نيويورك تطلق نداء استغاثة.. ومساعدات روسية وصينية عاجلة
تواجه الولايات المتحدة بالفعل أعباء ضخمة على نظام الرعاية الصحية الخاص بها، مع ارتفاع معدلات السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم والحالات المزمنة الأخرى، فيما ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في هذا البلد بشكل كبير، وتخطى ثلاثة آلاف حالة، بينما وصلت الإصابات المؤكدة بالفيروس إلى أكثر من 163 ألفاً، وفق حصيلة أعدتها جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، في وقت وجّه حاكم ولاية نيويورك الأمريكية أندرو كومو نداء عاجلاً لإنقاذ مدينة نيويورك، وطلب عدداً من الأطباء والمتطوعين، مع تزايد عدد الوفيات الناجمة عن تفشي الفيروس واكتظاظ المستشفيات، ما يعكس الحالة التي قد تعانى منها ولايات ومدن أمريكية أخرى في المستقبل القريب.
وقال كومو: “من فضلكم تعالوا وساعدونا في نيويورك الآن نحن بحاجة لأعمال الإغاثة”، في وقت تجاوز فيه عدد الوفيات في ولاية نيويورك 1200، معظمهم في مدينة نيويورك نفسها، وحذّر قائلاً: “سواء أكانت ديترويت أم نيو أورليانز فإن هذا ما سيكون عليه الحال في كل أرجاء البلاد”.
ووصلت سفينة مستشفى تابعة للبحرية الأمريكية، وعلى متنها 1000 سرير، إلى ميناء في نيويورك للمساعدة في تخفيف الأزمة التي تجتاح المدينة لعلاج المرضى غير المصابين بالفيروس لمنح المستشفيات المكتظة فرصة للتعامل مع أولئك الذين يعانون من كورونا.
وأضاف كومو: “إن أي شخص يقول إن هذا الوضع هو حالة محصورة في مدينة نيويورك فقط يعاني من حالة إنكار وسوف نرى هذا الفيروس ينتشر عبر البلاد فليس هناك أمريكي محصّن ضده”.
وكشفت مشاهد مروعة من مستشفيات في نيويورك الولاية، الأكثر تضرراً بالوباء، وفي أنحاء أخرى من البلاد أن المنظومة الصحية الأمريكية عاجزة عن التعامل مع الأزمة وتفتقر إلى إمدادات أساسية مثل الكمامات والألبسة الواقية، وكذلك أيضاً إلى معدات منقذة للحياة، مثل أجهزة التنفس الاصطناعي، فيما يؤكد الممثل التجاري للولايات المتحدة الأميركية روبرت لايتهايزر أن جائحة كورونا كشفت نقاط ضعف في الاقتصاد الأميركي، إذ أن الولايات المتحدة “تعتمد بشكل مفرط على واردات طبية رخيصة”.
بالتوازي، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن روسيا أرسلت إلى الولايات المتحدة طائرة محمّلة بالمعدات الطبية، كما أن الصين قامت أيضاً بإرسال بعض الموارد، وتحدّث عن “ثلاثين يوماً من التحدي تواجه البلاد”، قائلاً: “لقد قمنا بإنجاز تاريخي في حربنا ضد كورونا. لقد تم فحص نحو مليون أميركي، أي أكثر من أي بلد في العالم. سنواجه تحدياً خلال الأيام الثلاثين المقبلة. ثلاثون يوماً ستكون حاسمة. ثلاثون يوماً ستكون مهمة جداً، علينا خلالها العودة إلى ما كنّا عليه في السابق”.
وشرح ترامب بالتفاصيل ما تقوم به الإدارة الأميركية، مشيراً إلى القيام بعملية تعقيم 100 ألف قناع طبي في اليوم، ونتطلّع إلى مضاعفة العدد إلى أكثر من 10 مرات، كما قمنا بإرسال 30 مليون جرعة من الأدوية للولايات المختلفة”، على حد تعبيره، وأضاف: إن قوات الحرس الوطني تعمل على توزيع المعدات الطبية والوقائية في الولايات.
كذلك أوضح الرئيس الأميركي أن شركة “فورد” العالمية تخطط لإنتاج 50 ألف جهاز تنفس اصطناعي في أقل من 100 يوم، وأضاف: تمّ نشر أكثر من 14 ألف عنصر من قوات الحرس الوطني عند تفشي فيروس كورونا، مؤكداً إبقاء القيود المتعلقة بالسفر، وتابع: “قد نتخذ إجراءات أكثر تشدداً حول حالة التباعد الاجتماعي”.
كما أعلنت إيران أنها ستقدّم أجهزة للكشف عن الإصابة بـ “كورونا” إلى الولايات المتحدة الأميركية، لافتةً إلى أنها على عداء مع الإدارة الأميركية، وليس مع الشعب الأميركي.
إلى ذلك، أعلنت الرئاسة الروسية أنه بناء على اتفاق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي تواصل موسكو وواشنطن بحث التعاون العملي بين البلدين لمكافحة انتشار كورونا، وقال المتحدّث باسم الرئاسة ديميتري بيسكوف: إن المحادثة التي جرت بين الرئيسين حول فيروس كورونا كانت بناءة حيث تبادل الجانبان المعلومات بشأن الوباء، موضحاً أن “المحتوى كان ضخماً جداً ومطولاً من حيث الوقت، وتم إجراء تبادل مفصل جداً للمعلومات حول الإجراءات التي تتخذها حكوماتنا في إطار مكافحة الفيروس”.
وتعليقاً على بيان الرئيس الأمريكي حول المساعدة الطبية الروسية للولايات المتحدة، قال بيسكوف: إن “الموضوع تم التطرق إليه في المحادثة بين القادة وتمّ التشديد على أهمية التعاون الدولي في سياق مكافحة هذا الفيروس”.