الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

النظام التركي يواصل النكوث بتعهداته.. ويماطل في فتح “إم 4”

لم يكد حبر اتفاق وقف الأعمال القتالية في إدلب عند الوضع الراهن، الذي وقّع الأسبوع الماضي في موسكو، حتى بدأت المجموعات الإرهابية، المدعومة من نظام رجب طيب أردوغان، خرق الاتفاق. وفي آخر تلك الانتهاكات تفجير مجموعات إرهابية جسر بلدة محمبل، غرب مدينة أريحا على الطريق الدولية حلب-اللاذقية “إم 4″، وذلك لإعاقة حركة الدوريات المقرر تسييرها على الطريق، وذلك غداة قطع إرهابيي أردوغان الطريق، ومنع أي محاولة لفتحه أمام حركة المرور، الأمر الذي يؤكّد “أن أردوغان مراوغ، يخدع العالم بتصرفاته”.
وأعلن في موسكو التوصّل إلى اتفاق بين روسيا والنظام التركي يقضي بوقف الأعمال القتالية في إدلب عند الوضع الراهن، والبدء بتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولية حلب-اللاذقية، بدءاً من 15 الشهر الجاري، لكن، وكما كان متوقّعاً، لم يُتمكن من تسيير أي دورية مشتركة، في ظل إصرار الإرهابيين، المدعومين من أردوغان، على إفشال الاتفاق، ومنع فتح الطريق.
وفيما أكدت مصادر أن الجيش العربي السوري “هيّأ كل الظروف لإنجاح خطوة تسيير الدوريات وفتح الطريق، عبر رفع السواتر في النقاط التي تربط بين ترمبة غرباً وعين الحور شرقاً”، مضيفةً: “الجيش أظهر التزاماً كاملاً بوقف إطلاق النار لخلق ظروف مناسبة لإنجاح فتح طريق حلب -اللاذقية سلمياً”، حذّرت موسكو من أن التنظيمات الإرهابية في منطقة خفض التصعيد بإدلب أعادت تسليح نفسها، وتشن هجمات مضادة ضد الجيش العربي السوري، مشددة على ضرورة القضاء على هذه التنظيمات ومحاسبتها، في رسالة إلى النظام التركي بضرورة تنفيذ تعهّداته.
إرهابيو أردوغان عمدوا، أمس، إلى تفخيخ جسر محمبل، الواقع على الطريق الدولية “إم 4” بكميات كبيرة من المواد المتفجّرة وتفجيره، ما أدى إلى تدميره بالكامل، كما غرست مجموعات إرهابية مسامير فولاذية في عدة نقاط على الطريق لإعاقة سير الدوريات المشتركة، وأشارت مصادر أهلية إلى أن مجموعات إرهابية أجبرت عشرات المدنيين تحت تهديد السلاح على نصب خيم على محور الطريق في عدد من المقاطع، كما قامت بنقل العديد من أفرادها وعشرات المدنيين، بعد إغرائهم بالمال، للبقاء على قارعة الطريق ومحيطه لضمان استمرار قطعها أمام الدوريات، وتعطيل حركة السير الطبيعية عليها.
الخارجية الروسية، من جهتها، أكدت أن التنظيمات الإرهابية في منطقة خفض التصعيد بإدلب أعادت تسليح نفسها، وتشن هجمات مضادة ضد الجيش العربي السوري، مشددة على ضرورة القضاء على هذه التنظيمات ومحاسبتها، وقالت في بيان اليوم: “تحتشد في منطقة إدلب تشكيلات مسلحة كبيرة تابعة لتنظيمات إرهابية مختلفة بينها “هيئة تحرير الشام” و”حراس الدين” اللذان يواصلان استخدام المبادئ الإيديولوجية والأساليب الإرهابية لتنظيم القاعدة”، مضيفة: إن هذين التنظيمين الإرهابيين رفضا الاعتراف باتفاق وقف الأعمال القتالية الأخير في إدلب.
وأشار البيان إلى أنه في صفوف الإرهابيين المتمركزين في هذه المحافظة هناك الكثير من إرهابيي تنظيم “داعش” ممن جاؤوا من مناطق أخرى في سورية، موضحاً أن هؤلاء الإرهابيين “استفادوا من فترة الهدوء، وعالجوا أنفسهم، وأعادوا تسليحهم، بفضل الدعم من الخارج، والآن يقومون بشن عمليات هجومية مضادة ضد مواقع الجيش السوري”، وشدد على ضرورة محاسبة هؤلاء الإرهابيين على الجرائم التي ارتكبوها، مشيراً إلى أن هناك خيارين ممكنين فقط، إما القضاء عليهم أو محاسبتهم جنائياً وفقاً للقانون، مبيناً أن “تحقيق المحاسبة هو بالذات ما ترتكز عليه جهودنا الدبلوماسية في اتصالاتنا مع الزملاء الخارجيين”.
إلى ذلك، خرجت محطة تحويل كهرباء ناحية تل تمر بريف محافظة الحسكة الغربي من الخدمة نتيجة استهداف الخطوط الكهربائية المغذية لها من قبل العدوان التركي، وذكر مدير عام شركة كهرباء الحسكة أن العدوان التركي استهدف خط 66 ك. ف المغذي للمحطة، وذلك في منطقة أم الكيف التابعة لريف ناحية تل تمر، ما أدى إلى خروجها من الخدمة وحرمان الأهالي من التيار الكهربائي، مبيناً أن ورشات الصيانة ستعمل على صيانة الشبكة الكهربائية وإعادتها إلى الخدمة بأقرب وقت ممكن.
يشار إلى أنه للمرة الرابعة تخرج محطة تحويل كهرباء تل تمر من الخدمة منذ الشهر الماضي ولتاريخه نتيجة استهدافها المتقصد من قبل قوات الاحتلال التركي لحرمان الأهالي من خدمات البنى التحتية.
كما استشهد مدني، وأصيب 4 آخرون بجروح نتيجة تفجير دراجة نارية مفخخة في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، وذكر مراسل سانا في الحسكة أن دراجة نارية مفخخة انفجرت على الطريق العام في مدينة الشدادي، ما تسبّب باستشهاد مدني وإصابة 4 آخرين بجروح نقلوا على إثرها إلى المشفى لتلقي العلاج.
بالتوازي، أكدت مصادر أهلية في مدينة رأس العين المعلومات التي تحدثت عن فرار أكثر من 90 إرهابياً من مرتزقة الاحتلال التركي ضمن المناطق التي يحتلونها بريف الحسكة، وأشارت إلى أن “حالة من الفوضى تعم مدينة رأس العين بعد تسجيل العديد من حالات الفرار وترك المواقع من قبل المرتزقة نتيجة الامتناع عن دفع رواتبهم، ما دفع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من العناصر الإرهابية الموالية له إلى فرض حظر تجوال داخل المدينة ومداهمة عدد من المنازل بحثاً عن الفارين”.
وعمدت قوات الاحتلال التركي خلال الفترة الماضية إلى إغراء العشرات من الشبان ضعاف النفوس بالمال للقتال في صفوف مرتزقتها قبل أن تقوم بقطع الأموال عنهم.
وعلى صعيد آخر تواصل قوات الاحتلال التركي انتهاكاتها ضمن المناطق التي تحتلها مع مرتزقتها في ريف الحسكة، حيث أدخلت عبر معبر قرية السكرية غير الشرعي بريف رأس العين تعزيزات عسكرية تضمنت راجمات صواريخ وآليات مدرعة اتجهت جنوباً إلى قرى الداودية وعنيق الهوى حيث خطوط التماس مع الجيش العربي السوري بريف أبو راسين.
المصادر ذاتها لفتت إلى أن جيش الاحتلال التركي قام بإرسال جزء من قواته والمرتزقة التي تعمل بإمرته إلى قرى تل محمد وعنيق الهوى بناحية أبو راسين. واعتدت قوات الاحتلال التركي على قرية أم الكيف ما أدى إلى إصابة 3 نساء في القرية وإحداث أضرار في خطوط نقل التوتر الكهربائي ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن محطة تحويل تل تمر.
سياسياً، أكد نائب رئيس مجلس النواب التشيكي، رئيس حزب الحرية والديمقراطية المباشرة توميو أوكامورا، أن أردوغان دعم الإرهاب في سورية على مدى السنوات الماضية، وهو يواصل الاعتداء على سيادتها وأراضيها، وأشار، في تعليق نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إلى أن نظام أردوغان يقوم بابتزاز الاتحاد الأوروبي في موضوع المهاجرين واللاجئين، وهو أمر لا يمكن قبوله على الإطلاق، مبيناً أنه يجب طرد هذا النظام من حلف الناتو، فيما أظهر استطلاع للرأي أجراه موقع أوراق برلمانية الالكتروني التشيكي أن 98 بالمئة من المشاركين يعتبرون تركيا دولة معادية لتشيكيا.