“أوكرانيا غيت”.. ترامب يقيل المفتش العام للاستخبارات
أقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المفتش العام للأجهزة الاستخباراتية الأميركية مايكل آتكينسون، من منصبه، وذلك على خلفية دور الأخير في الكشف عن مذكرة “المنفعة التبادلية” مع الرئيس الأوكراني، مما دفع مجلس النواب لفتح تحقيق بهدف عزل الرئيس، وانتهت بسبب رفض الجمهوريين للمضي فيها.
وسيسري مفعول الإقالة بعد 30 يوماً من تاريخ 3 نيسان الجاري، الذي صادف تاريخ إخطار البيت الأبيض لمجلس النواب بقراره.
ترامب وفي مذكرة الإقالة الموجهة للكونغرس، زعم انه “من الأهمية بمكان أن أثق ثقة كاملة في المعينين الذين يعملون كمفتشين عامين”، مشيراً إلى أنه “لم يعد هذا هو الحال مع آتكينسون”، حسب تعبيره.
وتعليقاً على قرار ترامب، رأى رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي آدم شيف أن القرار الذي صدر “هو محاولة صارخة أخرى لإفساد استقلالية أجهزة الاستخبارات والانتقام من أولئك الذين يجرؤون على فضح المخالفات الرئاسية”، معتبراً أن ترامب “يعرّض أميركا وأمنها القومي لخطر كبير”.
من جهته، أوضح نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي مارك وارنر، أنه في خضم حالة الطوارئ الوطنية، “من غير المعقول أن يحاول الرئيس مجدداً تقويض نزاهة أجهزة الاستخبارات بطرد مسؤول آخر لمجرد القيام بعمله”، مشيراً إلى أن “عمل أجهزة الاستخبارات لم يكن الولاء لفرد واحد، وإنما الحفاظ على أمننا”، وأضاف: “ينبغي علينا أن نشعر بالانزعاج الشديد من المحاولات المستمرة لتسييس أجهزة الاستخبارات في البلاد”.
تجدر الإشارة إلى أن مايكل آتكينسون هو من أبلغ الكونغرس وجود شكوى مقدمة له بشأن مكالمة ترامب مع نظيره الأوكراني، بهدف الضغط على كييف، وذلك لتفتح تحقيقاً ضد منافسه المفترض في الانتخابات الرئاسية جو بايدن، وابنه الذي عمل بشركة تنقب عن الغاز في أوكرانيا، ثم قام بتسليم الشكوى في آب الماضي، ما شكل أساساً لإجراءات اتهام ترامب باستغلال السلطة التي أطلقها خصومه الديمقراطيون في مجلس النواب.
وشهد أتكينسون أمام لجنة مجلس النواب التي حققت في المعلومات، بينما كان البيت الأبيض لا يريد أن يتم استجواب أعضاء في الإدارة، لتتم تبرئة ترامب في نهاية المطاف في القضية، التي حسمها مجلس الشيوخ حسب الدستور الأمريكي، حيث يهيمن الجمهوريون عليه، فضلاً عن تبرئته من تهمة عرقلة عمل الكونغرس.
بالتوازي، يتعمد جاريد كوشنر، صهر ترامب، الوقوف في خط الدفاع الأول بمواجهة تفشي فيروس كورونا، مع انه لا يملك أي خبرة أو تدريب طبي في إدارة الأزمات الصحية العالمية.
وظهر كوشنر، البالغ من العمر 39 عاماً، الذي عينه عمه دونالد ترامب، مستشاراً أول، يوم الخميس، بشكل مفاجئ في قاعة المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض، تأكيداً لدوره في الخلية التي تشكلت في سبيل إدارة أكبر قوة في العالم لأسوأ أزمة صحية في تاريخها.
و”جاريد” كما يناديه ترامب تحبباً، شخصية معروفة في واشنطن. واعتلى كوشنر المتزوج من إيفانكا ترامب، الابنة الكبرى للملياردير الأمريكي، جهاز السلطة في البيت الأبيض بعد انتخابات عام 2016 الرئاسية.
ورغم تأكيده أن دوره هو مساندة نائب الرئيس، مايك بينس، الذي يدير خلية الأزمة، لكن المستشار الشاب تحدث بثقة، كالواثق من مدى القوة التي يملكها، كما يقول منتقدوه.
وقدم كوشنر نفسه على أنه الباحث عن الحلول الخلاقة بمواجهة الفيروس الذي زرع الخوف في كافة أنحاء الولايات المتحدة. ولخص دوره قائلا: “تأكدوا أننا سنكون قادرين على التفكير بحلول مبتكرة، وتأكدوا أننا سنطلب مساعدة أهم العقول في البلاد، وسوف نستخدم أفضل الأفكار”.
وشهد البيت الأبيض في عهد ترامب مراراً عمليات استقالة مدوية أو إقالة بتغريدة واحدة من الرئيس.
وقبل شهر فقط، تخلى دونالد ترامب عن كبير موظفي البيت الأبيض ميك مولفيني. ومرت أسابيع قبل أن يتولى مارك ميدووز خليفته مهامه، ما ترك فراغاً كبيراً في الإدارة، في خضم تطور أزمة وباء كوفيد-19. وكما جرت عليه العادة، نجح جاريد كوشنر في استغلال اللحظة المناسبة.
وفي ما يشبه التحضير للترشح لمنصب هام لاحقا، قال صهر ترامب: “ما لا يدركه العديد من الناخبين اليوم، هو انه حين يصوتون لرئيس بلدية أو حاكم أو رئيس، عليهم التفكير بشأن ما إذا كان سيكون كفؤا في وقت الأزمة”.