تحقيقات

كوفيد19 .. أخبار تغذي الطاقة السلبية .. و هواجس تهدد براءة الأطفال !

“لما وصل الرقم إلى 13 إصابة خفت لأنو الماما خافت بس لما كانت إصابة وحدة كان الأمرعادي “بهذه الكلمات البسيطة عبر لمك ابن الـ12 سنة عن خوفه مما يسمعه عن فايروس كورونا، حيث إن الأطفال هم الشريحة الأكثر هشاشة وتأثراً بأهلهم وذويهم، وينعكس عليهم كل مايجري داخل”حيطان” منازلهم، سواء سلباً وإيجاباً فكيف هو الحال إن كان واقع ما يجري الحديث اليومي حول فايروس كوفيد19؟.

خوف بريء
يبث الأهالي خوفهم من فايروس كورونا، وهم يراقبون شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي بين بعضهم دون الانتباه لأبنائهم الصغار فتنتقل مشاعرهم السلبية إليهم .
نايا ذات العشرة أعوام تحدثت عن كورونا والخوف يملأ عينيها الصغيرتين فكلما شعرت بخوف والدتها نامت مبكراً ورأت أحلاماً مزعجة “كورونا بتخوف ماما بتخاف منها” أم نايا قالت: لاحظت على طفلتي تغيرات بسلوكها وانطوائية اتضح بعدها أن حديثي أنا ووالدها عن فايروس كوفيد19 كان له أثر سلبي على سلوكها فحاولنا الابتعاد عن التلفاز والسفر إلى الريف، ألمى تلميذة في الصف الثالث وحسب كلماتها البريئة قالت: إنها لم تخف أبداً فالقرية نظيفة ولايوجد فيها “فيروسات”، زين وعلي أخوين في المرحلة الابتدائية شعر أحدهما بأن هناك شيء غير طبيعي عندما أغلقت المدارس أبوابها وحرمتهم والدتهم من اللعب في الشارع والاختلاط مع أصدقائهم، والآخر لم يبد أي خوف حيث قال: لانحتاج للخروج من البيت لأن المحل الذي نبتاع منه أغراضنا داخل البناء وفي منزلنا ليس هناك أي فايروس، والد الطفلين قال: حاولنا اللعب مع أطفالنا وقضاء أكبر وقت ممكن في ممارسة نشاطات من اختيارهم لتكون كورونا بعيدة عن مخيلتهم، أما الطفل عامر تلميذ في الصف الخامس فقد قال: في القرية ليس هناك تجمعات كما في المدينة لذلك لم أشعر بالخوف حتى عند إغلاق المدارس فأنا ألعب بالكرة مع أصدقائي وأمارس نشاطاتي، أما والدة عامر فقالت: تبقى القرية ذات طبيعة خلابة وخالية من الازدحام المروي أو السكاني لذلك لم يشعر أطفالنا بأي قلق ولأن التيار الكهربائي سيئ- على حد تعبيرها- فنحن نوعاً ما بعيدون عن التلفاز والإنترنت .

التفاعل معهم
المرشد الاجتماعي بسام ديوب يقول: يتجلى الخوف لدى البشر من حالات الحروب والأوبئة والكوارث فينعكس في مجمل سلوكهم العام،غني عن القول أن هناك تفاوتاً في الاستجابة بين فرد وآخر، ويبقى خوف الأطفال الأكثر اهتماماً نظراً لضعف الجهاز النفسي لدى الطفل مقارنة بالراشدين، ويضيف ديوب: في الجائحة التي تضرب العالم (كورونا) كوفيد19 لابد من التوقف عند الأثر النفسي للوباء على صحة أطفالنا، حيث يبدأ الأثر في الإعلان عن توقف المدارس وما تلاه من قرارت الحجر المنزلي والبلاغات الصادرة عن وزارة الصحة في وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وعبر مواقع التواصل الاجتماعية كذلك حديث الأهل المبالغ فيه عن الفايروس أظهر الخوف بأشكال مختلفة على سبيل المثال بأسئلة الأطفال لذويهم عن مخاطر الوباء وكيفية الوقاية منه، وهل هو مميت لو أصاب أحد أفراد الأسرة، ولابد من الانتباه عند الحديث عن الوباء، خاصة عند وجود أطفال من عدم التهويل والإجابة بحذر عن أسئلة الطفل وعدم إظهار الخوف أمامهم فالأطفال هم زينة الحياة ولابد من لحظ تصرفاتنا أمامهم، تقول الخبيرة الاجتماعية هيام عبده تعتبر الأسرة أو العائلة أول عالم يعيشه الطفل ويكتسب منه المهارات والخبرة ويتأثر ويؤثر بها، كما أن الطفل كائن هش يكون تأثره بما حوله أسرع وأكبر من الكبار وتنتقل مشاعر الأهل والوالدين تحديداً كسرعة الضوء إلى الطفل وأحياناً يشعر الطفل بخوف أمه حتى دون أن تتكلم فينكفئ على ذاته ويصبح طفلاً انطوائياً ووحيداً وضعيف الشخصية، وفي الوضع الاستثنائي الذي نعيشه من الضروري الانتباه جيداً إلى طريقة تعبير الأبوين عن هواجسهم مما يجري، وتضيف عبده: فايروس كوفيد19 نتمنى أن يكون عابراً لكن ومع ذلك على الأهل خلال فترة بقائهم مع أبنائهم التقرب منهم وممارسة نشاطات محببة للصغار وتحفيز هواياتهم إلى جانب محاولة تحفيز الخيال لدى الطفل وابتداع القصص، وهي فرصة لنعود معهم أطفالاً ولو لفترة قصيرة، إلى جانب ضرورة الابتعاد عن متابعة أخبار كورونا أمام أولادنا، سواء على التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي .
نجوى عيدة