المطران حنا و”نيو هيومانتي” الايطالية: لرفع العقوبات عن سورية فوراً
لاقت الحملة، التي أطلقتها جمعية مكتبة الأطفال العمومية في اللاذقية بعنوان “من أطفال سورية إلى العالم.. أوقفوا فيروس كورونا.. أوقفوا العقوبات”، أصداء إيجابية ومشاركة واسعة، وحصدت فيديوهات الأطفال المشاركين عدداً كبيراً من المشاهدات، فيما طالب المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس برفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد عالمياً، مؤكداً أن بقاء هذه الإجراءات “جريمة بحق الإنسانية”، في وقت دعت منظمة “نيو هيومانتي” إلى رفع تلك الاجراءات فوراً، ولا سيما تلك التي تستهدف القطاع الصحي كونه أساسي في التصدي لوباء “كوفيد 19”.
وقال المطران حنا في رسالة تضامن مع سورية: “من مدينة القدس أبعث هذه الرسالة لعلها تصل إلى أصحاب الضمائر الحية في عالمنا.. رسالتنا وشعارنا هو ارفعوا العقوبات عن سورية في ظل تفشي فيروس كورونا لأن بقاءها هو جريمة بحق الإنسانية وبحق كل القيم والأعراف والمبادئ الأخلاقية”، مضيفاً: نبعث رسالة التضامن والأخوة والمحبة والوفاء لسورية، رئيساً وجيشاً وشعباً، ونقول إن سورية التي انتصرت على أعدائها الذين تآمروا عليها ستتمكن من التصدي لوباء كورونا الخبيث.
ودعا المطران حنا أولئك الذين ينادون بحقوق الإنسان ويتحدثون عن قيم العدالة والكرامة في عالمنا إلى التضامن مع سورية والعمل من أجل رفع العقوبات عنها، وقال: لا يجوز على الإطلاق في ظل هذا الوباء والمحنة التي تعصف بعالمنا كله وبمشرقنا وأقطارنا العربية أن تبقى هذه العقوبات، وأن يبقى هذا الحصار الذي يدفع فاتورته أبناء الشعب السوري الكريم، وأضاف: نقول لسورية إننا كنا وسنبقى معكم في كل الأزمنة والأوقات مهما اشتدت حدة الضغوط والمؤامرات والابتزازات، مناشداً المؤسسات الدولية والحقوقية وكل الدول بأن تطلق مبادرة إنسانية في هذا الزمن الصعب وأن تعمل على رفع هذه العقوبات التي يعاني منها الشعب السوري.
وأكد المطران حنا أن من يتآمر على سورية هو الذي يتآمر على فلسطين وعلى الوطن العربي والأمة العربية، مضيفاً: إن ألمنا وعدونا واحد لأننا عائلة واحدة.. أسرة واحدة وفي ظل وباء كورونا الخبيث يجب أن نكون معاً، كما كنا دائماً عائلة واحدة تدافع عن حضورها وتاريخها وتراثها وأصالتها، وختم رسالته بالقول: لسورية الأبية وقائدها وجيشها وشعبها الصامد إننا معكم بصلواتنا بأدعيتنا برسائلنا التضامنية التي يجب أن تصل إلى كل مكان من أجلكم من أجل سورية وشعبها ومن أجل كل أقطارنا العربية المستهدفة.
إلى ذلك، قال ماركو دي سالفيو، رئيس منظمة “نيو هيومانتي” غير الحكومية التي تتخذ من العاصمة الايطالية روما مقراً، في نداء وجهه إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس وعدد من المؤسسات الأوروبية: “ندعو الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لإزالة أي عقبات قانونية يمكن أن تمنع تبادل السلع والأموال التي يحتاجها الشعب السوري لمحاربة فيروس كورونا”، مطالباً بإعادة النظر في الحصار المفروض على سورية، واتخاذ اجراءات ملموسة لتقديم مساعدة “فعّالة” للشعب السوري من أجل مكافحة وباء كورونا.
واعتبر دي سالفيو أن مساعدة الشعب السوري على نحو سريع واجب أخلاقي، مشدّداً على أن “هدف حماية الشعب السوري يتجاوز أي توجه سياسي أو أيديولوجي”، وعلى ضرورة رفع الاجراءات المفروضة عليه، أو”على الأقل تعليقها”، وخاصة تلك التي تستهدف امدادات الرعاية الصحية والمعدات والمواد المخصصة للعلاج الطبي.
وحذّر دي سالفيو من خطورة الوضع بسبب الحصار الذي تفرضه الولايات والاتحاد الاوروبي على سورية، وما تسبب به من نقص فى الادوية والمعدات الطبية، مشيراً إلى أن سورية “كانت قبل العام 2011 أحد أكثر الأنظمة الصحية تقدّماً في الشرق الأوسط، وعلاوة على ذلك كانت قبل العقوبات المفروضة عليها مكتفية ذاتياً في عدد من الادوية الحيوية التي أنتجتها بنفسها”، ونبّه إلى أن الاجراءات القسرية ألحقت “ضررا كبيراً” بقدرة سورية على انتاج الادوية والمعدات وقطع الغيار والبرامج المعلوماتية، لافتاً إلى المعاناة التي انعكست على حياة الشعب السوري بسبب الصعوبات الناجمة عن الحصار المفروض عليهم.
وشدّد رئيس منظمة نيو هامنتي على أن هذه الاجراءات “جائرة وغير مقبولة”، وخاصة في الوقت الراهن لأنها تحرم الشعب السوري من المساعدة والدعم الذي يمكّنه من التصدي لخطر حقيقي ناجم عن وباء كورونا، داعياً إلى اتخاذ قرارات “غير مسبوقة في هذه اللحظة”، والعمل على رفع العقوبات عن سورية لمساعدتها فى مواجهة الوباء، كما دعا جميع الجهات المعنية والمنظمات والأفراد بمختلف توجهاتها للانضمام إلى هذا النداء تضامناً مع سورية “لأنه يجب توفير الدعم بشكل كاف لمواجهة هذه المحنة العالمية”.
وكانت منظمة “مجلس السلام الأمريكي” دعت قبل أيام الإدارة الأمريكية إلى رفع الاجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على أكثر من ثلاثين دولة، بينها سورية، فوراً، ولا سيما بعد الانتشار العالمي لفيروس كورونا والأثر المدمّر له.