تحقيقات

الطاقة الإيجابية .. للحفاظ على سلامة النفس والبدن

تكثر الهموم والمنغصات في حياة الناس سواء في هذه الأيام مع جائحة كورونا أو خلال سنوات الحرب التي حملت في جعبتها الكثير من المآسي والهموم والأحزان لكل عائلة سورية،و تركت بصمتها على الوجوه ، ولم يعد باستطاعة الكثيرين نشر الطاقة الإيجابية في يومهم والتي هي جوهر العطاء والنجاح في الحياة ، فكيف نشحن جسدنا بالطاقات الإيجابية في هذا الجو المشحون رغما عنا بالطاقات السلبية، وما سبب الطاقة السلبية وكيف نشعر بها؟ وكيف يمكننا تحويلها إلى طاقة إيجابية..؟

الحالة النفسية
أثبتت دراسة حديثة أن الأفكار إذا كانت إيجابية أي أفكار تفاؤل واندفاع وحب وفكرة جيدة عن الحياة تكون ذات طيف أقصر وأسرع وأوضح في الكون من الأفكار السلبية وهي الأفكار التي يغلفها طابع الإحباط واليأس والقنوط، وأثبتت الدراسة أن الحالة النفسية العامة التي يستقر عليها الشخص مؤثرة جدا في نوعية أفكاره التي تصدر عنه والتي يستقبلها أيضا من المحيط الخارجي الذي يشمل الأهل والأصدقاء وزملاء الدراسة والعمل . والحالة النفسية العامة تختلف عن الحالات المؤقتة التي تحدث لنا جميعا ، فالإنسان قد تكون حالته النفسية العامة جيدة وإيجابية لكن أثناء ركوبه وسيلة مواصلات في طريق مزدحمة يعاني من العصبية وهذا شيء طبيعي سرعان ما يزول ، ولكن ما يعني الدراسة هو الحالة النفسية التي تغلب على الشخص طوال النهار، فإذا كانت إيجابية فالأفكار التي يهتم بها الشخص غالبا تكون إيجابية، ويستطيع بالتالي مواجهة الأفكار السلبية بسهولة، بعكس الشخص الذي يعاني من حالة نفسية غير مستقرة فيسهل على الأفكار السلبية السيطرة على رؤيته للحياة ، وتضيف الدراسة أن إيجادك صعوبة بأن تكون متفائلاً أو إيجابياً سببه انحياز تفكيرك إلى الجزء الأيسر من الدماغ وإجهاد عقلك بالتفكير المبالغ فيه وتحليل وقائع لا تملك القدرة على تغييرها من الأساس، وهذه الصعوبة يعاني منها الرجال أكثر من النساء لأن الجزء الأيمن من عقل المرأة هو مسؤول عن حب الخيال والشغف بتحقيق الأهداف و لذلك فإن قابليتها لاستقبال ونشر الطاقة الإيجابية أكبر من الرجل.
ثقافة اجتماعية
الكآبة هي السبب الرئيسي للفشل في الحياة، فالشخص الذي لا يعرف ما يريد ولا يثق بقدراته هو إنسان سلبي ينشر هالته السلبية حوله ليؤثر على مجتمع كامل، والعكس صحيح فالأشخاص ذوي الطاقة الإيجابية قادرون على تحويلها إلى ثقافة اجتماعية برأي الدكتورة رشا شعبان” علم اجتماع” ، واعتبرت شعبان أن عدم الاندماج في الحياة والعمل، والروتين السلبي اليومي للشخص، و المؤثرات الخارجية من الأشخاص الفاشلين، والتركيز السلبي على الفشل، والشكوى الدائمة، ورفاق السوء  من أهم ما يملأ كيان الشخص بالطاقات السلبية، في المقابل يكون العمل وحب الآخر وحب العطاء هي الأساسيات التي تغذي الطاقة الإيجابية وتجعل الإنسان حيويا مليئا بالطاقة والشباب وحب الحياة فمن يحب ذاته عليه حب الآخر لأن العلاقة جدلية ، و إذا كرهت الآخرين فهذا يعني انك لا تحب نفسك أيضا، لذا فإن من واجب الأهل والمدرسة غرس الطاقات والقيم والأفكار الإيجابية في نفوس الأطفال والتي بدورها ستعزز الطاقة الداخلية عند الطفل منذ الصغر ، وعليها يكبر الشخص وفي داخله نظرة محبة للحياة ومشرقة تجنبه الدخول في التفكير السلبي وما إلى ذلك من كآبة وإحباط ونقمة التي ستولد طاقة سلبية ينجم عنها إفراز هرمونات لها تأثيرات سلبية على الصحة تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض الخطرة.
ميس بركات