تحقيقات

أهالي قرى عين الكروم ..التزام بالإجراءات الاحترازية ..وشكاوى من انتهاء صلاحية المعقمات

“كنا نعتقد أن القصة بعيدة عنا ويلي انتصر ع حرب تسع سنين مارح يخاف من فايروس صغير بس اليوم الوضع اختلف” هكذا عبر أبو معروف الرجل الخمسيني والقاطن في إحدى قرى ريف حماه الغربي عن موضوع كوفيد 19 ، ويبدو أن تعاطي سكان الريف مع الفايروس يختلف اختلافاً كبيراً عما عليه في المدينة حيث تغلب طبيعة الجبال وقسوة الملامح على “كورونا” في قرى عين الكروم بسهل الغاب .
خوف ولامبالاة
خلال وجود ” البعث” في عين الكروم للوقوف على أراء الناس لاحظنا أن طبيعة المنطقة الزراعية دفعت بالسكان للانشغال عما يحدث في العالم ، فلا يوجد لكوفيد 19 مكان في صباحاتهم أو جلساتهم المسائية ، فأبو أحمد لم يبد خوفاً كبيراً من تفشي الفايروس حيث قال: لا أتذكر أن هناك مرضا يغزو العالم بسبب انشغالي بأرضي إلا عند العودة للمنزل ومتابعة التلفاز وهذا قلما يحدث نتيجة انقطاع الكهرباء، كذلك قال إياد فالعمل في الحقل وانشغاله برزقه يبعده كل البعد عن تتبع أخبار كورونا “ماحدا بيموت إلا بيومه” قناعة معظم الريفيين ، “أبو عمار” الذي يقضي جل وقته في صيد الأسماك والزراعة تركت ظروف حياته آثار قسوتها على محياه ، فاعتبر الفايروس مجرد “كريب” عادي لا يستدعي الخوف وقال إن وقته الذي يقضيه في عمله ونومه المبكر لا يمنحه الوقت للتفكير بكورونا.
فوبيا
عند شريحة المتعلمين والمثقفين كان الرأي مختلفا … أريج طالبة لغة فرنسية في دمشق وعادت بسبب فترة الانقطاع إلى قريتها أظهرت خوفها من التجمعات والاستهتار بالموضوع في بدايته ، وهي شعرت بفوبيا من أي حديث أو مشهد على مواقع التواصل الاجتماعي ، فاعتزلت الانترنت وفضلت الطبيعة على حد قولها ،  أما سلوى وهي أم لطفلين ومرشدة اجتماعية فاعتكفت في بيتها خوفاً على أطفالها ، وزادت “جرعة” التوجيهات المتعلقة بالنظافة ، أبو حسن مدرس في المرحلة الابتدائية قال: هناك حقيقة لا يمكن دحضها هي فايروس كوفيد19 ، و ما يجري في العالم يستدعي الخوف فالأرقام التي تشير للوفيات أو الإصابات كبيرة ومخيفة ،وأضاف: تمكنت الحكومة عبر توجيهاتها من كبح جماح كورونا فحظر التجول وتخفيف الازدحام في المدن لعبا دوراً كبيراً في وضع حد لانتشاره أما في القرى فلا يوجد ازدحام سكاني أو مروري لكن هذا لا يلغي ضرورة الاهتمام بقواعد النظافة.
عدم رضا
أما فيما يتعلق بالتعقيم فقد لمسنا عدم الرضا عند الكثيرين ممن التقيناهم في قرية الشحطة وبركة الجرَاص ، وعمليات الرش التي قامت بها جمعية الفلاحين على واجهة المنازل لم يكن لها أي أثر إيجابي فهي مواد منتهية الصلاحية -على حد قول بعض المزارعين -إضافة إلى أن حبات الكلور التي تم توزيعها في قرى عين الكروم ومنطقة السقيلبية كانت أيضاً منتهية الصلاحية ، فبدلا من وضع ثلاث حبات طلبت جمعية الفلاحين وضع 10 حبات كلور للحصول على الفائدة لكن دون جدوى ، مادفع الأهالي لشراء المعقمات والكلور من جيوبهم الخاصة.
إجراءات
لتبيان آلية ما تقوم به بلدة عين الكروم للتقيد بتوجيهات محافظة حماة التقت “البعث” رئيس بلدة عين الكروم رئيف أسعد الذي أوضح أن بلدة عين الكروم يتبع لها 5 أحياء سكنية ويبلغ عدد سكانها حوالي 22 ألف نسمة وقال : تم التوجيه من محافظ حماة لاتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للتصدي لفايروس كورونا وفي مقدمتها نشر الوعي الصحي بين المواطنين عبر الفعاليات الموجودة في البلدة من فرق حزبية وجمعيات فلاحية ومدارس إضافة لرؤساء الدوائر ولجان الأحياء ، وتوزيع معقمات على الأهالي ،موضحاً أن صلاحيتها منتهية ، أما فيما يتعلق بمياه الشرب فهي آمنة لأن المعقمات فعالة وتم استلامها من مخازن المؤسسة العامة لمياه لشرب في حماه بموجب محضر موقع مع المحافظة بعد إجراء الفحوصات الفنية والتأكد من صلاحيتها بشرط تكثيف حبات الكلور ووضع 10 حبات لكل ليتر ماء ، إلى جانب تعقيم السوق الرئيسي في البلدة ، متمنياً من المواطنين وضع القمامة بشكل جيد في الحاويات وبأكياس محكمة القفل على اعتبار أن المنطقة مكتظة بالحيوانات البرية وهي مشكلة تعاني منها البلدة ، و مضيفاً : قمنا بعملية تكثيف جمع القمامة وترحيلها وتعقيم كافة الدوائر الموجودة في أرجاء البلدة والمبرَات والبالغ عددها حوالي 50 دائرة ومبرَة من ضمنها تعقيم 16 مدرسة بالمساهمة مع المجتمع الأهلي الذي قام بالتبرع بمواد التعقيم ،و فيما يتعلق بحظر التجوال ومدى التقيد به أكد أسعد أن الانضباط في القرى شبه ذاتي ، وعلى اعتبار أن المجتمع زراعي يضطر الفلاح للذهاب إلى حقله لمزاولة العمل أما في فترة الليل فخرق الحظر قلما يحدث وهناك دوريات شرطة تقوم بدورها خلال فترة الحظر وتقوم بكافة الإجراءات القانونية ضد المخالفين مضيفا : سكان المنطقة في البداية لم يأخذوا الموضوع على محمل الجد لكن الشريحة المثقفة والمتعلمين ساهموا بنشر الوعي إلى جانب الدور الكبير الذي قام به المستوصف بكوادره من ممرضين ودكاترة .
وعن دور البلدة قال أسعد : تم تشكيل 5 لجان أحياء تتعاون مع الفرق الحزبية وعددها 3 مؤلفة من مخاتير وأعضاء مجلس البلدة ومبادرات الفرق الحزبية ومتطوعين قاموا بتوزيع معونات قُدمت من بعض الجهات وبإشراف البلدة بشكل مباشر للأسر الأكثر عوزا ضمن معايير دقيقة ، وفي ذات السياق أكد أسعد على تشكيل 16 معتمدا لتوزيع الخبز بحيث يكون لكل 100 أسرة معتمد كي يتم تفادي موضوع الازدحام عند الأفران واعتماد آلية خاصه لتوزيع الخبز بحيث يكون لكل 3 أشخاص ربطة خبز واحدة ، وبما أن الأفران الخاصة لا تكفي تم التواصل مع محافظ حماة الذي قام برفد المنطقة بـ 600 ربطة خبز يوميا من فرن سلحب الآلي ،إلى جانب ذلك تم طرح فكرة سيارات جوالة لتوزيع المواد المدعومة على المواطنين بإشراف لجان الأحياء المشكلة ، وتم رفع أسماء المعتمدين لمحافظة جماه ، ولأن صالة السورية للتجارة الوحيدة في عين الكروم لا تسد حاجة الأهالي طالبت البلدة بفتح صالتين إحداهما لقريتي بركة الجراص والشحطة والأخرى لحارة الحتان والحارة القبلية ما يخفف الازدحام على الصالة الوحيدة .
نجوى عيدة