ترامب يدعو للاستعداد لأسابيع قاسية.. وخيم لاستيعاب فائض الضحايا
في تغيير حاد لنبرته تجاه أزمة فيروس كورونا، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الوباء بأنه ربما أسوأ ما شهدته الولايات المتحدة في تاريخها، داعياً المواطنين للاستعداد لـ”أسابيع قاسية”، فيما جُهّزت مستشفيات ميدانية في سنترال بارك في نيويورك وفي موقع إقامة بطولة الولايات المتحدة المفتوحة لكرة المضرب بعدما وصل عدد الوفيات الأميركية إلى أربعة آلاف شخص، وهو أعلى من عدد ضحايا الوباء في الصين.
وقال ترامب، أثناء مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض، إنه يريد من كل أمريكي الاستعداد لـ”أيام صعبة تنتظرنا”، وإن الفترة القادمة ستكون “من أكثر أسبوعين أو ثلاثة أسابيع قسوة في تاريخ الولايات المتحدة”، مضيفاً: “سنخسر آلاف المواطنين”.
وزعم ترامب بأنه كان على دراية تامة منذ البداية بأن هناك إمكانية أن يقتل الفيروس ألوف الأمريكيين، لكنه فضّل عدم الكشف عن هذه المعلومات والتقليل عمداً بشأن خطورة الوباء، مبرراً هذا الموقف بالقول: إنه “لا يريد أن يكون شخصاً متشائماً” ويسعى إلى “بعث الأمل في نفوس المواطنين”، حسب تعبيره.
وعرضت مجموعة العمل الخاصة بمحاربة كورونا في البيت الأبيض أثناء المؤتمر تقديرات جديدة صادمة مفادها أن أفضل سيناريوهات بشأن تفشي كورونا تقضي بوفاة بين 100 و240 ألف شخص في الولايات المتحدة بسبب الفيروس.
ولفتت منسقة مجموعة العمل، ديبورا بيركس، إلى أن أسوأ سيناريو كان يقضي أصلاً بوفاة 1.5-2.2 مليون أمريكي بسبب الوباء، لكنه لا يراعي جهود إعاقة تفشي الفيروس من خلال إجراءات التباعد الاجتماعي التي تمّ تمديدها حتى 30 نيسان.
وفي معرض تعليقه على هذه الأرقام، صرّح ترامب بأن حصيلة الـ 100 ألف ضحية ستعد منخفضة بموجب هذه السيناريوهات، قائلاً: “عندما اطلعت لأول مرة على هذه الأرقام قالوا لي إنه ليس من المرجّح أن نتمكن من تحقيق ذلك. سنرى ما سيأتي، لكنني أعتقد أننا سنحقق نتائج أفضل من هذه”.
ورفض ترامب انتقادات حاكم نيويورك أندرو كومو وحكام عدة ولايات أخرى متضررة بالوباء بشأن عدم امتلاك المستشفيات المحلية عدداً كافياً من أجهزة التنفس الاصطناعي لمعالجة المصابين، مؤكداً أن الحكومة الفدرالية تحتفظ باحتياطيات تضم 10 آلاف من هذه الأجهزة وتنوي توزيعها على الولايات المتضررة قبيل ذروة تفشي الفيروس، حسب تعبيره.
وتتصدّر الولايات المتحدة حالياً قائمة أكبر بؤر فيروس كورونا على مستوى العالم من حيث عدد الإصابات المسجلة بـ 189633 إصابة و4081 حالة وفاة.
يأتي ذلك فيما جُهّزت مستشفيات ميدانية في سنترال بارك في نيويورك وفي موقع إقامة بطولة الولايات المتحدة المفتوحة لكرة المضرب بعدما وصل عدد الوفيات الأميركية إلى أربعة آلاف شخص، منهم أكثر من 1700 من سكان نيويورك.
وتجد عاصمة البلاد الاقتصادية، وهي الأكثر تضرراً من الوباء، نفسها في سباق مع الوقت لزيادة قدرات المستشفيات قبل أن تصل حالات الإصابات إلى ذروتها.
وقد نصبت حوالى عشر خيم تضم 68 سريراً و10 أجهزة تنفس اصطناعي في منتزه مانهاتن، وباتت جاهزة لبدء وصول مرضى “كوفيد 19″، وقالت جوان دنبار (57 عاماً) لدى مرورها في الشارع: “تشاهد أفلاما مثل كونتيجن وتعتقد أنها بعيدة كل البعد عن الحقيقة، وأنها لن تحدث أبداً. لذلك، فإنه من الغريب رؤية تلك الأحداث تحصل في الواقع”.
وقد شهدت ولاية نيويورك عدداً أكبر بكثير من الإصابات والوفيات مقارنة ببقية الولايات منذ الإعلان عن أول إصابة لها في الأول من آذار، وسرعان ما أصبحت مركزاً لتفشي المرض في الولايات المتحدة.
وحذّر حاكم الولاية أندرو كومو، الذي أعلن شقيقه كريس كومو وهو مذيع في محطة “سي. إن. إن” الثلاثاء أنه مصاب بالفيروس، سكان نيويورك من أن المعركة من أجل هزيمة كوفيد 19 ستكون طويلة.
شوارع نيويورك، التي عادة ما تكون مزدحمة، أصبحت فارغة تقريباً، في حين أن الوجوه المقنّعة باتت مشهداً شائعاً بين العدد القليل من المارة ، بمن فيهم طواقم التنظيفات التي تعمل أكثر من أي وقت مضى.