تحيّة للأم الجولانيّة
الجولان نور يغشى أرواحهن، وشميم ترابه من أنفاسهن؛ وذكره تعويذة فخر وافتخار ومحبة تزيّن شفاههن؛ وسرّ الانتماء الأصيل كحبل الوريد لا يفارقهن أبداً.
إنه الجولان أرض اليفاع والصبا والآباء والأجداد؛ أجمل بقاع الأرض؛ وجنة من جمال وسحر وعنادل ويمام وثلج وملول وبطم ودودحان وأنهار وينابيع ووديان وغدران. ترابه من أجساد أهله، رياحينه من أنفاسهم؛ وشقائق النعمان المعرشة بسهوله؛ الشامخة ببطاحه من دمائهم.
أيتها الأم الجولانية؛ يا غمامات العطر الربيعية؛ وباقات النرجس السندسية؛ وقامات السنديان الأبية؛ ومجرات الندى والشجاعة والبطولة.
منارة أنت.. مباركة أنت.. لروحك الخلود.. لذكراك المجد؛ لأنك أيقونة تضحية؛ أم للشهيد؛ أم للأسير؛ أم للجريح؛ وأنت الشهيدة والأسيرة والجريحة والزوجة والأم والجدة والصبية.. أنت منجبة للأبطال الذين تربُّوا على حب الجولان وعظمة الوطن؛ وقدسية الانتماء؛ والتمسّك بمشعل النضال؛ والاعتزاز بالهوية العربية السورية؛ لأنها رمز الكرامة وشرف الحياة؛ فافتدوا الجولان بالأرواح والمهج والدماء الزكية الطهور، ورفضوا الاحتلال الصهيوني البغيض؛ وما صدر عنه من قرارات احتلالية زائلة وإجراءات عدوانية باطلة.. وسيبقى الجولان عربي الهوى والإنسان والمآل. اطمئني أيتها الأم الجولانية؛ فنحن على العهد باقون.
محمد غالب حسين