكية يكشف أن الأمريكيين آخر اهتماماتهم لتحقيق الهدف الدائم وهو أن تبقى أمريكا زعيمة العالم..!.
واستناداً إلى مبدأ “يكاد المجرم يصيح خذوني”، أعلن وزير الخزانة الأمريكية بوقاحة فجة: ما يحدث في الصين يفيدنا..!.
وهذا الاعتراف يعني: أية خسارة للصين هي ربح للاقتصاد الأمريكي..!
وعندما يربح موقع أمازون الأمريكي 13 مليار دولار خلال دقيقة فقط نتيجة الأخبار المثيرة للرعب القادمة من الصين التي جعلت الملايين يتوقفون عن الشراء من موقع اكسبريس الصيني وصاروا زبائن أمازون الأمريكي، سنكون أمام مؤامرة -وليس مصادفة- ضد الصين..!.
واللافت أن حرباً أخرى انطلقت بعد انتشار فيروس كورونا في العالم محورها تخفيض أسعار الطاقة إلى مستويات غير مسبوقة منذ عدة عقود.
ترى هل حرب أسعار النفط هي أيضاً مصادفة أم مكمّلة لحرب فيروس كورونا..؟.
حسب خبراء غربيين فإن فيروس كورونا كانت له نتائج مدمّرة على الاقتصاد الصيني وسائر الاقتصادات المرتبطة به وهي كثيرة جداً، وأن تخفيض أسعار النفط هدفه كبح الاقتصادين الروسي والإيراني ومنعهما من التطور من جهة، وتفعيل العقوبات الاقتصادية عليهما أكثر فأكثر من جهة أخرى..!.
قد يرى بعضهم أن تخفيض أسعار النفط إلى ما دون الـ50 دولاراً للبرميل يؤثر في النفط الصخري الأمريكي ويمنع استخراجه!.
وبما أن شركات أمريكية استثمرت المليارات لاستخراجه بهدف الاستغناء عن نفط الخليج فإنها ستتكبّد خسائر جسيمة جداً.. هل هذا صحيح؟.
ربما علينا أن نطرح السؤال الأهم: من الرابح الفعلي من حربي كورونا والنفط..؟.
إن شركات الأدوية الأمريكية سواء كانت إداراتها الرئيسية في الولايات المتحدة أم في الصين أو أوروبا، هي الرابح الفعلي من انتشار كورونا، مثلما كانت ولا تزال هي الرابح الدائم من تسويق لقاحاتها وأدويتها ضد الأمراض والأوبئة التي تؤكد تقارير منذ 50 عاماً أنها من أطلقتها كالسرطانات والإيدز وأنواع متعددة من الأنفلونزا أشهرها أنفلونزا الخنازير.. وأيضاً العقم!.
والخطير في الأمر أن شركات الأدوية العابرة للقارات تحجز على المصل والمضادات التي تشفي نهائياً من الأمراض والأوبئة ما دام استمرارها يشكل ربحاً يومياً لا ينضب..!.
أما بالنسبة لانخفاض أسعار النفط فإن الغاية هي الأهم: إضعاف اقتصادات الدول العدوة لأمريكا ومنع تطوّرها..!.
صحيح أن أمريكا ستتأثر من كورونا ومن تدهور أسعار النفط، لكنها الرابح الوحيد في النهاية من خلال شركات الأدوية، كما أن حصيلة صادرات نفط الخليج تصبّ في النهاية في المصارف الأمريكية..!.
والأهم من كل ذلك ما كشف عنه “المتأمركون” مؤخراً: استناداً إلى حالة الطوارئ يجوز للرئيس الأمريكي مصادرة أمول أنظمة إمارات وممالك الخليج..!.
بعد كل ذلك يصبح السؤال ساذجاً جداً: هل انتشار فيروس كورونا وتدهور أسعار النفط مجرّد مصادفة.. أم مؤامرة..؟.
علي عبود