لأول مرة في التاريخ.. تظاهرة رقمية إحياء ليوم الأرض
يحيي الفلسطينيون اليوم الذكرى الـ 44 ليوم الأرض، تأكيداً على تمسكهم بحقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس،ـ ومواصلة المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي، والتصدي للسياسات الأمريكية المنحازة له، وإفشال كل المخططات الرامية لاقتلاعهم من أرضهم ومحو هويتهم الحضارية والتاريخية، والتي كان آخرها ما تسمّى “صفقة القرن” المشؤومة.
وللمرّة الأولى في التاريخ لن تشهد فلسطين تظاهرات لإحياء يوم الأرض الخالد، فقد دعت لجنة المتابعة العليا إلى تظاهرة رقمية بسبب الظروف الاستثنائية التي فرضها وباء كورونا، وأكد رئيس لجنة المتابعة لشؤون الجماهير الفلسطينية في الداخل، محمد بركة، أن نشاطات يوم الأرض هذا العام “تتمحور حول التصدي لـ”صفقة القرن” الأمريكية الصهيونية”، مشيراً إلى أن هذه الصفقة تستهدف أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجودهم، كما تستهدف حقوقهم الوطنية والفردية والإنسانية.
وفي هذا السياق، عقدت اللجنة اجتماعاً في رام الله مع كل الفصائل الفاعلة على الساحة الفلسطينية، مؤكدةً اتفاقهم على إحياء ذكرى يوم الأرض بشكل موحّد في كل تجمعات الشعب الفلسطيني، في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة والشتات والجاليات والداخل.
واعتبر بركة أن الأوضاع التي فرضها انتشار جائحة كورونا على البشرية تحول بينهم وبين تنظيم أي نشاطات جماهيرية واسعة.
لذلك، تم إطلاق حملة رقمية على الإنترنت وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، تشمل التفاعل على “فيسبوك” وتوحيد صورة البروفايل في قالب موحّد، والبث المباشر على الصفحات الشخصية لما يحصل في كل بيت فلسطيني. إضافةً إلى رفع أعلام فلسطين على الأسطح أو النوافذ وإطلاق نشيد موطني أو “سنرجع يوماً”.
ودعت اللجنة إلى التفاعل مع نشاطاتها الرقمية، كمساهمةٍ في إحياء ذكرى يوم الأرض.
وتعود أحداث يوم الأرض إلى الثلاثين من آذار عام 1976 عندما عمّت المظاهرات مختلف المدن والقرى الفلسطينية احتجاجاً على استيلاء سلطات الاحتلال على 21 ألف دونم من أراضي مدينة الجليل بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وقمعتها قوات الاحتلال بالرصاص الحي ما أدى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين وجرح واعتقال المئات، ليظل هذا التاريخ ملحمة صمود مضيئة حاضرة في الذاكرة الفلسطينية على مر السنين تنير طريق المقاومة في وجه مخططات الاحتلال الاستعمارية التهويدية.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أوضح أن يوم الأرض يأتي هذا العام في ظل تصعيد سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه جرائمهم بحق الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم مستغلين انشغال العالم بإجراءات التصدي لفيروس كورونا وبدعم مطلق من الإدارة الأمريكية لتنفيذ بنود “صفقة القرن” التي أعلنتها في الثامن والعشرين من كانون الثاني الماضي، ولاقت رفضاً دولياً واسعاً، وأشار إلى أنه على الرغم من الظروف الصعبة التي جاءت هذا العام من خلال تفشي فيروس كورونا إلا أن فيروس الاحتلال هو الأكثر خطورة فهو يواصل القتل والإرهاب والاستيطان والتهويد، لذلك سيبقى يوم الأرض يوما لتجديد العهد على الوفاء لدم الشهداء والجرحى ومواصلة النضال دفاعا عن الأرض وتأكيداً على أن “صفقة القرن” لن تمر وستبقى مدينة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.
وبين رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف أن الشعب الفلسطيني اختار هذا العام نموذجاً جديداً لإحياء يوم الأرض بسبب أزمة فيروس كورونا، من خلال رفع الأعلام الفلسطينية على شرفات المنازل وترديد الشعارات الوطنية واستخدام شبكة الانترنت وإطلاق حملات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي لفضح جرائم الاحتلال وتعريف الرأي العام العالمي بيوم الأرض، باعتباره رمزاً للهوية الوطنية الفلسطينية لحشد أكبر تأييد للقضية الفلسطينية ولنضال الفلسطينيين للدفاع عن أرضهم وإسقاط مؤامرة “صفقة القرن”.
بدوره أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أكد أن يوم الأرض مناسبة لتذكير العالم بصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه رغم جرائم الاحتلال وممارساته العنصرية لاقتلاعه من أرضه وتهجيره، لافتاً إلى أن هذا اليوم سيبقى رمزاً للمقاومة لأنها السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال وتحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وأشار عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار إلى أن ذكرى يوم الأرض تأتي في ظل استمرار الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة وتكثيف الاحتلال عمليات الاستيطان والتهويد بالتزامن مع جائحة كورونا، التي تستغلها سلطات الاحتلال لنهب الأرض والبطش بالأسرى، في ظل تجاهل المجتمع الدولي لاعتداءاتها ومخططاتها الاستيطانية لتهجير الفلسطينيين الذين يتشبثون بأرضهم مهما بلغت التضحيات دفاعاً عنها.
من جهتها تشدد جليل” ابنة الشهيد رجا أبو ريا، وهو من شهداء يوم الأرض، على أن الفلسطينيين باقون على العهد يصونون الأرض ويواصلون طريق الشهادة حفاظاً على أرض الاباء والأجداد.. أرض فلسطين، وأضافت: فقدت والدي ولم يكن عمري يتجاوز العام الواحد وارتبطت بهذا اليوم ارتباط الطفل بأمه وأبيه وعرفت معنى فلسطين من خلال شهادة والدي وباقي رفاقه الذين رووا الأرض بدمائهم الطاهرة وأردد دوما كما كل فلسطيني نموت وتحيا فلسطين.