الكــورونــا.. بيـن الـذعــر والـحذر
خلقت مجموعة الإجراءات الوقائية المشددة التي تم اتخاذها مؤخراً في البلاد للوقاية من فيروس كورونا العالمي مجموعة من ردود الأفعال المتباينة لدى المواطنين، تراوحت درجاتها ما بين الرعب والذعر الشديد وعدم الخروج من المنازل والوصول إلى درجة “الوسواس” في الخوف ومابين الاستهتار المبالغ فيه وعدم التقيد بأساليب الوقاية، بينما لجأ البعض إلى التعقل عبر متابعة الحياة بشكل طبيعي بالالتزام بأساليب التعقيم الوقائية مع الانتباه والحيطة والحذر.
ويبدو أن ناقوس الخطر دق لدى البعض بعد موجة القرارات الوقائية حيث يوضح الشاب محمد بأنه بعد إيقاف الدوام الجامعي شعر حقاً بأن “الكورونا” خطر حقيقي يجب الاحتياط منه- وهو لم يكن يشعر بذلك من قبل- فلابد أن اتخاذ هذه الإجراءات الصارمة جاء نتيجة قلق عال يدفعنا جميعا لكي نبدأ بالحذر والانتباه بعيدا عن الاستهتار، وأكدت الشابة مديحة بأنها قلقت تجاه “الكورونا” حتى قبل اتخاذ هذه الإجراءات وتحديداً منذ أن تم إعلانه كوباء عالمي وبدأت بإتباع أساليب الوقاية والعناية والنظافة الشخصية، بينما اتخذت ربة المنزل أم محمود منحى آخر في تعاملها مع الكورونا حيث فرضت حظر الخروج والتجوال على عائلتها التي التزمت بالمنزل مؤكدة أنها الوحيدة التي تخرج لتأمين احتياجات الأسرة وذلك بالطبع بعد وضع الكمامات وارتداء الكفوف، كما أن المعقمات المنزلية أًصبحت رفيقتها الوحيدة هذه الأيام، وفي المقلب الآخر يرى العم أبو عمار أنه لا جدوى من الوقاية من أي مرض أو وباء فلا أحد يهرب من قدره وساعة موته لذلك يقرر متابعة حياته وكأن “كورونا” لا وجود له وبدون أي أساليب للحماية منه، كذلك اعتبر الشاب براء أن الكورونا هو مجرد انفلونزا يتعامل الناس معه بمبالغة مفرطة ونحن في الحقيقة نستطيع التغلب عليه بامتلاك المناعة القوية، من جانبها أثنت راما على اتخاذ هذه الخطوات والإجراءات الوقائية واعتبرتها دليل وعي وحرص شديد على المواطنين.
لوردا فوزي