التوسّع بمخابر تحاليل الكشف عن كورونا.. وحظر التجوّل في الربوة والحدائق العامة
يبذل عمال المؤسسات الخدمية في المحافظات، بالتعاون مع الفعاليات الأهلية، جهوداً إضافية لنشر التوعية وتنظيم حملات النظافة والتعقيم وإيصال المواد التموينية إلى الأحياء، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا، فيما التوسّع بالمخابر التي تجري التحاليل للمسحات الأنفية والبلعومية التي تؤخذ من أشخاص مشتبه بإصابتهم بالفيروس أو لديهم أعراض مشابهة في مختلف المحافظات، حيث تمّ وضع مخبر في كل من حمص وحلب واللاذقية إضافة إلى مخبر الصحة بدمشق، حسبما وزير الصحة الدكتور نزار يازجي، والذي أضاف: إن عدد التحاليل التي تجرى يومياً يصل إلى 100 تحليل، ويتم العمل لرفع عددها لتصل ما بين 200 و300 تحليل يومياً، وتظهر نتائج هذا التحاليل في اليوم نفسه، وهي مجانية، في وقت منعت محافظة دمشق التجول والتنزه في منطقة الربوة والحدائق العامة حتى إشعار آخر.
وأشار الدكتور يازجي، في مؤتمر صحفي، إلى أن القطاع الصحي في سورية يضم ألف سرير موزعة في المشافي، والفرق الطبية جاهزة لتقديم الرعاية للمصابين بفيروس كورونا، موضحاً أن هناك صعوبات كبيرة بتأمين المنافس نتيجة الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية منذ تسع سنوات، ويتم العمل على تخطيها بشكل سريع وتباعاً من خلال التواصل مع الجانب الصيني لتأمين كل الاحتياجات، مشيراً إلى أنه لا يمكن إعطاء تطمينات لمجرد أن عدد الإصابات المسجّلة في سورية بالفيروس حتى اليوم قليل، نظراً لوجود أشخاص دخلوا إلى البلاد عبر معابر غير شرعية وقد يكونون مصابين أو مخالطين لمرضى وتتم متابعة هؤلاء الأشخاص عبر فرق الترصد.
وحول تخوف منظمة الصحة العالمية من انتشار كورونا في سورية نظراً لكونها مقصداً للسياحة الدينية، أوضح وزير الصحة أن الوزارة مع هذا التخوف، ولذلك منذ ثلاثة أسابيع تم تعليق السياحة بشكل عام وإيقاف استقبال الوفود السياحية، مبيناً أنه يتم العمل على ضبط المناطق التي يوجد فيها أماكن للسياحة الدينية عبر فرق الترصد ويصل عدد العاملين بها إلى 725 شخصاً في مختلف المناطق وعند التأكد من أي إصابة تتم متابعة الحالات المخالطة لها لضمان عدم الانتشار.
وجدد الوزير يازجي دعوة المواطنين للالتزام بالإجراءات الوقائية كالبقاء في المنازل وتجنب التجمعات وأماكن الازدحام وارتداء الكمامات، ولا سيما الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة لضمان عدم الإصابة، لافتاً إلى أن الجهات المعنية اتخذت منذ بداية انتشار الفيروس في دول الجوار إجراءات احترازية مشددة على المعابر الحدودية والمطارات والموانئ.
وحول أماكن الحجر الصحي والعزل الطبي أوضح يازجي أن الأخيرة هي لتقديم العلاج للحالات المصابة وخصصت مشاف لذلك بمختلف المحافظات، أما أماكن الحجر فهي أماكن للإقامة وتقديم الخدمات وللوقاية من مخالطة الأشخاص المشتبه بإصابتهم وهم أشخاص قادمون من مناطق سجلت حالات إصابة بالفيروس تتم متابعة حالتهم من قبل فريق طبي مختص لمدة 14 يوماً وفي حال ثبات عدم الإصابة يتم خروجهم إلى منازلهم، موضحاً أن الكادر الطبي يتعامل بطريقة مهنية طبية لائقة وإجراءات الحجر الصحي ضرورية لضمان عدم انتشار الإصابات أو مخالطة أشخاص آخرين.
وبين وزير الصحة أنه تم تخصيص مراكز الحجر الصحي في عدد من الفنادق والمدن الجامعية، كما قدم عدد من الجمعيات الأهلية غرفاً للعزل وصل عددها حتى الآن إلى 450 غرفة، كما قدمت وزارة الأوقاف عدداً من الأماكن العائدة لها كمراكز للحجر وستتم الاستفادة منها في حال الحاجة.
ولفت وزير الصحة إلى أنه من المعلوم أنه لا يوجد حتى الآن لقاح للفيروس أو علاج واحد معتمد في دول العالم لكن بعض الدول اعتمدت علاجات مختلفة وأعطت نتائج شفاء عالية للمصابين، موضحاً أن الفريق الاستشاري اعتمد في البرتوكول العلاجي ثلاث آليات للعلاج الدوائي، وهي: (الكلوروكين) وفي سورية نصنعه منذ سنوات ويوجد ما يقارب 6 معامل وطنية تنتجه، كما تصنع سورية دواء (أزيثرومايسين)، ودواء معتمد آخر هو (الإنترفيرون)، إضافة إلى دواء الإيدز وهو متوافر في سورية، وهذه الأدوية قدمت للحالات المصابة بسورية وشفيت منها حالتان حتى الآن.
وحول شح المعلومات المقدمة للإعلام اعتبر يازجي أنه لا يوجد شح في المعلومات أو تعتيم ويتم على الفور الإعلان عن تسجيل أي إصابة بالفيروس أو شفائها أو وفاتها.
وعن جاهزية المراكز الصحية والمشافي بالمحافظات أكد يازجي أنها على جاهزية عالية وبطواقم مدربة ويوجد فيها أماكن عزل منذ لحظة دخول المريض المشتبه بإصابته والقيام بتدابير الاستقصاء حول إصابته بالفيروس وفرز حالته ليتم تقديم العلاج المناسب على أساسها وإرساله إلى مراكز العزل المخصصة حين تثبت إصابته.
في الأثناء، أصدرت محافظة دمشق قراراً منعت بموجبه التجول والتنزه في منطقة الربوة ومحيط حديقة الجاحظ بشكل نهائي وفي مختلف الأوقات حتى إشعار آخر، وذلك حرصاً على السلامة العامة، وأضاف القرار: يشمل منع التجول جميع الحدائق العامة في المدينة ويتم الإشراف على تطبيقه من قبل قيادة شرطة محافظة دمشق.
وبهدف التوعية ونقل أحدث المعارف أصدرت كلية الطب بجامعة دمشق أدلة إرشادية للتصدي لفيروس كورونا من ناحية الوقاية والتشخيص والعلاج، وتتضمن هذه الأدلة الخبرة الصينية والعالمية في تدبير الداء والوقاية منه ولتكون سلاحاً بيد مقدمي الخدمات الطبية وقيمة مضافة للمكتبة الطبية العربية.
وفي حمص، أكد مدير الصحة أن وفاة السيدة الخمسينية التي كانت تقيم في مركز الحجر الصحي بالمدينة الجامعية ناجمة عن احتشاء العضلة القلبية، والذي أثبت بتقرير الطبيب الشرعي، ولفت إلى أن السيدة لم تكن تعاني من أي عرض من أعراض فيروس كورونا المستجد لكنها وضعت بالحجر كونها قادمة من خارج سورية.