العراق.. تحرّكات عسكرية أمريكية وتحذيرات من حرب “مجنونة”
كشف مصدر أمني عراقي عن تحركات عسكرية أمريكية في 6 محافظات في البلاد، وحذّر من استهداف مواقع للحشد الشعبي بتلك المناطق، فيما نبهت طهران من جر المنطقة لتوتر جديد ولكارثة حرب، بينما نقلت مصادر في فصائل المقاومة العراقيّة أن الفصائل عمدت منذ منتصف الشهر الماضي، تحسّباً من أي ضربة أميركيّة “مجنونة”، إلى إخلاء مقارّها “ذات الطابع الحساس”.
وقال المصدر الأمني: إن مسؤولين أمريكيين أبلغوا قيادة العمليات منذ 25 آذار الماضي، بأنهم ملزمون باتخاذ إجراءات ضد مصادر تهديد حياة الجنود والرعايا الأمريكيين في العراق، واتهموا فصائل مسلحة بأنها وراء استهدف القواعد والمصالح الأمريكية بشن هجمات صاروخية ضدهم، مضيفاً: إن المسؤولين الأمريكيين اعتبروا عجز الحكومة عن الكشف عن مضمون تحقيقها بشأن استهداف معسكر التاجي يوم 11 آذار دليلاً على عدم استطاعة الدولة فرض سيطرتها أو امتلاك قرارها، مشيراً إلى أن الأمريكيين ركزوا في طلعاتهم الجوية خلال الأيام الأخيرة على مناطق جنوب كركوك وشرق صلاح الدين وديالى وغرب الأنبار وشمال بابل وغرب كربلاء، أي على المناطق التي تنتشر فيها معسكرات رئيسية لفصائل الحشد الشعبي، محذراً من نوايا أمريكية باستهداف معسكرات الحشد في تلك المناطق.
وهذا الحديث يرتبط بمناخات المقربين الذين ينقلون عن قيادات عسكرية أميركية أن قوات الاحتلال الامريكي اتخذت قراراً بضرب مقار القوّة الصاروخيّة التابعة لمنظمة بدر، وعصائب أهل الحق وحركة النجباء وكتائب حزب الله- العراق، مشيرة إلى أن عدد الأهداف بلغ عشرة على الأقل، موزّعة على المحافظات الشرقيّة والوسطى، في حين أن بعض القيادات العراقيّة أُطلعت على الموعد الأوّلي للضربات.
من جهتها، حذرت مصادر نيابية وأمنية من مخططات عدوانية جديدة للقوات الأمريكية عبر تحركاتها المستمرة الجوية والبرية في البلاد، واستنكر عضوا لجنة الأمن والدفاع النيابية النائبان كريم عليوي وفاضل جابر استمرار وجود القوات الأمريكية في العراق رغم قراره بإخراجها من أراضيه، محذرين من احتمال إقدام واشنطن على استهداف شخصيات عراقية رافضة لوجود القوات الأمريكية.
واعتبر عليوي أن التحليق المكثف للطيران الأمريكي في بغداد ونينوى وديالى وصلاح الدين دليل على وجود مخطط جديد لاعتداء محتمل قد يستهدف سياسيين عراقيين، مؤكداً أن وجود القوات الامريكية في الأراضي العراقية وتحركات طيرانها يشكل انتهاكا لسيادة البلاد، فيما حذر النائب عن تحالف الفتح وعضو اللجنة فاضل جابر من التهديدات الأمريكية للعراق التي تستهدف إضعافه اقتصادياً ومحاصرته سياسياً، داعياً القوى السياسية العراقية بمختلف مكوناتها واطيافها إلى توحيد مواقفها بشأن القضايا الوطنية المصيرية.
إلى ذلك، قال الخبير الأمني الدكتور أمير عبد المنعم الساعدي: إن سماء بغداد ومحافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك تشهد منذ أيام تحليقاً مكثفاً للطائرات الأمريكية الأمر الذي يشكل خطراً ينبئ باستهدافات مرسومة لبعض المواقع العراقية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تستغل انشغال العراق بالتصدي لفيروس كورونا المستجد للتحضير لاعتداءات جديدة.
وفي طهران، أكد عباس موسوي المتحدث باسم الخارجية أن التحركات العسكرية الأمريكية في العراق تأتي خلافاً للمطالب الرسمية المعلنة للحكومة العراقية كما تتعارض مع موقف البرلمان والشعب العراقي، ومن هنا يمكن أن تجر المنطقة إلى التوتر وتسوقها إلى ظروف كارثية، وقال تعليقاً على التحركات العسكرية الأمريكية: في الوقت الذي يؤكد فيه الأمين العام للأمم المتحدة والمجتمع الدولي على وقف الإجراءات المستفزة والمثيرة للحروب في ظل انتشار فيروس كورونا، تأتي هذه التحركات الأمريكية خلافاً للموقف الرسمي للحكومة العراقية ولبرلمان وشعب العراق، الأمر الذي يثير التوتر ويقود المنطقة لحالة من عدم الاستقرار ويخلق ظروفا كارثية، مطالباً القوات الأمريكية باحترام إرادة الحكومة العراقية والشعب العراقي الداعية إلى انسحاب هذه القوات من البلاد والامتناع عن تأجيج التوتر في المنطقة.
في الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية العراقية عن إعادة 400 مواطن عالق في الهند إلى العراق، وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في بيان: إن وزارة الخارجية، بالتنسيق مع خلية الأزمة ووزارة النقل وبمتابعة وزير الخارجية وسفارة العراق في نيودلهي وبحضور السفير والكادر الدبلوماسي، سيرت رحلتين للخطوط الجوية العراقية لإعادة المواطنين العراقيين العالقين في الهند، وعلى متنهما نحو 400 مواطن.