200 ألف يطالبون برفع العقوبات الأمريكية عن إيران
انتقلت الدعوات لرفع العقوبات الأمريكية التي تفرضها إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى مرحلة جديدة، فبعد المطالبات الرسمية، من روسيا والصين وغيرها من الدول، برفع العقوبات لمواجهة تفشي وباء كورونا المستجد، أطلق ناشطون حملة ضدّ السياسات الأميركية التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد إيران، ووقّعوا عريضة للمطالبة بوقف العقوبات الأميركية فوراً، ووصلت الحملة إلى أكثر من مئتي ألف توقيع.
وأعلن الموقع المختص بالحملة أن الولايات المتحدة تخدع الرأي العام العالمي، وتفرض عقوبات لمنع الأمة الإيرانية من تلقي المساعدة الدولية وشراء الأجهزة والمعدات الطبية المطلوبة، وتصر على تشديد الحصار الاقتصادي.
واعتبرت الحملة أن الولايات المتحدة وبعض حلفائها يستغلون الوضع كأداة سياسية ضد إيران، في الوقت الذي يتصارع فيه الشعب الإيراني مع أحد أخطر الأوبئة في العالم، ودعت الأحزاب السياسية في جميع أنحاء العالم، أن تأخذ بعين الاعتبار هذا العمل اللاإنساني الذي تقوم به إدارة الولايات المتحدة وأن تدينه بشدة.
وتنشر الحملة رسوماً كاريكاتورية وكرتونية مبدعة تمثّل احتياجات الشعب الإيراني للحب والاستمرار والحياة، وتدعو إلى كسر الصمت العالمي على العقوبات الظالمة والمجحفة بحق إيران.
وتضامن روّاد مواقع التواصل الاجتماعي مع الحملة التي أطلقها الناشطون الإيرانيون، وطالبوا الولايات المتحدة الأميركية برفع العقوبات الأميركية عن إيران فوراً.
وتحت هاشتاغ “كورونا 2” اعتبر المغردون أن استمرار العقوبات على الشعب الإيراني في ظل انتشار وباء كورونا هو جريمة ضدّ الإنسانية.
واعتبر مغرّدون إيرانيون أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عرّضت حياة مجموعة واسعة من الناس إلى الخطر.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، أن “الولايات المتحدة تحوّلت من ممارسة التخريب والعنف إلى ممارسة إرهاب اقتصادي”، ضدّ بلاده، في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد، داعياً المجتمع الدولي إلى عدم مساعدة واشنطن في “جرائم الحرب” تلك، وقال، في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”: “انتقلت الولايات المتحدة من التخريب والاغتيالات إلى شنّ حرب اقتصادية وإرهاب اقتصادي على الإيرانيين وسط تفشي فيروس كوفيد 19″، مضيفاً: “العقوبات تتجاوز ما يجوز في ساحة المعركة، أوقفوا مساعدة جرائم الحرب، توقفوا عن الانصياع للإجراءات الأميركية غير القانونية”.
في سياق متصل، أكّد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أن “الأزمة التي أصابت العالم جراء تفشي فيروس كورونا أثبتت انتصار قيم الإنسانية على التوحش الامبريالي الرأسمالي الليبرالي أحد أسباب معاناة البشرية الدائم”، وقال: “تخوض البشرية اليوم أكثر الحروب ضراوة وألماً في الصراع من أجل البقاء، حيث تسببت ممارسات الامبريالية وشركاتها الكبرى بتلوث البيئة وخلق الاحتباس الحراري، فضلاً عن السياسات الليبرالية المتوحشة على حقوق الشعوب عبر الإرهاب العسكري والتدميري والحصار، وصولاً لمحاولات إخضاع حاجات الشعوب الإنسانية والطبية للابتزاز من قبل قوانين العرض والطلب والعصابات وأجهزة المخابرات العالمية في قضية التعامل مع أزمة تفشي فيروس كورونا”.
ووفق مزهر “تتجلى القيم الإنسانية بأبهى صورها في الموقف الذي عبّرت عنه عدد من البلدان وعلى رأسها كوبا في تقديم المساعدة للبلدان المتفشي فيها المرض، وإرسال طواقم طبية عاجلة رغم الحصار والمعاناة”، وعبّر عن تضامنه ووقوف الجبهة الكامل مع إيران، قيادةً وحكومةً وشعباً، وهي “تواجه وتقاوم الحصار الإجرامي المفروض عليها، والذي أدى إلى حدوث نقص كبير في الأدوية والمواد الطبية، وساهم في انتشار فيروس كورونا”، وأضاف: إن “العالم كله يدفع الآن ثمن جرائم هذا التوحّش الامبريالي المجرم، وحتى الشعب الأميركي نفسه يتجرع المعاناة بفعل السياسات الأميركية، التي تعلي الشركات ورأس المال على حساب الإنسان، في الوقت الذي ترفع عدد من دول العالم الحرة، وفي مقدمتها كوبا والصين وروسيا وبعض البلدان، شعار القيم الإنسانية، حيث رفضت مقايضة هذه القيم بالدولارات والمليارات التي اعتمدت الاحتكار والتوحش طريقاً لمراكمة ثرواتها وبسط هيمنتها”، وشدّد على “أن انتصار البشرية وقيمها في مواجهة الوباء والتوحش الامبريالي الرأسمالي الليبرالي حتمي”.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد أن إيران تخطت مرحلة الذروة في انتشار فيروس كورونا في بعض المحافظات، وقال، خلال اجتماع لمجلس الوزراء، إن الأوضاع في البلاد فيما يتعلق بانتشار الفيروس باتت أفضل من الأسبوع الماضي، وجاهزيتنا الطبية تعتبر مقبولة مقارنة بدول أخرى، مشيراً إلى أن الخبراء والمختصين يرون أن عدداً من المدن الإيرانية تجاوزت ذروة أزمة كورونا، لكن بالنسبة لمدن أخرى لا يمكن التأكّد من ذلك بعد.
بدوره أكد نائب وزير الصحة الإيراني ايرج حريري أن سرعة انتشار فيروس كورونا بدأت تنخفض بشكل ملحوظ في 13 محافظة إيرانية، وأشار إلى أن تعامل المواطنين الإيرانيين خلال الفترة الماضية مع الوباء أظهر التزاماً جيداً بالتعليمات الصادرة عن الجهات المسؤولة.
من جهته أعلن مساعد وزير الصحة لشؤون الدراسات والتكنولوجيا رضا ملك زادة عن إجراء اختبارات على 20 طريقة علاجية لشفاء المرضى المصابين بفيروس كورونا داخل إيران على أن يتم التوصل خلال الفترة المقبلة إلى الأسلوب الأمثل في هذا الخصوص، وأضاف: إن استخدام الخلايا الجذعية يشكل أحد هذه الأساليب العلاجية لعلاج الأمراض الرئوية الحادة، مشيراً إلى أن هذا الأسلوب دخل المرحلة التجريبية حالياً، وأوضح وجود مشروع أكبر يتم الإعداد له من أجل التوصل إلى أسلوب علاجي في إطار المعايير القياسية لمعالجة المرضى الذين لم يتجاوبوا مع أي دواء آخر، مؤكداً أن هناك حاجة لإجراء مزيد من الاختبارات من أجل التوصل إلى مثل هذا الدواء.