بريطانيا نحو الأسوأ.. وايطاليا في صدارة “قائمة كورونا السوداء”
يواصل فيروس كورونا المستجد تفشيه بوتائر متسارعة في مختلف أنحاء العالم، حيث تعزّز الولايات المتحدة وإيطاليا صدارتهما في قائمة الدول الأكثر تضرراً بالوباء من حيث عدد الإصابات والوفيات، في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية للتصدّي له والحد من انتشاره.
وحسب آخر بيانات، نشرتها جامعة جونز هوبكينز الأمريكية التي تتابع تفشي الفيروس المعروف بـ”كوفيد-19″ في العالم، ارتفع إجمالي عدد الوفيات بالفيروس إلى 31700، فيما بلغ عدد الإصابات به 678720 حالة.
وأصبحت إيطاليا أول دولة على مستوى العالم تجاوزت حصيلة ضحايا الفيروس فيها عشرة آلاف شخص، وسجلت هناك حتى الآن 10023 حالة وفاة، كما من المتوقّع أن تصبح إيطالياً قريباً ثاني دولة في العالم بعد الولايات المتحدة ستتخطى حد 100 ألف إصابة بالفيروس، وسجّلت هناك حتى الآن 92472 إصابة.
وفي الوقت نفسه، تعزز الولايات المتحدة صدارتها في قائمة الدول الأكثر تضرّراً بالوباء من حيث عدد الوفيات، إذ ارتفعت حصيلة الإصابات فيها حتى الآن إلى 124686 على الأقل، مع 2191 وفاة.
وعلى الرغم من أن الصين تحتفظ بالمرتبة الثالثة في قائمة الدول الأكثر تضرراً بكورونا بـ82120 إصابة و3304 وفاة، انخفضت وتيرة تفشي كورونا في هذه الدولة بشكل حاد، ولم يرصد هناك إلا عدد محدود من الإصابات الجديدة.
إلى ذلك، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسومين أعلن بموجبهما ولايتي كونيتيكت وأوريغون منطقتي كوارث كبرى بسبب تفشي فيروس كورونا.
وأصدر ترامب تعليمات بتقديم مساعدات من الميزانية الفيدرالية لكل المناطق المتضررة في الولايتين، حسب بيانين للبيت الأبيض، وقال ترامب إن التمويل الفيدرالي، بما في ذلك المعونات المباشرة الفيدرالية، سيتكون متاحاً لهيئات السلطة المحلية بالولايتين والمجتمعات المحلية الأصلية وبعض المنظمات الخاصة غير الربحية في إطار التدابير الحمائية الطارئة الهافة إلى دعم الجهود لمكافحة انتشار الفيروس.
من جانبه، قال نيد لامونت حاكم كونيتيكت، عبر “تويتر”، إن موافقة الإدارة على إعلان الولاية منطقة كوارث يتيح فتح برامج مساعدة فيدرالية إضافية لكونيتيكت، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ضرورية لحماية صحة وسلامة الشعب.
وبالتالي انضمت الولايتان إلى أكثر من 15 ولاية ومنطقة أمريكية أخرى بينها نيويورك وواشنطن وكاليفورنيا وكولورادو، أعلنها ترامب سابقاً مناطق الكوارث.
وفي بريطانيا، أظهرت الاحصاءات الحكومية الرسمية تسارعاً واضحاً في تفشي الوباء، حيث بلغ عدد الوفيات 1019، وذلك بعد تسجيل 260 حالة وفاة جديدة، في حين وصل عدد الإصابات إلى 17089حالة.
وحذّر رئيس الوزراء بوريس جونسون من أن بلاده ستتجه نحو الأسوأ بالنسبة لانتشار الفيروس قبل أن تبدأ مرحلة الانفراج، وذلك مع تخطي حصيلة الوفيات عتبة الألف، بينما حذّر رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب من أن الأسبوعين المُقبلينِ سيكونان الأصعب حتى الآن في فرنسا، وقال: إن المعركة ضد الفيروس ستستغرق وقتاً “يجب علينا جميعاً أن نواجه تحدياً كبيراً وبذل جهد مكثف، لقد بدأ القتال للتو، ستكون الأيام الـ 15 الأولى من نيسان صعبة، بل وأكثر صعوبة من الـ 15 يوماً التي مرّت للتو.
بدورها، أكدت وزيرة الشؤون الأوروبية في الحكومة الفرنسية، أميلي دو مونشالان، أن تعامل الاتحاد الأوروبي مع انتشار الوباء سيحدد مصداقيته وجدواه، بعد فشل دوله في الاتفاق على سبل الحد من تداعيات الوباء على الاقتصاد، وأضافت: إنه إذا كانت أوروبا مجرد سوق موحدة في أوقات الرخاء فلا داعي لها، مشيرة إلى أنه لن يكون هناك انتعاش اقتصادي في ألمانيا وهولندا إذا ظلت بقية أوروبا مريضة، حيث ان أزمة كورونا تثير أسئلة وجودية بالنسبة لأوروبا، مضيفة: أن الأحزاب الشعبوية في أوروبا ستكون هي الفائز الأكبر إذا أخفق قادة الاتحاد الأوروبي في العمل معاً أثناء الأزمات الكبرى.
وتأتي تصريحات المسؤولة الفرنسية على إثر الانتقادات الحادة التي وجهت للتكتل الاقتصادي الأكبر في العالم بسبب تشتت الدول المنضوية تحته في مواجهة أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد منذ ظهوره، لتصبح الدول الأوروبية بؤرة لتفشيه، بعد الصين، خاصة في إيطاليا التي يموت المئات فيها يومياً، ثم إسبانيا.
من جهته، دعا رئيس الوزراء الإيطالي، جوسيبي كونتي، الاتحاد الأوروبي إلى عدم ارتكاب أخطاء فادحة في عملية مكافحة الفيروس، وإلاّ فإن التكتّل بكامله قد يفقد سبب وجوده، كاشفاً أنّه خلال اجتماع المجلس الأوروبي الخميس الماضي حصل أكثر من خلاف، وكانت مواجهة شديدة وصريحة مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، كما رأى أنّه ينبغي تجنب أن نتخذ في أوروبا خيارات مأساوية إذا لم تُثبِتْ أوروبا أنّها على مستوى هذا التحدّي غير المسبوق فإن التكتل الأوروبي بكامله قد يفقد بنظر مواطنينا سبب وجوده.
والدولة الأكثر تأثراً لناحية عدد الوفيات في أوروبا سجّلت حوالى 92 ألف و472 إصابة بالفيروس التاجي، شفي منهم 12 ألفا و384 شخصاً، وفق السلطات الإيطالية.
وشنّت الصحف الإيطالية مؤخراً هجوماً عنيفاً على الاتحاد الأوروبي غداة قرار بإرجاء اعتماد تدابير قوية في مواجهة التداعيات الاقتصادية لتفشي الوباء المستجد.
وكانت ألمانيا ودول شمال أوروبية أخرى قد رفضت مناشدة تسع دول، من بينها إيطاليا الأكثر تضرراً، من أجل الاقتراض الجماعي من خلال “سندات كورونا” للمساعدة في تخفيف الضربة الاقتصادية للوباء.