اقتصـــاد الأســرة ومفاهيـــم تحـــديد الميزانيـــة وحسابات التخطيط
عبد الرحمن جاويش
الاقتصاد المنزلي هو اقتصاد ربة البيت لإدارة وتدبير شؤون الأسرة، من تقييم الحاجيات الضرورية لاستهلاك أهل المنزل، ومقدار المصروفات اللازمة خلال مدة محددة ومعلومة، وتوفير حاجيات ومتطلبات المنزل في حدود الزمن والموارد المتاحة لربة البيت، عموماً يشمل الاقتصاد المنزلي تدريب الأطفال على حسن الاستهلاك وعدم التبذير، في الملبس والمأكل.
ويندرج ضمن مفهوم الاقتصاد المنزلي مفهوم ميزانية العائلة الاستهلاكية، وهي عبارة عن التوازن بين الدخول النقدية والعينية للعائلة، ومصروفاتها مع بيان مصادر الدخل وبنود المصروفات بالتفصيل، وميزانية العائلة ذات أهمية بالغة فهي تساعد إلى حد كبير في التحقق بدقة عن مستوى معيشة الأفراد وتعطي الأساس لكل نوع من أنواع حسابات التخطيط.
تحديد ميزانية الأسرة هو جزء لا يتجزأ من عملية الإدارة المالية للعائلة، فهي تعتمد على وضع الخطوط العريضة لكيفية إنفاق الأموال وتخصيص مبلغ محدد من الدخل الشهري أو السنوي لصرفه في اتجاهات معينة تؤمن احتياجات الأسرة، وهذا لا يعني التقتير في صرف الأموال بل إيجاد نوع من التوازن والاعتدال في عملية الشراء والصرف، و يقول الخبير الاقتصادي الدكتور محمود بزيد الهدف الأساسي من تحديد الميزانية هو إشباع رغبات واحتياجات جميع أفراد الأسرة بالشكل المناسب دون أي تبذير أو إسراف في المال، ويمكن تحديد ميزانية يومية، وشهرية، وسنوية حسب نوع الاحتياجات ومدتها الزمنية مشيراً إلى أن هناك أسس لوضع الميزانية، تختلف من أسرة إلى أخرى وذلك اعتماداً على طبيعة احتياجات وأولويات ومصروفات كل أسرة، فالمستوى الاجتماعي والمادي للأسرة وعدد الأفراد وجنسهم يحدد نسبة النفقات على المجالات المختلفة لحياة العائلة.
وفي موضوع الإنفاق الشهري على المسكن, يشير بزيد أنها تشمل الإيجار، وفواتير الكهرباء، والماء حيث يعتمد ذلك على عدد أفراد الأسرة وكيفية استهلاكهم للأجهزة الكهربائية والماء, أما الإنفاق اليومي والشهري على الغذاء يتضمن احتياجات الأسرة اليومية من الأطعمة والأغذية التي يتم شراؤها بشكل مفرق، والمتطلّبات الشهرية من أنواع المونة، فيما يعتمد الإنفاق على الملابس, على المستوى المعيشي والاجتماعي للأسرة وما إذا كان الإنفاق الكبير على الملابس من أولوياتهم أم لا.
أما النفقات الشخصية فتحدد بشكل خاص من أفراد الأسرة، في حين تعتمد الاحتياجات الطبية على الحالات المرضية المستمرة التي تعاني منها الأسرة، ففي هذه الحال يجب تحديد نسبة كافية من الدخل على هذا القطاع، أما الادخار فهو من أساسيات كل ميزانية لتوفير جزء ولو بسيط من المال لاستغلاله لاحتياجات طارئة.
وبين بزيد أن خطوات وضع الميزانية تكمن في تحديد مصروفات الأسرة الشهرية أو اليومية المذكورة سابِقاً، وهنالك احتياجات فرعية مثل المواصلات، والمشتريات النثرية وغيرها، ويفضل عمل قائمة مفَصلة بهذه النفقات وترتيبها حسب الأولوية، حيث تقدر نسبة المال المطلوبة لكل جزءٍ من هذه الاحتياجات واقتطاع هذا المبلغ من الدخل ليتم معرفة جوانب صرف المال، فمثلاً يمكن وضع ظرف خاص يحتوي على المال الكافي لدفع فواتير الماء والكهرباء الشهرية وظرف آخر لمصاريف الغذاء وهكذا، وبهذه الطريقة يكون رب الأسرة مطلعاً على كيفية صرف الأموال، ويجب أن لا ننسى الجزء الخاص بالادخار الشهري أو اليومي رغم صعوبة تحقيق هذا البند في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة لغالبية الأسر. أما مراقبة عملية الإنفاق فيجب أن تتم عن طريق رب الأسرة المسؤول عن المال المصروف من قبل أفراد الأسرة وما إذا كان هناك أي نوع من الإسراف أو عدم التنظيم في النفقات.
في حين أن تقييم مدى جدوى الميزانية المتبعة يكون من خلال الوقوف على مدى رضا أفراد الأسرة عن كيفية تقسيم الدخل وما إذا كانت تغطي جميع احتياجاتهم الأساسية وتتعداها إلى الكماليات، وفي حال كانت الميزانية غير ناجحة وغير مناسبة لرغبات العائلة يجب العمل على تتبع مواضع النقص أو الخلل فيها وتعديلها.