أكثر من 20 ألف وفاة… ترامب: أميركا في “كارثة كبرى”
حذرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، من أن الولايات والحكومات المحلية في أزمة حرجة، لافتةً إلى أنها تحتاج إلى ضخ سريع للأموال لمنع انهيار الخدمات الأساسية، فيما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، حالة “الكارثة الكبرى” في جميع الولايات الخمسين، وأصدر إعلاناً اعتبر فيه ولاية وايومنغ في وضع “كارثة كبرى” ما يعني أنه بات هناك الآن إعلان بهذا الخصوص في الولايات الأميركية كلها بسبب جائحة كورونا. وفق ما نقلت محطة “فوكس نيوز” الأميركية.
وعلق جود ديري نائب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض على هذه الخطوة بالقول: إن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها رئيس أميركي كارثة كبرى في جميع الولايات الأميركية دفعة واحدة.
وكان مارك غورودن حاكم ولاية وايومنغ وجه رسالة إلى ترامب الخميس الماضي طلب فيها إعلان الولاية في وضع كارثي بعد أن سجلت حتى حينها أكثر من 200 حالة إصابة، قائلاً: إن هذا الإعلان سيساعدنا على الاستعداد وتحريك مواردنا عندما نحتاجها.
ويأتي ذلك، فيما أعلنت جامعة “جونز هوبكنز” وفاة 1920 شخص في الولايات المتحدة، أمس جراء الإصابة بفيروس كورونا، فيما تجاوز عدد وفيات أميركا بالوباء الـ 20 الفاً، مسجلاً بذلك أعلى نسبة وفيات في العالم.
وباتت الولايات المتحدة الأميركية أولى الدول الأكثر تضرراً جراء جائحة الفيروس بعدما أصبح عدد المصابين فيها نحو نصف مليون مصاب وأكثر من 20 ألف وفاة.
إلى ذلك، ورغم حالة الطوارئ الصحية المعلنة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة وتدابير الإغلاق العام المفروضة للحد من انتشار الفيروس إلا أن وتيرة العنف والجريمة التي يعاني منها المجتمع الأمريكي أصلا لم تتراجع ولا سيما في مدينة شيكاغو التي سجلت ارتفاعا غير مسبوق في مثل هذه الحوادث.
ويبدو أن إجراءات الحجر والإغلاق العام لم تنجح في إخماد العنف في شيكاغو المعروفة بتفشي مظاهر التمييز العنصري واللا مساواة فيها فقد شهدت المدينة حسب وسائل إعلام أمريكية أكبر عدد من حوادث إطلاق النار الشهر الماضي مقارنه بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وأشارت مجلة التايم الأمريكية إلى أن الثلاثاء الماضي وحده شهد مقتل سبعة أشخاص وإصابة 21 آخرين بمن فيهم طفلة في الخامسة من عمرها جراء عملية إطلاق نار، كما شهد الأسبوع الأول من الشهر الجاري مقتل شخصين وإصابة 18 آخرين.
العنف المستمر في شيكاغو يضع ضغطاً إضافياً على نظام الرعاية الصحي في المدينة الذي يعاني تحت وطأة فيروس كورونا من ارتفاع عدد الإصابات بهذا المرض إلى نحو نصف مليون إصابة ولا سيما في المجتمعات الأمريكية المتحدرة من أصول أفريقية، وبحسب خبراء فقد سلط الفيروس الضوء على العنصرية في الولايات المتحدة عامة ومدينة شيكاغو خاصة، حيث يمثل الأمريكيون السود اغلبية الوفيات جراء المرض في المدينة، كما يخشى الخبراء من أن الآثار الصحية والاقتصادية للوباء يمكن أن تؤدي إلى إشعال قضايا العنف وتضاعف حالة اللامساواة العرقية.
التفاوت العرقي الكبير بين الأمريكيين البيض ومواطنيهم المتحدرين من أصول أفريقية ظهر بشكل واضح مع تفشي كورونا فعدد الوفيات والإصابات بين الأمريكيين السود أعلى بأضعاف مقارنة بباقي الأمريكيين وقد ارجعت صحيفة واشنطن بوست هذا الاختلاف في عدد الضحايا إلى الفجوة العرقية الكبيرة بين طبقات المجتمع.
استمرار الأمريكيين في اقتناء الأسلحة النارية الأمر الذي أدى إلى ارتفاع كبير في مبيعاتها مؤخراً في ظل تفشي كورونا المخيف في البلاد أثار حالة من الدهشة في بقية دول العالم لكن لا ينبغي أن يثير ذلك الاستغراب بسبب انتشار ثقافة العنف وحق حيازة السلاح الفردي في المجتمع الأمريكي لكن المشكلة التي تواجهها الولايات المتحدة الآن لم تعد تقتصر على الفيروس المستجد وحده بل أصبحت وباءين أولهما كورونا وثانيهما العنف