ترامب يكذب على الأمريكيين
ترجمة: سمر سامي السمارة
عن موقع: نيو يوركر
أعلن الرئيس الأميركي، ترامب، ليل الأربعاء الماضي، منع السفر من وإلى الدول الأوروبية باستثناء بريطانيا ابتداء من ليل الجمعة ولمدة 30 يوماً لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”. كما حاول أيضاً طمأنة الأمريكيين بالقول إن الولايات المتحدة “مستعدة بشكل أكبر” من أي دولة أخرى لمحاربة الوباء. وقال: “لن يكون للفيروس فرصة للانتشار”.
بينما يخالف مسؤولو الصحة العامة هذا الرأي، ويؤكد الخبراء أن مشافي الولايات المتحدة الأمريكية ليست على استعداد تام لاستقبال العدد المتوقع من حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وبحسب عالمة الأحياء “ليز زبشت”، فإن لكل 1000 شخص في الولايات المتحدة نحو 2.8 سرير، وإذا كانت 10 في المائة من حالات المصابين بفيروس كورونا تتطلّب دخول المستشفى، فإنه بحلول أوائل منتصف أيار لن تكون الأسرّة كافية لاستيعاب المرضى. (ونظراً لنقص إجراء الاختبارات في الولايات المتحدة، فإنه من غير الواضح عدد الأمريكيين المصابين أساساً).
وبحسب تقرير لـ”ويل بيشيل وجيسيكا” في الواشنطن بوست الأسبوع الماضي، قطع ترامب معظم تمويل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية من الأوبئة في العام 2018، وفي العام نفسه ترك رئيس فريق مجلس الأمن القومي العالمي لمكافحة الأوبئة العالمية منصبه، وتلاه بعد ذلك بوقت قصير الفريق بأكمله.
وقد تعرّض ترامب لانتقاد لاستجابته البطيئة لتفشي فيروس كورونا، ولجهوده في التقليل من المخاطر المرتبطة به. وفي إحدى اللحظات التي لا تنسى الأسبوع الماضي، أوحى ترامب فيما يبدو إلى أنه لا يريد من الركاب المحتجزين على متن سفينة “أميرة الماس” الذين أُصيب بعضهم بالفيروس قبالة ساحل سان فرانسيسكو الهبوط من السفينة، وأردف بالقول: “لست بحاجة إلى مضاعفة الأرقام نظراً لأن ذلك لم يكن ذنبنا”.
كما قارن أيضاً “كوفيد-19” بـ”الأنفلونزا العادية”، مشيراً إلى أن الأنفلونزا كانت أكثر خطورة من فيروس كورونا (في الواقع تقتل الأنفلونزا عشرات الآلاف من الأشخاص كل عام، ولكن تقديرات معدل الوفيات لفيروس كورونا أعلى من الأنفلونزا بكثير، ما يشير إلى أن تفشي الفيروس على نطاق واسع في الولايات المتحدة سيكون أمراً بالغ الخطورة). بل إنه ليس مؤكداً، أن قيود ترامب المفروضة على السفر ستكون فعّالة، إذ أننا الآن نتعامل مع وباء عالمي. في الشهر الماضي، قال مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية “أنتوني فوسي” لشبكة سي إن بي سي: “عندما كان التركيز يقتصر على الصين فقط، وجدنا أنه يمكن فرض قيود على السفر، الأمر الذي منع الحالات من القدوم في الولايات المتحدة”، وأضاف: “عندما يشمل المرض بلداناً متعدّدة، يكون من الصعب جداً القيام بذلك، في الواقع، يكاد يكون من المستحيل”.