الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

رحيل التشكيلي جورج ماهر

 

 

رحل أمس الفنان التشكيلي السوري جورج ماهر ابن مدينة حمص والمعروف بتجربته التشكيلية الطويلة التي تمحورت حول الإنسان وصراع البقاء والحياة والحب وقد استلهم من الأساطير السورية معظم أعماله الموسومة بنزعتها التعبيرية القوية ، فهو مصور من طراز رفيع ، جريء في  أدواته وأسلوبه التصويري الملحمي والمبالغ بتفاصيل الكتلة في الجسد الإنساني تحديدا ضمن سحابة لونية حركية وتصاعدية في البناء ، حيث الحيوية والاندفاع التي تفرضها  عناصر اللوحة وتوجهها نحو الأعلى خدمة للبناء الدرامي للعمل والبناء التقني للتكوين المتجه نحو الأعلى منطلقا من قاعدة ضيقة تبعث منها حركية البناء اللوني والغرافيكي ، يقول :

“عادة لا أقيد نفسي بمدرسة تشكيلية أو أسلوب معين لأني أعتبر أن عصر المدارس التشكيلية عصر انحطاط تشكيلي، لأنها تحد من فكر الفنان التواق إلى عرض أفكاراً جديدة ورؤى حالمة، أنا لا أحب السهولة والبساطة في اللوحات التشكيلية لذلك تأتي لوحاتي مليئة بالرموز الأسطورية التي أسقطها على الواقع، فأنا أرسم الإنسان بشكل قوي فيه عنفوان بطرق تشكيلية لونية عدة، لذلك كثير من الفنانين يعتبرونني فنان الزوايا الصعبة. وأستخدم بذلك الألوان و تدرجاتها لخلق حالة ضوئية بجانب الظل.. فالتكنيك عندي مستمد من الموضوع التشكيلي. هناك ضربات لونية يتجسد من خلالها الإنسان والحيوان والعناصر الأخرى عبر رؤية خيالية ورمزية، لأن هدفي في النهاية التشكيل الفني الحديث الذي يخرج اللوحة من الأنماط العادية المستهلكة”. ويضيف عن سر المرأة والخيول والتقنية في لوحاته : ( أرى المرأة والخيل وسيلة للانعتاق من العبودية ، وألجأ إليهما لأفرغ من مكنوناتي الفكرية والجمالية ، لأنني رسام موضوع أكثر من بحثه عن الغرافيك ، استخدم التقنية التي تتناسب مع الموضوع ، وعندما استعمل التكنيك أحس أنني ابتعد عن العفوية التي تعطي اللوحة الحياة والنضارة ، لذلك حتى اقترب من إحساسي الداخلي أكثر ارسم أحيانا بأصابعي ..

الراحل من مواليد حمص 1945درس وتخرج من كلية الفنون الجميلة في برلين  1975