الجمباز بين الركود القسري ومحاولة النهوض من جديد
مع الإيقاف القسري للنشاط الرياضي، بات التخوف أن يقع رياضيونا في مطب الخمول والتقاعس فتذهب الهمم، وتنخفض المعنويات، وخاصة في الرياضات التي تعاني أساساً من سوء إدارة اتحاداتها السابقة، وأفضل مثال على هذا الحال اتحاد الجمباز الذي يعاني مشاكل داخلية مع غيره من الاتحادات، فالإدارة الجديدة له التي كانت تنتظر الفرصة لتثبت نفسها وتعيد الألق إلى أجمل الرياضات، تعاني من ترهل في كوادرها، ونقص في المدربين المؤهلين، سواء بدورات محلية أو دولية، وبالتالي تفتقد لأهم ركن في إعداد قواعد جديدة سليمة، والدليل على ذلك ما حققته فرق الجمباز الممثّلة للمحافظات المشاركة في الاولمبياد الوطني الصيف الماضي، حيث لاحظنا طفرة أو اثنتين، وفارقاً كبيراً بينهما وباقي المشاركين، ليس هذا فحسب، بل إن بعض المحافظات لم تشارك سوى بلاعب واحد، وهذا دليل واضح على خلل كبير أولاً في التعاطي الجاد من قبل اللجان التنفيذية حول تنشيط اللعبة ونشرها، وثانياً في تأمين متطلبات الجمباز اللوجستية وتوزيعها على المحافظات بشكل متساو، أو بحسب الإنجاز المقدم، والحديث يطول حول هذه المشكلات التي تخص البيت الداخلي للجمباز، لكننا سنكتفي بهذا القدر لأننا وعدنا من قبل الاتحاد الجديد بالوقوف عليها بأسرع وقت، وأن العام الحالي سيشهد نقلة نوعية ترفع الآمال بعودته إلى سابق عهده، لكن هذا لا يعني أن الحديث انتهى، فهناك نقاط عديدة يمكن التكلم فيها، مثلاً مطالبة لجنة الجمباز في محافظة طرطوس بالحصول على الهنغار الذي كان مشغولاً سابقاً من قبل الإسكان، وعاد إلى كنف الاتحاد الرياضي، وهو الآن مجهز كصالة لاتحاد المبارزة، والحجة أن الهنغار كبير ويصلح للجمباز أكثر منه للمبارزة، وبعد التحقق والاستقصاء خلصنا إلى أن الصالة يمكن أن تكون صالحة للتجهيزات الأرضية في لعبة الجمباز لا الهوائية كالحلق ومتوازي الرجال، لأن ارتفاع الصالة غير كاف، ويمكن أن نناقش الأمر من زاوية أخرى، فالإنجازات التي يحققها لاعبو المبارزة محلياً وخارجياً قياساً بلاعبي الجمباز تستحق تأمين وتوفير صالة لهم.
ختاماً نتمنى أن يستغل اتحاد الجمباز فترة التوقف هذه في النظر مرة ثانية وثالثة في أجندته وأهدافه، وخاصة أن المكتب التنفيذي الجديد وعد بتأمين المتطلبات حسب الإمكان والمتاح، وألا تطول فترة انتظارنا لتغطية بطولة واعدة للجمهورية في الجمباز.
سامر الخيّر