بغداد: الاعتداءات الأمريكية خرق سافر للسيادة الوطنية
كشف مصدر في رئاسة الجمهورية في العراق، أمس، عن اتفاق الكتل السياسية العراقية على رئيس الحكومة الانتقالية، فيما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف أن العراق يعمل على حشد جهود كل الأصدقاء والشركاء له في دعم موقفه بشأن احترام سيادته وعدم خرقها من جديد عقب الاعتداءات الأمريكية الأخيرة. وقال الصحاف في تصريح صحفي: إن العراق سيرسل رسالتين متطابقتين تحملان مضمون شكوى إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة بشأن ما تعرّضت له مقرات حكومية من استهداف باعتداءات أمريكية، مشدداً على أن هذه الاعتداءات تمثّل خرقاً سافراً لسيادة العراق واعتداء على أراضيه.
وكان عدوان أمريكي أدى إلى استشهاد خمسة جنود عراقيين ومدني، وأصيب آخرون بجروح في مطار كربلاء في محافظة النجف وعدد من مواقع الجيش والشرطة والحشد الشعبي في مناطق أخرى.
كما واصلت القيادات العراقية تنديدها بالعدوان الأمريكي، وقال القيادي في فصائل المقاومة علي الياسري: إن الأمريكيين في العراق باتوا مرعوبين بعد العمليات الصاروخية التي استهدفت قاعدة التاجي، وأضاف: إن هناك طائرات أمريكية فوق السفارة الأمريكية لحمايتها طول الليل من العمليات التي يقوم بها أبناء المقاومة، وإن هذا الرعب الذي يملأ السفارة الأمريكية والقواعد الأمريكية سيبقى مخيماً عليهم، موضحاً أن المعلومات المتوفرة تشير بأنهم هربوا من قاعدة التاجي إلى قاعدة عين الأسد، وأن الاستهداف في الفترة القادمة سيكون لقاعدة عين الأسد، كما ستتم ملاحقتهم في القاعدة الثانية والثالثة والرابعة إلى أن يغادروا أرض العراق.
وكانت قيادة العمليات المشتركة للقوات العراقية دعت إلى المسارعة بتطبيق قرار مجلس النواب الخاص القاضي بانسحاب القوات الأمريكية وغيرها من القوات الأجنبية من العراق.
يذكر أن مجلس النواب العراقي صوّت في الخامس من الشهر الأول بأغلبية مطلقة على قرار يلزم الحكومة العراقية بإنهاء الوجود الأجنبي في البلاد بعد الجرائم الأمريكية ضد مقرات وقيادات عسكرية عراقية وصديقة رفيعة المستوى.
وعبّرت القيادة في بيان لها، تعليقاً على القصف الذي تعرّض له معسكر التاجي، عن رفضها قيام القوات الأمريكية أو غيرها بأي عمل أو اعتداء على الأراضي والمواقع العراقية، وأوضح البيان أن معسكر التاجي تعرّض لسقوط 33 صاروخاً نوع كاتيوشا استهدفت وحدات الدفاع الجوي العراقي، وسقط قسم منها قرب مواقع القوات الأجنبية، مشيراً إلى أن القوات العراقية عثرت على سبع منصات تم إطلاق الصواريخ منها في منطقة أبو عظام قرب التاجي شمال العاصمة بغداد، ووجدت فيها 24 صاروخاً جاهزاً للإطلاق، حيث عملت على إبطال مفعولها، وتابع البيان: إن هذا القصف تسبب بجرح عدد من منتسبي الدفاع الجوي، لافتاً إلى أن قيادة العمليات المشتركة ستتخذ كل الإجراءات لملاحقة من قام بهذا العمل وإلقاء القبض عليه.
وكان مسؤولون أمريكيون أعلنوا الأربعاء الماضي مقتل أمريكيين اثنين وبريطاني في هجوم بأكثر من عشرة صواريخ كاتيوشا على المعسكر.
وعلى صعيد الأزمة الحكومية، فقد ترشّحت أنباء عن توافق بين أعضاء اللجنة السباعية على اختيار نعيم السهيل كمرشح لمنصب رئيس الوزراء لطرحه على رئيس الجمهورية، وقال مراقبون: إن اللجنة السباعية ستحسم قرارها بشأن اختيار الشخصية المناسبة لتشكيل الحكومة للمصادقة عليها لاحقاً بشكل نهائي، ويجري تداول أسماء ثلاث شخصيات، وهي علي شكري ومحمد شيّاع السوداني ونعيم السهيل لتشكيل الحكومة، إلا أن الأخير هو الأوفر حظاً.
ونعيم السهيل التميمي هو شيخ عشيرة بني تميم وقبائل العراق، وكان يشغل منصب نائب رئيس الديوان برئاسة الجمهورية العراقية.
بالتوازي، أخلت السلطات الأمنية العراقية طائرة ركاب قادمة من إيران بعد بلاغ عن وجود جسم غريب على متنها، وقال مصدر أمني: إن الأجهزة الأمنية قامت بإخلاء وتفتيش الطائرة العراقية بعد وصولها إلى مطار بغداد، مشيراً إلى أن التفتيش الأولي أظهر خلوها من أي مواد متفجّرة، فيما تستمر الفرق الأمنية في البحث والتدقيق.