إجراءات أمنية مشدّدة في لبنان للتصدي لكورونا
خشية تكرار السيناريو الايطالي، بدأت القوات الأمنية في لبنان بتشديد الإجراءات الأمنية للحد من تنقّل المواطنين خشية الانتشار الأكبر لفيروس كورونا، خاصة وأن الرسم البياني لتطوّر الأعداد المصابة يشير إلى أن المرحلة المقبلة من المواجهة الأسوأ آتية. وما يعزّز هذه الفرضية بدء وزارة الصحة العامة التحضير للدخول في مرحلة الانتشار السريع، وهي المرحلة الرابعة والأخيرة، والتي ستكشف بلا شكّ عري النظام الصحي وعجزه عن استيعاب صدمة الانتشار، وخصوصاً في ظلّ البطء في تجهيز المستشفيات الحكومية والنقص في المعدات الطبية.
وفيما سجّل عداد كورونا ارتفاع عدد المصابين إلى 248، مع تسجيل 18 حالة إصابة إضافية، سيّر الجيش اللبناني دوريات في المناطق اللبنانية، بعد ساعات على كلمة رئيس الوزراء حسان دياب، التي أعلن خلالها “حظر التجوّل الذاتي للمواطنين لمواجهة كورونا”، طالباً من القوى الأمنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك.
وأعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبناني في بيان، أمس، المباشرة بتسيير دوريات بواسطة آليات مدنية على كامل الاراضي اللبنانية، وذلك “للتأكّد من التزام المواطنين والمقيمين بعدم التجمّع في الساحات العامة والخاصة، وإقفال المحال التجارية والمؤسسات على أنواعها ما عدا المستثناة من قرار الإقفال، وكذلك التأكّد من البقاء في المنازل وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى”.
وأكّدت المديرية العامة للأمن العام على مسؤولية المواطنين ودورهم الأساسي في مواجهة وباء كورونا، كما أثنت على تجاوب المواطنين مع الاجراءات المتخذة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
وكان وزير الداخلية قال: إنه “سيتم قمع أي مخالفة تهدد السلامة العامة، وسنطبق القانون على الجميع”، وأشار إلى أن هناك تنسيقاً تاماً بين أجهزة الدولة لتنفيذ الإجراءات المتخذة، فيما دعت وزارة الصحة جميع الحالات التي تم فحصها في مختبرات خاصة غير معتمدة، وجاءت نتيجتها إيجابية ولا يعاني أصحابها من أعراض مرضية، التزام الحجر الصحي المنزلي التام ريثما يتم تأكيد التشخيص بالفيروس أو نفيه.
وشدّدت على ضرورة تطبيق الإجراءات الوقائية كافة، لاسيما التزام بالحجر المنزلي التام، الذي أضحى مسؤولية أخلاقية فردية ومجتمعية واجبة على كل مواطن، مؤكدة أن أي تهاون في تطبيقها سيعرّض صاحبها للملاحقة القانونية والجزائية.
وعملت كثير من البلديات اللبنانية على عزل نفسها وإقفال مداخلها للحد من انتشار فيروس كورونا فيها، فيما أطلقت وزارة التربية والتعليم العالي اليوم أولى حلقات التعليم عن بعد عبر التلفزيون الرسمي.
رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب كان دعا السبت الجيش والأجهزة الأمنية والبلديات لزيادة الإجراءات والتشدّد على المواطنين للالتزام بالإجراءات، وقال: إن الخطط التنفيذية تتضمن تسيير الدوريات الأمنية وإقامة الحواجز لفرض الإجراءات الحمائية من كورونا.
كلام دياب جاء بعد إعلان وزير الصحة اللبناني حمد حسن انزلاق البلاد من مرحلة احتواء فيروس كورونا إلى مرحلة الانتشار، وشدّد على أن أهم عامل للوقاية ومنع تفشي الفيروس هو بقاء الناس في بيوتهم، مشيراً إلى أنّه تمّ تجهيز طلبات شراء مستلزمات طبية تكفي لمدة 6 أشهر لمواجهة الأزمة، ويتمّ العمل على تجهيز 8 مستشفيات في 8 محافظات لاستقبال الحالات.