ترامب: وفاة 200 ألف أمريكي نتيجة جيدة!
رغم تسارع معدلات الإصابات بفيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة، وتجاوز العدد أكثر من 140 ألف إصابة، وتزايد حالة الهلع والترقب بين الأمريكيين، يصر الرئيس دونالد ترامب على التعامل مع الجائحة العالمية بعقلية رجل الأعمال، التي تنطلق من مبدأ تحقيق الأرباح وتقليص حجم الخسائر الاقتصادية قدر الإمكان، حتى لو كان ذلك يقتضي التضحية بأرواح عشرات آلاف الأشخاص.
استهتار ترامب بأرواح الأمريكيين اتضح من تصريحاته، التي اعتبر فيها أن حصر عدد الوفيات نتيجة الفيروس ما بين 100 إلى 200 ألف حالة وفاة يعد “عملاً جيداً”، لافتاً إلى أن وتيرة ارتفاع الوفيات ستصل ذروتها بعد أسبوعين، في وقت ثمّة قناعة تامة لدى الأميركيين بأنّ عدد الإصابات يفوق المعلن عنه، في ظل عجز رسمي عن مواكبة سرعة انتشار الوباء.
وأشار ترامب، في مقابلة مع محطة فوكس نيوز الأمريكية، إلى أن بلاده “في حالة حرب” لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، وأن ذروة الانتشار ستكون مع اقتراب عيد الفصح.
واستخدم ترامب كعادته ألفاظاً نابية في الرد على انتقادات رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، التي اتهمته بالاستهتار بأرواح الأمريكيين والتسبب بتفشي الفيروس، قائلاً: إنه يرى أن بيلوسي “جرو مريض”، معتبراً أن الإجراءات التي يتم اتخاذها تنقذ الأرواح، وأضاف: “إننا نقوم بالكثير من الأشياء ولا نريد تخفيف القيود في القريب العاجل بل إننا نعتقد أنه مع اقتراب موعد عيد الفصح ستكون ذروة الإصابات بالوباء”، ورأى أن العدد الكبير من حالات الإصابة يمكن أن يرجع جزئياً إلى زيادة الاختبار.
وتعتبر الولايات المتحدة حالياً الدولة الأولى عالمياً من حيث التضرّر بعدوى فيروس “كوفيد 19″، وسجّلت حتى الآن في البلاد 141812 إصابة بالمرض، بينها 2475 حالة وفاة، في الوقت الذي تشهد وتيرة التفشي تسارعاً مستمراً.
وسبق أن توقّع العضو في فريق البيت الأبيض لمكافحة فيروس كورونا، رئيس المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، أنطوني فاوتشي، أن يتسبب الوباء بوفاة ما بين 100 ألف و200 ألف شخص في الولايات المتحدة مع إصابة الملايين في البلاد.
ويؤكّد مراقبون أن الولايات المتحدة الأميركية تأخّرت كثيراً قبل أن تدرك حجم المأزق الذي أوقعها به “استهتار” ترامب، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة، الدولة الأقوى في العالم، بنت اقتصادها و”حضارتها” على إنتاج السلاح والمركّبات الضخمة والطائرات، لا أدوية التعقيم والمنادل الورقية، وها هي اليوم تدفع ثمن ذلك نقصاً واسعاً في السلع الأساسية، كأدوية التنظيف والتعقيم والكمامات. ولولا مسارعة الصين إلى تلبية جزء يسير من الحاجة، لكانت حالة الهلع أشدّ مما هي عليه اليوم.
ويشدّدون على أن المشهد العام يشي بالنتيجة التالية: إدارة ترامب مستعدة للحروب والزلازل والغزو الفضائي، لكنها غير مستعدة لفيروس كورونا.