نائب جمهوري: وفاة الأميركيين “أهون” من ضرر الاقتصاد!
رغم الارتفاع الهائل في أعداد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، اعتبر المشرّع الأميركي، تراي هولينغزورث، أنّ السماح بمقتل المزيد من الأميركيين بفيروس كورونا، “يعتبر أهون من ضرر الاقتصاد الناجم عن إجراءات العزل”!.
وأشار النائب الجمهوري عن إنديانا إلى أن موقف الحكومة في مجال الاختيار بين فقدان أسلوب حياتنا كأميركيين وبين تكبّد خسائر في الأرواح، “هو الأخير دائماً”، ووصف فكرة إعادة فتح البلاد والاقتصاد الأميركي قريباً بـ”أهون الشرّين”!، وأضاف: “لا يوجد خيار من دون أضرار. علينا أن ننظر في عيون الأميركيين ونقول لهم إنّنا نأخذ الخيار الأفضل لأكبر عدد ممكن منهم. المطلوب بشكل واضح لا لبس فيه هو أن نعيد الأميركيين للعمل”.
وتعليقاً على تلك التصريحات اعتبرت “سي. إن. إن” أن تعليقات هولينغزورث “تعكس رغبة متزايدة من الرئيس دونالد ترامب وعدد كبير من الجمهوريين بإعادة فتح الاقتصاد الأميركي سريعاً، بسبب الأضرار الجسيمة التي خلفها تفشي كوفيد-19 في البلاد”، وأكدت أنّ تدابير التخفيف من التباعد الاجتماعي الآن “تتعارض مع التوصيات التي قدمتها الوكالات الحكومية وخبراء الصحة العامة”.
يذكر أنّ الرئيس الأميركي يصرّ مؤخراً على إعادة الحياة إلى طبيعتها في الولايات المتحدة، رغم الارتفاع الحاد في أعداد الإصابات والوفيّات نتيجة تفشي فيروس كورونا في البلاد.
ترامب أكد خلاله مؤتمره الصحفيّ اليوميّ حول آخر مستجدات كورونا، الثلاثاء، أنه “يتمّ وضع اللمسات الأخيرة على الخطة الخاصة بإعادة فتح البلاد”، معتبراً أن “هناك أكثر من 20 ولاية بحالة جيّدة للغاية، ويمكنها استعادة نشاطها الاقتصادي حتى قبل الشهر المقبل”، فيما أعلن حاكم ولاية نيويورك آندرو كومو أنه لن يلتزم بأيّ أمر يصدره ترامب بإنهاء إجراءات العزل العام في الولاية بطريقة غير آمنة خلال تفشي كورونا.
يأتي ذلك في وقتْ تخطّت فيه أعداد الاصابات بكورونا في الولايات المتحدة حتى الآن الـ614 ألف إصابة، بينما وصل عدد الوفيات إلى 26061.
وفي سياق محاولاته لاستغلال أزمة انتشار وباء كورونا، التي تعصف بالولايات المتحدة، أمرت وزارة الخزانة الأمريكية بطبع اسم ترامب على الشيكات التي تنوي هيئة الإيرادات الداخلية إرسالها إلى عشرات الملايين من الأمريكيين لمساعدتهم على تجاوز الظروف القاسية التي أحدثها انتشار الوباء، وهو قرار سيؤخّر تسليم تلك الشيكات عدة أيام.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مسؤولين بالإدارة لم تسمهم قولهم: “إن الشيكات التي سيتم إرسالها بقيمة 1200 دولار للشيك الواحد ستحمل اسم دونالد ترامب”، ما يمثّل استغلالاً من قبله للمساعدات الحكومية لغايات وأهداف انتخابية وشخصية.
ويسعى ترامب المنتمي للحزب الجمهوري للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى في تشرين الثاني المقبل. ولا يكف عن استغلال أي ظرف أو منبر للترويج لنفسه، وهو ما جعل الكثير من السياسيين ووسائل الاعلام توجّه له انتقادات لاذعة وتسخر من أساليبه المكشوفة.
بالتوازي، أعرب خبراء مصرف “جي بي مورغان” عن ثقتهم في أن البنوك الأمريكية ستتعرّض لأكبر موجة من حالات التأخّر في دفع أقساط القروض العقارية في التاريخ، وعزوا ذلك لفقدان جزء كبير من المقترضين وظائفهم بسبب تداعيات جائحة كورونا، وبالتالي فقدوا مصدر دخلهم المالي.
وأكد خبراء هذا المصرف الأمريكي العملاق أن الوضع سيتفاقم حتماً، على الأقل حتى نهاية العام الجاري، وقالوا: “سيكون بانتظارنا تسونامي من إفلاس المصارف العقارية”.
وكدليل على حجم المشكلة، تشير بيانات وزارة العمل الأمريكية إلى أن عدد العاطلين عن العمل في الأسابيع الثلاثة الماضية وصل إلى 17 مليوناً.
وتتوافق توقعات خبراء “جي بي مورغان” مع توقعات وكالة “موديز”، حيث يقول مارك زاندي كبير الاقتصاديين في الوكالة: “إذا لم تستأنف الشركات عملها الطبيعي المعتاد قبل حلول نهاية الصيف، فإن ما يصل إلى 30% من مقترضي القروض العقارية، أي حوالي 15 مليون أسرة، سيتوقّفون عن تسديد القروض وسيخسرون العقارات”.
وقبل 12 عاماً، تسبب تضعضع سوق الرهن العقاري الأمريكي في انهيار مالي عالمي وركود اقتصادي طويل. ومع ذلك، فإن الوضع اليوم أكثر جدية وخطورة، وفقاً لزاندي.
من جهتها قالت البرفيسورة سوزان واشت، الأستاذة في قسم العقارات والتمويل في كلية “وارتون للأعمال” بجامعة بنسلفانيا: إن “حجم ديون الرهن العقاري في الوقت الحالي أعلى بكثير مما كانت عليه في عام 2008. لقد زادت قيمتها فقط في عام 2019، بمقدار 433 مليار دولار، لتصل إلى 9.56 تريليون دولار”.
ويحذّر صندوق النقد الدولي من تداعيات انتشار فيروس كورونا، حيث يقول: إن الاقتصاد العالمي على حافة أكبر أزمة في نحو 100 عام.