التايكوندو تبحث عن خطة عمل وسلبيات المرحلة الماضية تحتاج للعلاج
تعتبر التايكوندو من أكثر الرياضات القتالية انتشاراً وشعبية، ودائماً ما تشهد المنافسات في المحافل الكبرى كالاولمبياد ندية عالية، ولسورية مكانة قوية في هذه اللعبة عربياً، ولكن في الفئات العمرية فقط، بينما تتسع الهوة كثيراً عربياً، وبطبيعة الحال آسيوياً في فئتي الرجال والسيدات، ورغم أن الأسباب غير خافية على أحد، إلا أننا لا نجد أي تحرك جدي من اتحاد اللعبة مهما تحدثنا وبيّنا من الحلول، وهذا الأمر يمكن أن تكون له عدة تفسيرات، قد يكون أقربها إلى الواقع عدم إدراك الاتحاد لحجم المعضلة، والاكتفاء بالتغني ببعض الإنجازات الإقليمية للفئات العمرية، والمشكلة في هذه النقطة أنها من جهة نفسية تنعكس على اللاعب (أو اللاعبة) الذي تألق في عمر صغير، وعندما أصبح ينافس في الفئات الكبرى وجد نفسه يعتمد على ذاته للحفاظ على موهبته وقوته أملاً بأن يبقى ضمن عيون الاتحاد، وبالتالي ضمن المنتخب، ومن جهة أخرى هناك مشكلة إدارية تتعلق بشكل مباشر بصورة الاتحاد الذي يضرب عرض الحائط كل الملاحظات المأخوذة عليه، بل يتباكى طلباً للدعم، وهو من أكثر الاتحادات حصولاً عليه بعد بدء التعافي الرياضي، فقد خصص له المكتب التنفيذي السابق مبلغاً كبيراً من المال لأجل استيراد مستلزمات ضرورية للعبة أهمها الواقيات الالكترونية، وللأسف جرى استغلالها بشكل غير مقبول من قبل الاتحاد، حيث تدرب عليها لاعبو أندية دمشق وريفها، وخصوصاً لاعبي الشرطة، وحرم منها باقي المحافظات بحجة عدم توافر العدد الكافي، أو سرعة عطبها إذا تناوب عليها عدد كبير من اللاعبين، وكأنها جاءت للعرض، أو حكراً لأشخاص معينين، وعند إجراء أية اختبارات لانتقاء المنتخبات الوطنية، على اعتبار أن بطولات الجمهورية شبه مقطوعة، حيث أقام الاتحاد بطولة واحدة عام 2018 للفئات العمرية، وأخرى عام 2019 للفئات الكبيرة، نجد أن أغلب المقبولين من نادي الشرطة إلا الطفرات التي لا يمكن إغفالها في باقي المحافظات، وعددها لا يتجاوز الـ /3/، وهنا نأتي إلى نقطة هامة قد تغيّر هذه المعادلة، فابتعاد رئيس اتحاد التايكوندو عن تدريب فريق الشرطة سيكون له بالضرورة وقع كبير في انتقاء المنتخب من الآن فصاعداً في كل نشاط أو بطولة، ما سيفسح المجال أمام مواهب جديدة واعدة غيّبت في السنوات الماضية.
وبغض النظر عن الخطوة الأخيرة، نتمنى أن نلمس عند اتحاد اللعبة جدية أكثر في التعاطي، وعدم الاستئثار بكل الفرص كالسفر، والدورات الخارجية، والتكريمات، وأن توضع خطة فعلية لتأهيل منتخب قادر على الوصول إلى المحافل الكبرى، واعتلاء المنصات الأولمبية، وهذا أمر غير صعب في بلد يزخر بالمواهب.
سامر الخيّر