للمرة الثالثة خلال شهر.. الاحتلال التركي يقطع المياه عن الحسكة
للمرّة الثالثة خلال شهر آذار الجاري، أوقفت قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين ضخ المياه من محطة علوك بريف رأس العين، مهدّدة حياة نحو مليون نسمة في مدينة الحسكة وناحية تل تمر والتجمّعات السكانية التابعة لهما، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية، وخاصة في ظل الحاجة الماسة للمياه في عمليات التعقيم والتنظيف التي تجري في المحافظة في إطار حملات التصدي لفيروس كورونا المستجد.
وأكد مدير مياه الحسكة، المهندس محمود عكلة، قطع نظام أردوغان المياه من محطة علوك، بعد أقل يومين من إعادة الضخ، لافتاً إلى أن ما يحدث انتهاك واضح وجريمة إنسانية بحق أهالي مدينة الحسكة والتجمّعات السكانية التابعة لها، وزيادة معاناتهم، مضيفاً: “لا يوجد مصدر مائي بديل عن محطة مياه علوك، التي تعتبر المصدر المائي الوحيد لإرواء سكان الحسكة وأريافها”، مبيناً أن “غزارة مياه علوك تصل إلى 100 ألف متر مكعب في الثانية يومياً، وهو رقم لايمكن لأي مصدر آخر توفيره بالمطلق”، كاشفاً عن “خطة إسعافية باستمرار نقل مياه الشرب عبر الصهاريج لتأمين ما أمكن من مياه الشرب للمدنيين، وفق الإمكانات المتوافرة”.
وهذه المرّة الثالثة التي يتم فيها قطع مياه الشرب من قبل قوات الاحتلال التركي خلال شهر آذار.
ويوضّح عكلة أن قوات الاحتلال التركي تتعمّد وبشكل متكرّر قطع المياه وحرمان الأهالي في مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر والقرى التابعة لها عبر منع عمال المؤسسة من الدخول إلى محطة علوك بريف رأس العين وتشغيلها، مبيناً أن هناك جهوداً حثيثة لإعادة عمال محطة علوك وتشغيلها في ظل الحاجة المستمرة لمياه الشرب واستخدامها بهدف النظافة والتعقيم والتصدي لفيروس كورونا، وبيّن أن المؤسسة تؤمّن حالياً صهاريج نقل المياه وتعبئتها عن طريق المناهل المنتشرة في محيط مدينة الحسكة وإيصالها إلى المواطنين، إضافة الى استمرار العمل بصيانة محطة مياه الحمة للاستفادة من المياه الموجودة في سد الحسكة الشرقي وضخها نظيفة ومعقمة إلى مدينة الحسكة في حال استمرار قطع المياه من قبل قوات الاحتلال التركي ومرتزقته، مشيراً إلى أن لدى المؤسسة كميات كافية من مواد تعقيم المياه.
وبهدف توفير مياه الشرب الصالحة للاستهلاك يسيّر مجلس مدينة الحسكة عدة صهاريج توزّع يومياً نحو 400 متر مكعب من المياه على المواطنين في مركز المدينة وعدد من الأحياء المحيطة به، وفق ما ذكر رئيس المجلس المهندس عدنان خاجو.
عدد من أهالي مدينة الحسكة دعوا المجتمع الدولي ووسائل الإعلام الدولية إلى تحمّل مسؤولياتهم تجاه جريمة الاحتلال التركي عبر قطع المياه عنهم، وتسليط الضوء على إجرامه الممنهج ضد المواطنين الآمنين وحرمانهم من أبسط الحقوق، التي ضمنتها المواثيق الدولية، منذ أن دنّست قواته أرض المحافظة.
واعتبروا أن ما تقوم به قوات الاحتلال التركي ومرتزقته جريمة بحق الإنسانية، متسائلين عن دور المنظمات الدولية وحقوق الإنسان من الجرائم التي يرتكبها نظام أردوغان بحق أبناء سورية عامة وأبناء محافظة الحسكة خاصة، ولفتوا الى أن قوات الاحتلال التركي التي قتلت ونكّلت بأهالي مدينة رأس العين وريفها وطردتهم من منازلهم لتسكن محلهم المرتزقة الارهابيين الأجانب وسرقت ممتلكاتهم بالتأكيد ستستمر بقطع المياه عن مدينة الحسكة وأهلها.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين أكدت في رسالتين وجهتهما إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن مواصلة قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين ممارساتهم الإجرامية بحق المدنيين في مدينة الحسكة والتجمعات السكانية التابعة لها شمال شرق سورية عبر قطع ضخ مياه الشرب من محطة علوك المائية والآبار المغذية لها بشكل متعمّد وممنهج.
وتعتبر هذه المرة الرابعة التي تقطع فيها قوات الاحتلال التركي ومرتزقته المياه عن مدينة الحسكة، منذ احتلال مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي، في منتصف تشرين الأول من العام المنصرم.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” أدانت، في وقت سابق من الشهر الجاري، إقدام النظام التركي ومرتزقته الإرهابيين على قطع المياه المغذية للمدن الواقعة شمال شرق سورية، الأمر الذي يعرّض حياة أكثر من مليون شخص للخطر، ولا سيما في الوقت الذي يبذل فيه العالم جهوداً لمكافحة فيروس كورونا قبل أن ينتشر، ودعت إلى عدم استخدام مصادر ومحطات المياه لتحقيق مكاسب عسكرية أو سياسية، لأن الأطفال سيكونون أكثر المتضررين، وفي مقدمة من سيعانون جراء ذلك.