ظريف: إيران لا تحتاج لصدقة من ترامب
على الرغم من كل الصعوبات التي وجهتها لمنع انتشار وباء كورونا المستجد، والعقوبات الأمريكية الاقتصادية والطبية التي كانت عائقاً في سبيل وصول الكثير من المعدات اللازمة للعلاج، إلا أن إيران وبمساعدة الأصدقاء ودعمهم، وفي مقدمتهم الصين، أعلنت أنها ستتمكن خلال 45 يوماً من احتواء انتشار الفيروس والسيطرة عليه، في الوقت الذي تمارس فيه أمريكا حرب عصابات على التوريدات الطبية القادمة إلى أوروبا لسد النقص الحاصل في مستشفياتها ومراكزها الصحية.
كلام الصحة يأتي متزامناً مع تأكيد وزير الخارجية جواد ظريف من أن طهران ليست بحاجة لصدقة “ترامب” وهي بإمكاناتها ومواردها تستطيع مواجهة الفيروس بعيداً عن العقوبات..
فقد أعلن وزير الصحة سعيد نمكي أنه “في غضون شهر ونصف ستصل إيران إلى احتواء الفيروس، وستتم السيطرة عليه خلال الأيام القادمة في بعض المحافظات”، لافتاً إلى أنها الآن “في مرحلة إدارة وباء كورونا بالطريقة المثلى”، فيما جدد ظريف مطالبته بإنهاء الحظر والقيود المفروضة على إيران بما فيها الحظر النفطي.
وفي تغريدة له على موقع تويتر أمس قال: “إن إيران غنية بالموارد البشرية والطبيعية وهي لا تحتاج إلى صدقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المجبر على استيراد أجهزة التنفس الاصطناعي من مصادر فرض بنفسه حظراً عليها”، مضيفاً: إن ما نطلبه منه هو وضع حد للحظر المفروض على صادرات النفط وباقي المنتجات الإيرانية الأخرى واستيراد حاجاتها وعمليات التداول المصرفي.
في سياق متصل، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، إن تبديل خطر فيروس كورونا إلى فرص مواتية، يعتمد على إصلاح الهياكل الاقتصادية في البلاد.
وأكد ضرورة “تأسيس الحكومة الإلكترونية واتخاذ إجراءات تنموية أخرى، بما في ذلك تطوير القرى وإدارة الهجرة العكسية، وترسيخ نظام اللامركزية، والتنسيق بين مؤسسات الرعاية لدعم أصحاب المهن الهشة والصغيرة”.
من جهته، أكّد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في اجتماع عقده عبر الفيديو مع المحافظين ورؤساء جامعات العلوم الطبية في خمس محافظات، ضرورة استئناف الأنشطة المهنية الحكومية والحرة بصورة تدريجية، ومع الالتزام التام بجميع التعليمات والمبادئ الصحية اعتباراً من 11 نيسان، كما اطلع على سير تقديم الخدمات الصحية والعلاجية للمصابين بفيروس كورونا، والاحتياجات التي قد تواجهها المراكز العلاجية بهذه المحافظات.
بدوره قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي إنه بُعيد انتشار فيروس كورونا في الصين قدمت إيران مساعدات جيدة للصين، ومع تفشي الفيروس في إيران، فعلت الصين الشيء نفسه وقدمت دعماً كبيراً لنا، وأوضح أن الصين أرسلت لبلاده في الأسابيع الأخيرة أكثر من 30 طائرة محملة بالأجهزة والمستلزمات الطبية لمكافحة الفيروس في إيران، و”نحن نثمن هذا الموقف كما نثمن كل من قدم المساعدة لنا”.
وكانت السلطات الإيرانية أعلنت في وقت سابق، عن وصول شحنة طبية من الصين، تضم 23 مليون كمامة ذات 3 طبقات، و2 مليون بدلة وقائية تستخدم من قبل الأطباء والممرضين، و10 آلاف جهاز لقياس درجة الحرارة.
وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية عن بعض الإجراءات التي اتبعتها في محاولة احتواء فيروس كورونا المستجد منذ دخوله إلى البلاد.
إلى ذلك وفي مبادرة لدعم الأسر الإيرانية في مواجهة تفشي الوباء، أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي، عن منح قروض ميسرة لـ23 مليون أسرة في البلاد، بقيمة 240 دولار، وقال: إن البنك المركزي الإيراني ومن خلال خفض احتياطي البنوك القانوني بمقدار 250 تريليون ريال (الدولار يعادل 42000 ريال حسب السعر الرسمي) وبمواكبة من قبل البنوك “قد هيأ إمكانية توفير اعتماد قيمته 750 تريليون ريال بسعر فائدة نسبته 12%”.