الصراع يحتدم بين الجمهوريين والديمقراطيين
فشل مجلس الشيوخ الأمريكي في إقرار خطة إنقاذ ضخمة للاقتصاد الأمريكي، المهدّد بفعل تفشي فيروس كورونا المستجد، واحتدم الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين حول الخطة، فيما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واشنطن وكاليفورنيا “منطقتا كوارث”، بسبب تفشي الفيروس، مشيراً إلى بدء تدخل قوات الحرس الوطني في جهود محاربة الفيروس التاجي.
والحرس الوطني الأمريكي قوة عسكرية أمريكية احتياطية تتكوّن من فصيلين، أحدهما تابع للقوات البرية، والآخر للقوات الجوية.
وتمتلك الولايات المتحدة أقوى جيش في العالم تخصّص له ميزانية دفاعية تصل إلى 716 مليار دولار، في المقابل يجد ترامب نفسه حالياً في ورطة بعد تقليصه ميزانية الصحة العامة في البلاد منذ وصوله إلى البيت الأبيض مطلع 2017، وهو ما يعرّضه منذ ذلك الحين لانتقادات حادة.
وفي الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة تفشي كورونا في نيويورك، شن عمدتها بيل دي بلازيو هجوماً حاداً على ترامب متهماً حكومته بالتلكؤ في الاستعداد وبعدم المبادرة بالأمر بإنتاج أجهزة إنعاش ووسائل وقائية من العدوى كالأقنعة، وتابع: “الرئيس ينتمي إلى نيويورك. لكنه لا يكلّف نفسه رفع إصبع لمساعدة مدينته وهو ما لا أفهمه”.
وكان الرئيس الأمريكي قال في مؤتمر صحفي: إنه “قمنا بتقديم مساعدات طبية إلى ولايات نيويورك وواشنطن وكاليفورنيا المتضررة من كورونا”، مشيراً إلى أن “قوات الحرس الوطني ستدخل لمساعدة نيويورك، وستقوم بالتصدي للفيروس”.
وبالتوازي مع إعلان البنتاغون نشر أكثر من 7 آلاف عنصر من قوات الحرس الوطني في جميع الولايات، صرّح ترامب بأن سلاح الهندسة العسكري سيبني مواقع جديدة خاصة بالرعاية الطبية.
وإذ لفت إلى أن “المساعدات الطبية وأدوات الوقاية سترسل إلى واشنطن ونيويورك”، أوضح ترامب أن الخدمات الطبية تم توفيرها عن بعد “دون تكبّد عناء زيارة العيادة، ما سيخفف الأعباء على النظام الصحي”، حسب تعبيره.
الرئيس الأمريكي ذكر أن إدارته “تعمل مع الكونغرس لدعم الشركات التي تضررت بفعل فيروس كورونا”، مشدداً على أن بلاده “في حالة حرب أمام هذا العدو”.
بدوره، قال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس: إنه تم فحص أكثر من 250 ألف أمريكي لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، وجاءت نتيجة أكثر من 30 ألفاً منهم إيجابية.
وأكد بنس، في مؤتمر صحفي مع ترامب، أن “الاختبار أصبح أكثر فأكثر متاحاً كل يوم.. في تقرير اليوم (الأمس) تم اختبار 254 ألف أمريكي وتلقوا نتائج، مع وجود أكثر بقليل من 30 ألف اختبار إيجابي”، وأضاف: “يمكننا إبطاء انتشار الفيروس، ويمكننا حماية الأشخاص الأكثر ضعفاً، فلنفعل ذلك”.
من جهته، قال عمدة مدينة نيويورك: إن انتشار فيروس كورونا في المدينة سيزداد سوءاً، مع الضرر المتفاقم بسبب العجز في المستلزمات الطبية، وأشار إلى أنه “نحن على بعد عشرة أيام من رؤية نقص على نطاق واسع”، مضيفاً: “إذا لم نحصل على أجهزة تنفس صناعي فإن الناس سوف تموت”.
وجاءت تصريحات عمدة نيويورك بعد ساعات من إعلان ترامب مدينة نيويورك منطقة “كوارث” بسبب تفشي وباء كورونا، حيث أصبحت بؤرة لانتشار المرض في الولايات المتحدة، وتستأثر تقريباً بنصف حالات البلاد.
في غضون ذلك فشل مجلس الشيوخ الأمريكي في التصويت على مشروع قانون يهدف إلى التغلّب على الآثار الاقتصادية التي سبّبها فيروس كورونا.
المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كادلو، كان أعلن قبل ذلك أن حزمة التحفيز التي يبحثها مجلس الشيوخ الأمريكي فيما يتعلّق بـ”كورونا” ربما تتجاوز قيمتها تريليوني دولار.
وفي سياق متصل، حذّر السيناتور الجمهوري جون كورنين قائلاً: إن “الأسواق ستهبط ومعها مدخرات ملايين الأمريكيين”، معلّقاً على فشل التصويت الإجرائي على مشروع قانون ينص على تخصيص تريليون دولار لدعم الاقتصاد ومساعدة الأمريكيين.
وتشهد الولايات المتحدة وضعاً متفاقماً على وقع انتشار وباء “كوفيد-19″، ما حمل على اتخاذ تدابير عاجلة مثل إقامة الجيش مستشفيات ميدانية وفرض تدابير حجر منزلي.
هذا وأعلنت جامعة “جونز هوبكنز”، أمس، أن عدد المصابين بفيروس” كورونا” في الولايات المتحدة وصل إلى 35206 أشخاص، وقالت الجامعة، التي تحصي أرقام الإصابات بفيروس كورونا المحلية والاتحادية: إن عدد الوفيات بلغ 471 حالة.
ووضعت جامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة، كأكثر الدول المتضررة من تفشي فيروس “كورونا” في العالم، بعد الصين وإيطاليا.
وكانت صحيفة واشنطن بوست أكدت قبل يومين أن الاقتصاد الأمريكي يتدهور بسرعة غير متوقّعة مع تشديد الإجراءات التي أعلنتها الولايات المتحدة في محاولة لاحتواء فيروس كورونا، وأجبرت بسببها نحو 84 مليون أمريكي على البقاء في منازلهم وإغلاق معظم الأعمال والشركات.