الكاريكاتور في زمن “الكورنة”
تطرح الأحداث والوقائع بعض الأسئلة، وقد يفقد الجواب تأثيره نتيجة اختلاف الآراء والأفكار وتضاربها، فالأفكار تتوالد من جيل إلى آخر في مسيرة التقدم البشري؛ وعلى الرغم من كل التحليلات والتصورات، تبقى عين رسام الكاريكاتور في تركيز مستمر لالتقاط الصورة وخلفياتها ومفرداتها، والتعبير الصريح عن الواقع الذي أصبح أكثر سخرية من أن نعبّر عنه بالسخرية. وهذا ما يجعل رسام الكاريكاتور يعيش حالة نوعية جدا في مجتمعه، فهو شخص نادر الذكاء، على حد تعبير أحدهم، فقد جعل مخيلته آلة عرض سينمائية تعرض كل شيء على المخ بمنظور مختلف تماما عما يراه الناس.
ولأنه يعيش في مجتمع بشري يراقب ويرى ما يجري حوله مع الآخرين، يتلقف المشهدين الإيجابي والسلبي ويعرضهما على الناس على نحو يدفعهم لمراجعة أفكارهم وتدقيقها، وربما العدول عنها.
لكل فنان رؤيته الخاصة التي تستند إلى عوامل ذاتية صرفة في إدراكها للموضوع، فعامل المتابعة الجادة وأسلوب الحياة يساهمان في تعزيز دور الرسام التثقيفي بعيدا عن الأستذة، والاتكاء على أسس فنية متينة تساهم في خلق شخصية متفردة ورؤية مستقلة يطوّع الرسام فيها أدواته التعبيرية ليحجز لنفسه ولشخوصه مكانة في المجتمع.
وفي ظل الأحداث التي تسابق عقارب أوقاتها.. عبّر رسامو الكاريكاتور بمشاهد فضفاضة عن الجائحة “الكورونية” وسلطوا الضوء عليها في رحلة تحذيرية وشيقة أيضا.
رائد خليل