أخبارصحيفة البعث

“أبو غريب”.. الانسحاب الأمريكي السادس

في سادس عملية إعادة انتشار عسكرية لها في بلاد الرافدين، انسحبت “قوات التحالف الدولي” المزعوم من قاعدة أبو غريب، سيئة الصيت، والقوات الفرنسية من أحد مقراتها في بغداد، في وقت أكّدت مصادر أمنية أن واشنطن تعيد تموضع قوّاتها المنتشرة على طول الخريطة العراقية، وخاصة من “المعسكرات غير المحصّنة”، بعد الهجمات الصاروخية الأخيرة التي أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وكانت القوات العراقية استلمت، في وقت سابق، موقعاً عسكرياً آخراً كانت تشغله قوات التحالف الدولي في محافظة نينوى، شمالي العراق. كما أعادت قوات التحالف، في آذار الماضي، الموقع الذي كانت تشغله في قاعدة القيارة الجوية، جنوبي الموصل، مركز نينوى، شمالي العراق، إلى القوات العراقية، كما أعلنت تسليم قاعدة “الحبانية” العسكرية، بمحافظة الأنبار إلى قوات الأمن العراقية. وقال بيان صادر عن “التحالف”: إن “التحالف يقوم بمغادرة قاعدة التقدم الجوية (الحبانية) ونقل معدات ومباني بما يقرب من مبلغ 3.5 مليون دولار إلى الحكومة العراقية”.

وبدأت قوات التحالف الدولي، والتي جلّها قوّات عسكرية أميركية، تقليص قواعدها في العراق، بتسليم أول قاعدة عسكرية لها، للجيش العراقي، بعد أيام من تقديم الحكومة العراقية شكوى دولية، ضد الانتهاكات الأميركية التي تسببت بمقتل 6 وإصابة 12 من أفراد الأمن، بدايات الشهر الجاري.

وفيما تؤكّد مصادر أمنية أن الأخيرة تسعى إلى “انسحاب سلس دون ضجّة”، تواصل القوى السياسية العراقية تحذيرها مما يخطط له الأمريكيون، وقال عضو شبكة الهدف عباس العرادي: إن القوات الأمريكية بدأت تستخدم خيارات بديلة لبقائها في العراق، محذراً من أنه واشنطن لا تريد الانسحاب، وإنما ما تفعله هو إعادة تموضع.

واعتبر عدي عواد النائب في البرلمان عن كتلة صادقون أن انسحاب القوات الامريكية من قواعدها جاء نتيجة فقدانها السيطرة وعدم قدرتها على حماية القواعد من ضربات فصائل المقاومة، فيما يؤكّد مراقبون أن الحكومة الاتحادية “المستقيلة أو المقبلة” معنية بتنفيذ القرار البرلماني القاضي بجدولة انسحاب القوات العسكرية المنتشرة في العراق، وتحديد جدول زمني لذلك.

سياسياً، كشف ائتلاف النصر عن وجود طلب مقدم الى الرئيس العراقي باستبدال رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي.

وقال النائب عن الائتلاف فلاح الخفاجي: إن ائتلاف النصر وكذلك الزرفي طلب تواقيع شخصية من رؤساء الكتل بشأن استبداله، وأن رئيس الوزراء المكلف لديه القدرة الكاملة على الانسحاب من التكليف إذا كان هناك إجماع على تغييره.

وكان النائب عن كتلة الحكمة النيابية حسن فدعم أكد وجود اتفاق على إرسال مرشح جديد بديلاً عن المكلف الى الرئيس العراقي، وقال: إن القوى السياسية المكونة من تحالف الفتح وائتلاف دولة القانون وتيار الحكمة وحركة عطاء والنصر وسائرون بعض الشخصيات السياسية اتفقت على اختيار بديل عن الزرفي وإبلاغ رئيس الجمهورية بكتاب رسمي، وأضاف: أننا الآن أمام ثلاثة خيارات، إما انتظار انتهاء مدة تكليف الزرفي، أو رفض البرلمان عقد جلسة استثنائية أو أن يقدم الزرفي اعتذاره عن التكليف.

ورفض كل من تحالف الفتح وائتلاف دولة القانون وكتلة العقد الوطني وكتلة النهج الوطني تكليف الزرفي من الرئيس برهم صالح، واعتبروا ذلك تجاوزاً على جميع السياقات الدستورية والأعراف السياسية.