الـ 100 مليار وتعزيز الثقة..!
سبق وأن أشدنا، ونكرر، بالإجراءات الحكومية الاحترازية من انتشار فيروس كورونا، والتي أثبتت جدية الحكومة بمحاصرة هذا الوباء العابر للحدود، والذي بدأ يجتاح العالم أجمع بلا هوادة..!
ولربما ينتاب المتابع لأخبار كورونا انطباعاً يفيد بأن سورية باتت من أكثر دول العالم أمانا، على الأقل صحياً، وهذا الأمر يضع الفريق الحكومي المكلف بالتصدي لهذا الفيروس على محك تتويج نجاح عملية “التصدي” بتأمين أبسط مستلزمات المعيشة، وخاصة المواد الأساسية اليومية..!
لِمَ لا، وقد اعتمدت اللجنة الاقتصادية موازنة خاصة للتصدي لهذا الوباء بقيمة 100 مليار ليرة سورية؟!
نعتقد أن هذا الرقم كفيل بتجاوز أغلب تحديات تأمين مستلزمات المعيشة اليومية خلال هذه الأيام العصيبة، وتعزيز بنية القطاع الصحي، وربما تحسين واقع الكهرباء لتشجيع المواطن البقاء في بيته، خاصة وأن سورية – ولله الحمد – لم يتفش بها الوباء، ولكن عليكم حُسن اختيار من سيؤتمن على صرف هذا المبلغ من الكوادر، لجهة الابتعاد عن الهدر أو سوء الاستخدام.
وبالتزامن مع ما أشرنا إليه منذ أيام قليلة من أن الإجراءات المتمخضة عن التدابير الحكومية لم تكن على ما يرام، خاصة لجهة تأمين الخبز، فالوضع للأسف على غاية من السوء، ونأمل تدارك هذا الأمر سريعاً.. وها هو الفريق المكلف بالتصدي للفيروس يكلف وزارتي التجارة الداخلية وحماية المستهلك، والإدارة المحلية والبيئة، بتأمين الخبز للمواطن في مكان إقامته في جميع المناطق والأحياء من خلال السيارات الجوالة والمعتمدين، وبإشراف مباشر من الوحدة الإدارية، لمنع التجمعات، حيث تقرر وقف بيع الخبز بشكل مباشر للمواطنين..
للوهلة الأولى نجد أن هذا الإجراء جيد، ولكن نخشى أن لا يطبق بالمستوى المأمول، ولن نستبق الأحداث للحكم على نتائجه. ولذلك نلفت العناية إلى زج أكبر قدر ممكن من هذه السيارات والمعتمدين في المناطق والأحياء، خاصة الفقيرة، حتى يتسنى لكل عائلة الحصول على مخصصاتها من هذه المادة بكل سهولة ويسر، لاسيما في ظل إجراءات الحكومة الرامية إلى تقليص الحركة في الشوارع..!
إن تجاوز ما نعيشه، ويعيشه العالم أجمع، من ظرف غير متوقع، وبأقل الخسائر، كفيل بتعزيز الثقة بالفريق الحكومي الذي استشعر بالوقت المناسب الخطر، ودأب على مجابهته بالسبل والإمكانيات المتاحة. وبما أن العبرة بالنتائج، فإن الحكومة اليوم مدعوة أكثر من أي وقت مضى للضرب من حديد، وبلا هوادة، لضمان صرف الـ 100 مليار في المكان والزمان المناسبين!
حسن النابلسي
hasanla@yahoo.com