لبنانيون في ذكرى مجزرة قانا: لن ننسى
أربعة وعشرون عاماً مضت على مجزرة قانا، عندما قصفت قوات الاحتلال بشكل متعمد مبنى مقر الكتيبة الفيجية التابعة لقوة الأمم المتحدة في لبنان بعد لجوء نحو 800 مدني من عدة قرى بالجنوب اللبناني إليه هرباً من العدوان الإسرائيلي ما أسفر عن استشهاد 110 مدنيين، بينهم الكثير من النساء والأطفال، ومن بين جثث الضحايا كانت هناك 18 جثة لم يتم التعرف عليها لشدة ما لحق بها من تشويه، فيما أصيب العشرات من الأشخاص بجروح وإعاقات وتشوهات في أجسادهم.
صور المجزرة الصادمة وأشلاء الضحايا الممزقة وما تبعها من مأساة ودمار فشلت في تحريك الضمير العالمي فقد تغاضت حكومات القوى الكبرى عن المجزرة، وسارعت الولايات المتحدة إلى التغطية على جريمة حليفتها “إسرائيل” بتحميل الضحايا مسؤولية رفضهم مغادرة بلداتهم بعد تهديدات سلطات الاحتلال لهم.
هذا وجددت كتلة التنمية والتحرير النيابية اللبنانية التمسك بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة لمواجهة تهديدات العدو الإسرائيلي وخروقاته المستمرة للسيادة اللبنانية، وقالت في بيان بعد اجتماعها اليوم برئاسة رئيس مجلس النواب اللبناني رئيس الكتلة نبيه بري: يجب إبقاء الذاكرة الوطنية حية حيال ما مثلته وتمثله “إسرائيل” بكل مستوياتها الأمنية والعسكرية والسياسية من مخاطر عدوانية على لبنان وإنسانه وثرواته منددة بالتمادي الإسرائيلي في استباحة السيادة اللبنانية والتي تصاعدت في الأيام القليلة الماضية بانتهاك يومي للأجواء اللبنانية في خرق فاضح وجديد للقرار الدولي 1701.
بدوره أكد الحزب السوري القومي الاجتماعي أن المقاومة هي الرد الطبيعي والوحيد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه وتهديداته والانتقام من مجازره بحق المدنيين في لبنان، وأشار في بيان إلى أن مجزرة قانا تشكل دليلاً دامغاً على الطبيعة العنصرية وغريزة القتل الوحشي ونموذجاً للإرهاب الصهيوني الذي يسفك دماء الشعب الفلسطيني، وتساءل: ماذا فعلت الأمم المتحدة وأية إجراءات اتخذتها ضد كيان العدو ومجرمي الحرب الصهاينة الذين ارتكبوا مجزرة قانا بدم بارد والتي شكلت عدوانا وحشياً بحق أطفال قانا.
وتفاعل ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مع ذكرى مجزرة قانا، وقالت عضو المكتب السياسي في تيار المردة فيرا يمين، عبر “تويتر”، أنه “في سبت النور الشرقي، أشرقت ذكراهم من قانا أرض العجيبة الأولى، عسى عرس النصر يكتمل. النصر على العدو وعلى الإرهاب وعلى الفقر”.
وغرّد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي المقداد، عبر حسابه على “تويتر”، قائلاً “مرور 24 عاماً على مجزرة قانا لم تطفئ شعلة المقاومة التي تزداد توهجاً في نفوس المقاومين، ولكن وللأسف حتى في حينها لم تحرك المجزرة ضمائر بعض الحكام والمتخاذلين”.
من جهته قال حبيب أفرام أن “قدر الوطن ان يكون جرحاً مفتوحاً للشهادة”.
وقال عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب فادي علامة، إنه في “قانا الشاهدة على تمادي العدو، تركت ندوباً على جبين الإنسانية، وجرحاً في ميثاق الأمم، وتجاوزاً لكل القوانين والأعراف والحدود”.