ثقافةصحيفة البعث

شَذْرُ العِقْد..

 

-1-

في قلب العاطفة.. اصطفاني الهبوب بخدشٍ مزمنٍ على خد طفولتي..

أمي علمتني أنَّ كسرة الرغيف باهظة القهر.. أدركتُ بعدئذ جوع الاستماع  لفضائل القمح وفضول التنور..!

-2-

النوايا التي وجدوها محنطة في قلب المشهد.. فسخوا عقد جلائها بالتراضي..

تخوّف الصبح من الندى المؤجل وأشعل الوشم على قارعة العبير..!

-3-

العناد يلازم أوهامي.. شوك مؤدلج مرهون لجحافل الشتيمة..

كل المرايا جففت تفاسيرها.. ومازلت مصراً على رتق خريطتي ويقظة التواريخ.. العناد يلازم أوهامي.. يستل رغيف المآرب الملطخ بزيت الجائعين من كوة المستحيل..!

-4-

في حلبة الطعن.. تتساقط الأيدي الملونة بالتصفيق.. وتهرول الهتافات المجردة من لباقة الدهشة إلى محطات المنصات..

يحدث أن يكرر الطريق أقدام العابرين إلى النتائج.. لتركع الأقاويل ويسدل التلطي ستارته المبتسمة بالهواجس والوشايات ..!

-5-

على الثوب بقايا أسوار.. وهواجس من رهان ونهايات.. لم أعلم بِسِعَة التنبؤ..

فالغبار يشق طريقه على عجل.. واليد المغدورة تربت على كتف العناوين أن اقرأ لي تعويذة الغاربين.. هناك، حاصرني شكّ عتيد.. كوشم ارتدى خلسة رائحة المعنى العتيق..!

-6-

لم يحتفظ قوس القزح بانحناءته كثيراً.. فقد جاءه بلاغ التخلي عن عشق المطر..

هنا، تلاقى حتفه بحكمة اللحظات العسيرة.. وارتأى الحصى أن يهيئ أرقام الرذاذ المشوهة.. وأن  يفاوض المجهول على براءة المحكمة.. الكل مدان بتقطيره ألوان المحبرة.. والفأس أغنى  بدمع الأوراق سيرة الحطّاب..!

-7-

خلعوا القضية رغم أنفها.. وزعموا بسلاسة أنَّ الفراغ محفور منذ ألف خواء.. وكلما تنزهت النواة في هدنة الليل، ألقوا عليها عورة التأويل..

القضية التي نمت بلا عزف ولا حلوى.. أرادوها لتأريخ دمهم المسعور.. لا تقرأ سوى تراثنا المقهور.. وتملّق الخطابة.. وقهقهات السكوت.. والهلوسات!..

-8-

القاع مبني على ضم الخطايا.. موحل حد الجِيد.. لا تتنازل وجوه الملامة عن أقاليم العتاب.. تزدحم الدعوات في الرمي  إلى الحجر الموعود.. انقلوا عواقب الحديث إلى مكامن الوجع.. علني أعلّم مبادئ الترميم..!

-9-

جبلي كالصوت.. الضروع الحمقى لا تحلب سوى همس القصاصات.. خطوب تتلو هواها.. والمدامع على الطرقات.. نكحّل بالبارود عيون اللظى.. فلا تفارقنا النواقيس ولا طبول الاشتغال.. ينكسر مدخل الساعة قبيل حلول الوجع بوقت ونيف.. وتبقى همهمات الأفول تطرق مسامع الرحيل..!

-10-

تلتم الحبال حول صوتي.. النفير في ريعان شبابه.. وقوافل المقامات على قصب النغم محفوفة بالمنصتين.. لم تنحن السكتة  للريح النافخة.. ولا زهت أسرار الغناء.. فلا تسرفوا في الإصغاء.. كي تلبي أرجوحة الرغبات صداقة الموال..!

رائد خليل