“كورونا” يدفع المجتمعات نحو تغيير سلوكها اليومي
على وقع انتشار مستمر وسريع لفيروس كورونا المستجد حول العالم، تواصل الدول العربية والغربية بصفة يومية اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، مدفوعة بمخاوف الوباء، الذي سبّب حالة من الهلع، بعد وفاة أكثر من 6 آلاف، وخسائر مالية كبيرة من الصعب تقديرها، في حين تجاوز عدد المصابين بالفيروس حول العالم حاجز 174 ألفاً، وعدد المتعافين 77865.
ويبدو أن “كوفيد-19” دفع المجتمعات في أغلب دول العالم نحو تغيير سلوكها اليومي باعتزال المقاهي والتوقّف عن الأنشطة الدينية والرياضية والترفيهية.
وحوّل الفيروس سريع الانتشار أكبر مدن العالم والشوارع الضخمة، التي تمتاز بصخبها، إلى مناطق أشباح، حيث بدت منذ أيام خالية من المترجلين والمارة، وأدى أيضاً إلى حظر السفر، وإغلاق الحدود والمدارس والمتاحف، خاصة في إيطاليا، التي وضعت سكانها البالغ عددهم 60 مليون نسمة قيد حجر صحي غير مسبوق.
وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي دولاً عديدة على إغلاق حدودها، ووقف الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمّعات بما فيها الصلوات الجماعية.
وفي هذا الإطار، قررت الحكومة المغربية إغلاق المطاعم ودور السينما والأماكن الرياضية والترفيهية إلى أجل غير مسمّى، في إطار تدابير التصدي لخطر تفشي الفيروس، ودعت وزارة الداخلية المواطنين إلى “الانخراط والمساهمة بمسؤولية، والتجاوب الإيجابي مع مختلف التوجيهات والإجراءات المتخذة لتدبير هذا الطارئ الاستثنائي، والعمل على تجنّب ارتياد أماكن التجمعات المكثّفة”.
وأعلن المغرب، أمس، ارتفاع إجمالي المصابين بفيروس كورونا المستجد في البلاد إلى 29 حالة على إثر تسجيل حالة وحيدة جديدة.
وفي هذا السياق، أعلنت السلطات الجزائرية تعليق الرحلات الجوية من وإلى أوروبا مؤقتاً بداية من الخميس المقبل، ووفق بيان للحكومة الجزائرية فإن “التعليق الاستثنائي سيكون مصحوباً بترتيبات لإجلاء مواطنينا من البلدان المعنية”.
وعلى صعيد متصل، أعلنت السلطات الأردنية فرض حجر صحي إجباري على جميع القادمين إلى المملكة لمدة 14 يوماً في مرافق فندقية مخصصة، حددتها الحكومة في منطقة البحر الميت والعاصمة عمان، يخضعون خلالها للإجراءات الصحية التي تعتمدها وزارة الصحة”، فيما أعلن الناطق باسم اللجنة الوطنية للأوبئة الدكتور نذير عبيدات تسجيل ثلاث حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا في الأردن، ليصل العدد الإجمالي إلى 15 حالة.
وفي سلطة عُمان قررت وزارة الشؤون الدينية إيقاف صلاة الجمعة بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا، حيث بلغ إجمالي الإصابات 20.
وصنّفت منظمة الصحة العالمية كورونا “جائحة”، وهو مصطلح علمي أكثر شدة واتساعاً من “الوباء العالمي”، ويرمز إلى الانتشار الدولي للفيروس، وعدم انحصاره في دولة واحدة.
وفي الصين واصلت السلطات الصحية تسجيل مزيد من الانخفاض في حالات الإصابة والوفيات، وأعلنت لجنة الصحة الوطنية تسجيل 16 حالة إصابة مؤكدة، و14 حالة وفاة جديدة في مقاطعة هوبي، ومغادرة 838 شخصاً المستشفيات بعد تماثلهم للشفاء، فيما انخفض عدد الحالات الخطيرة من المصابين بالفيروس بواقع 194 إلى 3032 حالة.
وبلغ العدد الإجمالي للإصابات المؤكّدة في البر الرئيسي الصيني 80860 إصابة، من بينهم 9898 مريضاً مازالوا يتلقون العلاج، بينما خرج 67749 مريضاً من المستشفيات، بعد شفائهم، وتوفي 3213 شخصاً بسبب المرض.
وفيما أعلنت إيطاليا، التي تحوّلت إلى إحدى بؤر الفيروس، تسجيل 368 حالة وفاة جديدة، وذلك في أكبر زيادة يومية، وسط مخاوف بشأن قدرة نظامها الصحي المجهد على مواجهة الزيادة المستمرة في أعداد المصابين، تحدّثت وزارة الصحة الإسبانية عن تسجيل 1000 إصابة جديدة، وقال فرناندو سيمون رئيس مركز الطوارئ الصحية في البلاد: إن عدد حالات الإصابة بالفيروس التاجي ارتفع إلى 8744، وارتفع عدد الوفيات إلى 297.
من المهم الإشارة إلى أن عدد المصابين الذين يتلقون العلاج في إيطاليا تجاوز عدد المصابين في الصين، حيث يتداوى الآن في كامل البر الصيني 9848، فيما تتم معالجة 20603 مصابين في كامل إيطاليا.
أما في كوريا الجنوبية، فأعلن مسؤولون صحيون تسجيل 74 إصابة جديدة، بانخفاض طفيف، ليرتفع إجمالي عدد الإصابات إلى 8236، فضلاً عن 75 حالة وفاة، وتعافي 303 أشخاص، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 1137 شخصاً.
إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة اليابانية تحديد 15 بؤرة للفيروس في مواقع متفرقة من البلاد، مشيرة إلى أن أكبر البؤر تقع في منطقة أوساكا، وبها أكثر من 50 حالة عدوى.
وتحدّثت وزارة الصحة الرواندية أن عدد حالات الإصابة ارتفع إلى خمسة أشخاص، في حين أمر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بإغلاق الأنشطة التجارية وبقاء المواطنين في منازلهم في ست ولايات وفي العاصمة كراكاس، وذلك في مساع لإبطاء انتشار الفيروس، في الوقت الذي أعلنت فيه حكومة البيرو رصد71 حالة إصابة.
وقررت الحكومة الألمانية إغلاق حدودها على نطاق واسع مع دول عدة، منها فرنسا والنمسا والدنمارك، وإغلاق الجزر السياحية في بحر الشمال أمام المصطافين، بينما أعلنت النمسا حالة الطوارئ لمدة أسبوع.
وفي روسيا أعلن رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين أن بلاده ستخصص مبالغ كبيرة لإجراءات مكافحة كورونا، وقال: إنه تمت الموافقة على تشكيل المجلس التنسيقي التابع لحكومة روسيا الاتحادية لمكافحة وباء كورونا على الأراضي الروسية، لافتاً إلى أن الحكومة قد تستخدم في إطار ميزانية العام الجاري احتياطات بقيمة 300 مليار روبل، أي ما يعادل 4 مليارات دولار، لضمان الحاجات ذات الأولوية في الإنفاق ودعم القطاعات الاقتصادية.
وفي فرنسا، قال المدير العام لهيئة الصحة، جيروم سالمون: إن بلاده تجد صعوبة في احتواء معدلات تفشي فيروس كورونا، مبدياً خشيته من تفشي الفيروس في بلاده بشكل واسع، مبيناً أن الوضع مع تفشي الفيروس مقلق للغاية، ويتدهور بسرعة، وعدد حالات الإصابة يتضاعف كل ثلاثة أيام، وعدد المرضى، الذين هم في حالة خطيرة ويحتاجون إلى عناية مركّزة، يصل إلى المئات.