أوكسفام: “خط الفقر” يهدد نصف مليار شخص
في مؤشر على تصاعد وتيرة تفشي وباء كورونا، ارتفع عدد المصابين بالفيروس خلال 7 أيام فقط بواقع 50% ليبلغ 1.5 مليون شخص، وحصيلة الوفيات وصلت إلى 89931 حالة، فيما وجّهت منظمة “أوكسفام” العالمية، غير الحكومية، تحذيراً من أن نصف مليار شخص إضافي في العالم قد يصبحون تحت خط الفقر جراء تداعيات الوباء في حال لم يتم الإسراع في تفعيل خطط لدعم الدول الأكثر فقراً.
ولفتت المنظمة في تقريرها بعنوان “ثمن الكرامة” إلى أن “ما بين 6% و8 % من سكان العالم قد يلحقون بركب أولئك الذين يعيشون حالياً تحت خط الفقر، بعدما أوقفت الحكومات دورات اقتصادية بأكملها من أجل احتواء تفشي الفيروس، مركزةً على أن هذا الأمر يمكن أن يعيد مكافحة الفقر على مستوى العالم 10 سنوات إلى الوراء، لا بل 30 سنة في مناطق معينة مثل أفريقيا، جنوب الصحراء، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، موضّحة أن أكثر من نصف سكان العالم البالغ عددهم 7,8 مليار نسمة مهددون بأن يصبحوا تحت خط الفقر عند انتهاء هذه الجائحة، موصية بـ”منح مساعدة مالية مباشرة للأشخاص الأكثر تضرراً، وبإعطاء الأولوية في تقديم الدعم للشركات الصغيرة، وربط المساعدات المخصصة للشركات الأكبر بتدابير تصب في مصلحة الفئات الضعيفة.
كما دعت المنظمة إلى إعفاء الدول الأكثر فقراً من سداد ديونها في مواعيد استحقاقها هذا العام، وأعطت مثالاً على ذلك غانا، التي يمكن أن تقدم لمدة ستة أشهر 20 دولاراً شهرياً إلى كل طفل من أطفال البلاد البالغ عددهم 16 مليوناً، وإلى المعوقين والمسنين، إن أعفيت من سداد ديونها في مواعيد استحقاقها.
وتقول ماريا دي فاتيما سانتوس، إحدى سكان “سيتي أوف غاد” (مدينة الله)، وهو حيّ فقير رمزي في غرب ريو دي جانيرو، إن “الفقراء ليس لديهم دخل. لا يستطيع أولادي العمل والجميع في حاجة إلى المساعدة”، فيما توقّعت منظمة التجارة العالمية أن تنخفض التبادلات التجارية بمقدار الثلث هذا العام.
وتقدّر منظمة العمل الدولية أن ما لا يقلّ عن 1.25 مليار عامل قد يتأثرون بشكل مباشر، فيما قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي: إن جائحة كوفيد-19 ستسبب “أسوأ العواقب الاقتصادية منذ الكساد الكبير” عام 1929.
وفيما يهدد “كوفيد19” العالم بانهيار اقتصادي غير مسبوق، اعتبرت منظمة الصحة العالمية أنه لا تزال أمام إفريقيا فرصة تقليل وإبطاء انتشار الفيروس، مشددة على أنه يجب على جميع البلدان أن تزيد في سرعة استجابة شاملة للوباء.
وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية ماتشيديسو مويتي: إن خطورة كـوفيد-19 لا تقتصر فقط على التسبب في وفاة الآلاف من الناس، ولكنها أيضاً تطلق العنان للدمار الاقتصادي والاجتماعي، مؤكدة أن انتشاره خارج المدن الكبرى يعني فتح جبهة جديدة في معركتنا ضد هذا الفيروس، مما يتطلب استجابة لا مركزية، مصممة خصيصاً للسياق المحلي، مضيفة: إن الحكومة في المقاطعات والأقاليم تحتاج إلى ضمان امتلاكها للموارد والخبرات اللازمة للاستجابة لحالات تفشي المرض محلياً، لافتة إلى أنها تعمل مع الحكومات في جميع أنحاء إفريقيا لزيادة قدراتها في مجالات الاستجابة الحرجة مثل التنسيق والمراقبة والاختبار والعزلة وإدارة الحالات وتتبع جهات الاتصال ومنع العدوى ومكافحتها وإبلاغ المخاطر وإشراك المجتمع والقدرات المختبرية، مشيرة إلى أن غانا، وكينيا، وإثيوبيا، ومصر، والمغرب، وتونس، ونيجيريا قامت بتوسيع الاختبارات الوطنية لتشمل مختبرات متعددة، مما يسمح بإجراء اختبارات لا مركزية.