تطورات جيولوجية متسارعة.. هزات متتالية قرب الساحل السوري
ضربت هزة أرضية بقوة 4.7 درجات على مقياس ريختر قبالة الساحل السوري وعلى بعد 40 كم شمال غرب مدينة اللاذقية، وشعرت بها بعض المدن السورية وشمال لبنان وتركيا وقبرص، تلتها هزة ارتدادية بقوة 4.6 درجات، وقال المركز الوطني للزلازل في بيان: “إن محطات الشبكة الوطنية السورية للرصد الزلزالي سجّلت هزة أرضية بقوة 4.7 درجات على مقياس ريختر وعمق 2 كم عند الساعة العاشرة وأربعين دقيقة فجر الأربعاء، بالتوقيت المحلي، وذلك قبالة الساحل السوري وعلى بعد 40 كم شمال مدينة اللاذقية.
كما سجّلت المحطات هزة ارتدادية بقوة 4.6 عند الساحة الحادية عشرة وثماني عشرة دقيقة صباحاً بالتوقيت المحلي قبالة الساحل السوري على بعد 38 كم شمال غرب مدينة اللاذقية.
وكان المركز الوطني للزلازل ذكر أن محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي لديه سجّلت عند الساعة الواحدة وسبع وثلاثين دقيقة فجراً هزة أرضية متوسطة بقوة 4.1 درجات على مقياس ريختر وعمق 2 كم وذلك بالقرب من الساحل السوري وعلى بعد 33 كم شمال غرب مدينة اللاذقية وشعرت بها بعض المدن السورية وتركيا وقبرص.
كما سجّلت هزتان ارتداديتان قبالة الساحل السوري بقوة 3 و2 درجات على مقياس ريختر وعمق 20 و7 كم وذلك عند الساعة الواحدة وسبع وأربعين دقيقة والساعة الواحدة وخمس وخمسين دقيقة فجراً، تلتها مجموعة من الهزات الأرضية الارتدادية صغيرة القدر.
وكانت المنطقة شهدت بشكل عام، ومنها سورية، تزايداً ملحوظاً بالهزات الأرضية خلال الأسابيع الماضية، وتوزّعت الهزات، التي حدثت في سورية، بين المناطق الساحلية والشرقية ودمشق ومحيطها، وتراوحت قوتها بين 2 و4.7 درجات مئوية على مقياس ريختر، حسب بيانات المركز الوطني للزلازل، ما أثار مخاوف وتساؤلات عمّا تنذر به تلك الهزات، التي تجاوز عددها 9 خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وفي تفسير لتلك الهزات، التي وصلت شدة بعضها إلى 4.8 على مقياس ريختر، يقول مدير المركز الوطني للزلازل، المهندس عبد المطلب الشلبي، “يعود السبب الرئيسي لتزايد النشاط الزلزالي إلى تصادم بين الصفيحة العربية والصفائح الأخرى المحيطة بها وتحرّكها المستمر والدائم ما يؤدي إلى تراكم الاجهادات والطاقة على الصخور، وتصل لمرحلة لا تتحمّلها، فتحررها عبر ما يسمى الهزة الأرضية، التي تتراوح شدتها بين الضعيفة والمتوسطة والقوية”.
ويرى الشلبي أن أكثر المناطق المعرّضة للهزات الأرضية تلك التي تقع على حدود الصفيحة العربية، مبيناً أن العديد من الهزّات التي تحدث ضعيفة القوة لا يشعر بها الأفراد، أما المتوسطة فيختلف الشعور بها وفقاً لاعتبارات متعدّدة تتعلق بوضعية الشخص، إن كان واقفاً أو جالساً، وحسب طبيعة المبنى الموجود به وعدد الطوابق وغيرها من العوامل، أما الهزة القوية فيشعر بها معظم السكان وقد تسبب أضراراً مختلفة.
ولتوضيح الفرق بين الهزات والزلزال فإن الأخير يحدث أضراراً كبيرة، وقوته تتجاوز الـ 6 درجات، أما ما كانت قوته أقل من ذلك فيعتبر هزة أرضية مختلفة الشدة، كما يؤكد الشلبي، ويضيف: رغم أنه لا يمكن لأحد التنبؤ بتاريخ ووقت حدوث الهزات الأرضية، إلا أن عدد الهزات الأرضية الإجمالي، التي تعرّضت لها المنطقة إقليمياً، “سورية وما حولها”، في الربع الأول من العام الحالي 934 هزة مختلفة القوة، نتيجة تصادم الصفيحات الأرضية، وبالتالي فإن حدوث هزات أرضية لاحقة في المنطقة أمر طبيعي جداً.
ولابد من ذكر بعض التعليمات للتقيد بقواعد السلامة أثناء حدوث الهزات أو الزلازل، وهي تعليمات احترازية فقط، الهدف منها، وفق الشلبي، توعية الفرد بأساليب حماية نفسه وعائلته ولا يعني بالضرورة أن هناك زلزالا مؤكد الحدوث، مضيفاً: “إن النشاط الزلزالي واضح” لكن لا أحد يستطيع التنبؤ بزمن أو طبيعة الهزات التي قد تحدث، ويشير إلى أن أهم نصيحة يمكن أن يقدمها عند حدوث هزة أرضية هي التصرّف بهدوء وعقلانية وعدم الارتباك، وإذا كان الفرد في المنزل فعليه الخروج إذا كانت المسافة لا تزيد على خمسين متراً، أو البقاء في المكان وعدم محاولة أخذ أي شيء من الممتلكات الشخصية ما عدا الموبايل. وإذا كان الفرد في مكتب العمل أو المدرسة فعليه الاحتماء تحت أي طاولة مباشرة والابتعاد عن النافذة أو الاستناد إلى حائط أساسي، وإذا كان في فناء أي مبنى أو في الشارع فعليه الابتعاد عن حواف المبنى والاتجاه لمساحات خالية كالحدائق، أما إن كان في السيارة فعليه الوقوف مباشرة وتجنب المرور من الأنفاق أو فوق الجسور.
ويؤكّد أنه على الفرد أن يحاول ما أمكن قطع الكهرباء والغاز عن المنشأة أو البيت حتى لا تكون سبباً في حدوث حريق، وألا يحاول التجوّل بعد الهزة مباشرة فقد يعقبها هزات أخرى تابعة، والأفضل أن يبقى هادئاً فترة أطول بقليل بعد الهزة الأولى، وبعد أن ينتهي الزلزال عليه ألا يحاول البحث فوراً في الأنقاض عن أغراض شخصية فقد يتسبب ذلك في إصابته نتيجة انهيارات لاحقة.
يذكر أن آخر زلزال قوي شهدته المنطقة كان عام 1759م، وأسفر عن أضرار في مدينة دمشق، وفق المركز الوطني للزلازل.