الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

200 طفل في سجون الاحتلال.. تتهدّدهم الجائحة!

في ظل صمت المجتمع الدولي على حرمانهم من أبسط حقوقهم التي كفلتها الاتفاقيات والمواثيق الدولية، يقبع 200 طفل وقاصر فلسطيني في معتقلات الاحتلال، وهي: عوفر، ومجدو، والدامون. ومنذ عام 2015 سُجّلت أكثر من 6700 حالة اعتقال بين صفوف الأطفال والفتية الفلسطينيين، وكانت أعلى نسبة لعمليات اعتقال الأطفال في الثلاثة أشهر الأخيرة من عام 2015، التي شهدت بداية الهبة الشعبية، حيث بلغت حالات الاعتقال بين صفوفهم في ذلك العام 2000 حالة، تركزت غالبيتها في القدس.

ويؤكّد نادي الأسير الفلسطيني، في هذا السياق، أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتقال 200 طفل، رغم النداءات والمطالبات المتكررة بإطلاق سراحهم جرّاء انتشار  فيروس “كورونا”، الذي أضاف خطراً جديداً على مصيرهم، إضافة إلى خطر استمرار اعتقالهم في سجون لا تتوفر فيها أدنى الشروط الخاصة بحماية طفولتهم.

ويضيف النادي في بيان صحفي، لمناسبة يوم الطفل الفلسطيني الذي يُصادف الخامس من نيسان من كل عام، إن ما جرى بالأمس في سجن “عوفر” من قيام إدارة السجن بحجر طفلين من الأسرى، بدلاً من أن تُطلق سراحهما، أمرٌ خطير، داعياً كل جهات الاختصاص الدولية، وعلى رأسها “اليونيسف”، إلى ضرورة التدخل العاجل لإطلاق سراح الأسرى الأطفال.

ومنذ مطلع العام الجاري 2020، شهدت قضية الأسرى الأطفال تحوّلات خطيرة، حاولت إدارة سجون الاحتلال فرضها داخل السجون، تمثّلت في قضية نقل الأسرى الأطفال دون ممثليهم من سجن “عوفر” إلى سجن “الدامون”، حيث تعرّض الأطفال الذين جرى نقلهم إلى اعتداءات على يد قوات القمع، وعزل عدد منهم، وتهديدهم، واحتجازهم في ظروف لا تتوفر فيها أدنى شروط العيش الآدمي، وفرض عقوبات عليهم وحرمان عائلاتهم من زيارتهم.

وأوضح النادي أن أعلى نسبة اعتقالات بين صفوف الأطفال هي في مدينة القدس، حيث يواجه أطفالها عمليات اعتقال متكررة، فبعض الأطفال لم يتمكن على مدار سنوات من استكمال تعليمه بسبب الاعتقال، وجرّاء عمليات الحبس المنزلي التي استهدفت من خلاله سلطات الاحتلال النسيج الاجتماعي المقدسي، لاسيما الأطفال، وشهرياً تُسجل أعلى حالات اعتقال بين صفوف الأطفال في القدس مقارنة مع المحافظات الفلسطينية الأخرى.

ويوضح رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ عام 2000 أكثر من 17000 قاصر تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عاماً، وعشرات الأطفال ممن لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات تعرّضوا جميعهم للتعذيب، مبيناً أنه تم اعتقال معظم القاصرين في مدينة القدس المحتلة كجزء من ممارسات الاحتلال لتنفيذ مخططاته لتهويد المدينة، فيما يفيد رئيس شبكة المنظمات الأهلية، محسن أبو رمضان، أن للحصار الإسرائيلي الظالم المفروض على القطاع تداعيات كارثية على حياة الأطفال، مبيناً أن أكثر من 80 بالمئة من أطفال القطاع يعانون من أمراض سوء التغذية جراء انعدام الأمن الغذائي، كما يعانون من صدمات نفسية جراء اعتداءات قوات الاحتلال المتواصلة على القطاع براً وبحراً وجواً، ما انعكس سلباً على تحصيلهم العلمي وحتى على نموهم الجسدي.

من جانبه قال الباحث الحقوقي حسين حماد إن عدد الأطفال الذين قتلتهم قوات الاحتلال عمداً وبدم بارد خلال مشاركتهم في مسيرات العودة وكسر الحصار منذ انطلاقها بالقطاع في الثلاثين من آذار 2018 بلغ 48 طفلاً، إضافة إلى إصابة 4974 آخرين، العشرات منهم يعانون إعاقات دائمة، ولفت إلى أن المراكز الحقوقية الفلسطينية توثق الجرائم الإسرائيلية بحق الطفولة وتعمل على نقلها إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة مسؤولي الاحتلال، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرّك العاجل لحماية الطفولة الفلسطينية.

ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال البلدة القديمة في القدس وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت ثلاثة منهم، بينهم أمين سر حركة فتح في القدس شادي مطور، كما اعتقلت محافظ مدينة القدس المحتلة عدنان غيث.

إلى ذلك اقتحم مستوطنون منطقة وادي شخيت شمال بلدة بيت أمر وأغرقوا عدة دونمات مزروعة بالعنب بالمياه العادمة، بهدف إتلاف المحصول السنوي وإلحاق الأضرار بالمزارعين لإبعادهم عن أراضيهم والاستيلاء عليها.

واقتحم مستوطنون في وقت سابق بلدة تقوع جنوب شرق مدينة بيت لحم بالضفة الغربية بحماية قوات الاحتلال وقطعوا الطريق المؤدي الى أراضي الفلسطينيين الزراعية.