اليمن.. النظام السعودي يعلن وقف إطلاق النار ويصعّد على الأرض
إعلان مفاجئ للنظام السعودي بوقف إطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين، تحت مزاعم “تسهيل إجراء المحادثات التي يرعاها مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث من أجل وقف دائم لإطلاق النار”, و”تفادي تفش محتمل لفيروس كورونا”، قابله تصعيد على الأرض، إذ واصل طيران العدوان السعودي غاراته على عدد من المحافظات اليمنية مخلفاً دماراً كبيراً وأضراراً في الممتلكات العامة والخاصة.
في المقابل، وفي خطوة متقدمة، أعلنت حركة انصار الله عن تقديم رؤية شاملة لإنهاء العدوان السعودي وفك الحصار المفروض على الشعب اليمني، ودعت إلى وقف شامل ونهائي للعدوان، ووقف كافة الأعمال العسكرية البرية والبحرية والجوية، كما تدعو مجلس الأمن إلى إصدار قرار بهذه الوثيقة عقب التوقيع عليها تحت إشراف الأمم المتحدة لرفع اليمن عن البند السابع وما يترتب عليه.
وتطالب الوثيقة بإنهاء التواجد الأجنبي على جميع الأراضي اليمنية وجزرها وموانئها وأجوائها، كما تدعو الأمم المتحدة إلى دعم اعلان وقف إطلاق النار وإدانة من يخترقه، والعمل الجاد على فك الحصار البري والجوي والبحري واتخاذ التدابير الآيلة إلى معالجات الاقتصادية والإنسانية.
وأكد المتحدث باسم الحركة محمد عبد السلام أن صنعاء أرسلت إلى الأمم المتحدة هذه الرؤية الشاملة التي تتضمن نهاية للعدوان وفك الحصار المفروض على اليمن، معتبراً أن هذا المقترح سيضع الأسس الخاصة بإجراء حوار سياسي وفترة انتقالية.
من جهته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة انصار الله محمد البخيتي أن إعلان وقف اطلاق النار هو بمثابة استمرار العمليات العسكرية وليس هدنة، لأن التحالف يستخدم القوة العسكرية لفرض الحصار الذي أدى إلى ضرر أكثر من العمليات العسكرية في البلاد، وقال: إن هناك تصعيد سعودي على الحدود اليمنية ولا صحة لوقف اطلاق النار، كما السعودية لم تجن من حربها على اليمن سوى الخيبات، لافتاً إلى أن هذا الإعلان هو لترتيب السعودية أوضاعها عندما اقتربنا من تحرير مأرب، مؤكداً أن السعودية ومرتزقتها هم من راهن على الحسم العسكري.
الأمم المتحدة رحبت بقرار تحالف العدوان، وعده أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عاملاً مساعداً لدفع الجهود قدماً نحو السلام، فضلاً عن الاستجابة الوطنية لجائحة كورونا، مشدداً على أهمية الحوار للاتفاق على “آلية لتثبيت وقف شامل للنار على امتداد اليمن، ومن أجل اتخاذ إجراءات بناء ثقة اقتصادية ترمي إلى رفع العبء عن كاهل اليمنيين واستئناف العملية السياسية، بهدف التوصل إلى تسوية شاملة لإنهاء النزاع.
ودعا المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى انتهاز هذه الفرصة والوقف الفوري لكافة الأعمال القتالية بأقصى سرعة لتحقيق تقدم باتجاه السلام الدائم.
ويرى مراقبون أن عبثية العدوان ومرور أكثر من خمسة أعوام عليه دون أن يحقق أي هدف من أهدافه ومحاولة التخلص من تبعاته هي الأسباب الرئيسية التي دعت النظام السعودي إلى هذا الإعلان للتخلص من المستنقع الذي ورطت نفسها به.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أن قوى العدوان تواصل تصعيدها المستمر في مختلف الجبهات، وخصوصاً في جبهات الحدود، وقال: إن زحوف قوى العدوان في جبهات الحدود لازالت مستمرة بغطاء جوي بأكثر من 10 غارات، مضيفاً: إن قوى العدوان شنت أكثر من خمسة زحوف على كل من حرض ورشاحة عسير والبقع بنجران، مشيراً إلى التصدي لكل زحوف العدوان وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، قائلاً: نؤكد الجهوزية التامة لمواجهة أي تصعيد على مختلف الجبهات وأن مصير أي تصعيد هو الفشل والهزيمة.
إلى ذلك، شنت طائرات تحالف العدوان غارات على مناطق في الجوف وحجة، وذلك رغم دخول وقف اطلاق النار الشامل المعلن حيز التنفيذ، شنت 3 غارات على مديرية ناطع بمحافظة البيضاء، في خرق واضح لوقف اطلاق النار المعلن.
كما افاد مصدر إعلامي بأن طيران العدوان شن غارات على منطقة الملاحيط بصعدة وعلى سفيان بعمران وعلى وادي جارة بجيزان.
وفي وقت سابق، أفاد مصدر أمني بأن طيران العدوان شن عدة غارات استهدفت منطقة العقبة بمديرية خب والشعف ومعسكر اللبنات في مديرية الحزم في محافظة الجوف ووادي جارة في جيزان ومديرية حرض بمحافظة حجة، كما قصفت بالصواريخ والمدفعية قرى آهلة بالسكان بمديرية منبه الحدودية في صعدة.
هذا وواصلت بحرية العدوان السعودي أعمال القرصنة بحق سفن المشتقات النفطية والغذائية اليمنية على الرغم من حصولها على تصاريح أممية في جيبوتي، وقال مصدر مسؤول في ميناء الحديدة: إن بحرية العدوان تواصل أعمال القرصنة بحق 14 سفينة مشتقات نفطية على متنها أكثر من 320 ألف طن، مشيراً إلى أن قرصنة بحرية العدوان طالت 3 سفن غذائية رغم حصولها على تصاريح دخول إلى ميناء الحديدة صادرة عن الأمم المتحدة في جيبوتي.